نجحت السلطات الأمنية في تفكيك شبكة وصفتها بالإرهابية كانت تخطط لإسقاط ضحايا أبرياء وكانت تحضر لإراقة الدماء وكانت قبل كل ذلك تستعد لإحداث البلبلة والفوضى في البلاد. إن هذا العمل المهم وهو ليس الأول من نوعه على كل حال إذ نجحت السلطات الأمنيةغير ما مرة خلال السنين القليلة الماضية في اقتناص أهداف مهمة يؤكد أن المصالح الأمنية المغربية أصبحت خبيرة في حربها الاستباقية ضد الأوساط الإرهابية التي زادت وتيرة تفريخها للمجموعات والعناصر، وهو أمر يبعث على الارتياح لدى الرأي العام الوطني، لأنه يتأكد تدريجيا أن أمنه وسلامته واستقراره أصبح في أياد أمينة، وهو أمر يدعونا إلى التنويه بالعمل المهم الذي يبذله رجال ونساء يواجهون الموت كل لحظة وحين، يقطفون الجمر بأياديهم. نعم، إن هذا الإقرار لا يعفينا من الدعوة الملحة إلى ترشيد جزء من العمل المبذول في هذا السياق، نحن نعرف خطورة الموضوع والإجراءات الاحترازية المتشددة التي يفرض اتباعها بتكتم شديد لتطويق الخطر الداهم والدائم، ولكن من الأهم أيضا أنه مهما وصلت درجة الخطورة فإن ذلك لا يمكنه أن يكون مبررا لتجاوز القوانين، ونحن نتحدث هنا عن بعض الانفلاتات التي يعتقد بعض من رجال الأمن أن الخطورة تبررها، لكنها وإن كانت جد محدودة ولا تمس الجوهر فإن تأثيراتها تكون كبيرة، وفي بعض الأحيان تحول الأشخاص الذين كانوا يخططون لتنفيذ عمليات إرهابية ضحايا يستدرون عطف الأوساط الحقوقية والرأي العام. بكل تأكيد إن هذه الانزلاقات لا تنقص من قيمة العمل المهم الذي يزيدنا ثقة في رجال ونساء أمننا، لكن هذا الإقرار لا يعفينا من مسؤولية إثارة بعض الشوائب. إن بلدانا كثيرة وعديدة بعضها قريب من بلادنا جغرافيا لم تنجح في كسب رهان حربها الاستباقية ضد الإرهاب ولم تجد من تبرير غير إطلاق العنان للتهم، بيد أن المتهم الرئيسي والأول والأخير هي مصالحها الأمنية التي أضحت عاجزة، مكتوفة الأيادي، تتفرج إن لم يكن بعض عناصرها متواطئين على الإرهاب يفتك بأمن وسلامة وأرواح الأبرياء، بيد أن هذه الأوساط لم تلق نفس «النجاح» في المغرب وفي أقطار أخرى بفضل تمرس وخبرة وحنكة المصالح الأمنية. إن كسب المصالح الأمنية المغربية لرهان الحرب الاستباقية ضد الأوساط الإرهابية التي تنبت بشكل مدهش كالفطريات يؤكد التزام بلادنا بالانخراط في الجهود الدولية الهادفة إلى تكسير شوكة مخلب الإرهاب، ومهم أن تقع الإشارة في العديد من المرات إلى أن وضع اليد على شبكة من الشبكات تم بالتنسيق مع مخابرات دول صديقة وشقيقة، إن هذا الأمر يعطي لبلادنا شهادة حسن السيرة واعترافا بأن بلادنا آمنة والحمد لله.