يترقب جمهور السينما في أمريكا والعالم عرض فيلم "ذا سوشيال نيتورك" (الشبكة الاجتماعية)، الذي يتناول قصة حياة مؤسس موقع "فيس بوك" مارك زوكربرج – 26 سنة، خلال الأيام القليلة المقبلة. وتدور الأحاديث في هوليود وفي عالم المدونات الأكثر أهمية في أن الفيلم في طريقه لنيل مجد الأوسكار، فيما يتوقع آخرون أن يحقق إيرادات ضخمة في ظل شغف مشتركي موقع "فيس بوك" لمعرفة قصة حياة مؤسس موقعهم. وربما يحقق الفيلم مكانة لم تحققها سوى القلة القليلة من الأعمال الفذة في تاريخ السينما لينال استحسان النقاد والجوائز المرموقة، بالإضافة إلى تحقيق إيرادات في شباك التذاكر، خاصة إذا قرر جزء صغير من الأعضاء المسجلين في فيس بوك -والبالغ عددهم 500 مليون عضو- صرف الأموال التي جنوها بشق الأنفس في مشاهدة فيلم تدور أحداثه حول مؤسس موقعهم المفضل على الإنترنت. والفيلم من تأليف أرون سوركين مؤلف حلقات "ويست وينج" ومن إخراج ديفيد فينتشر مخرج فيلم "كريوس كيس أوف بنجامين بوتن"(حالة بنجامين بوتن الغريبة)، ومن بطولة الممثل الشاب "جيسي إيزنبرج" حيث يجسد دور مؤسس الموقع "مارك زوكربرج" ويتتبع تاريخه من كونه طالب متعسر في جامعة هارفارد إلى أن يبزغ نجمه كمؤسس الشبكة الاجتماعية التي تغير من العالم. ويحاول فيلم "ذا سوشيال نيتورك" اختلاس النظر في حياة زوكربرج، والذي لا يزال بصورة متزايدة يعيش كشخص عادي على الرغم من نواياه المعلنة في فيس بوك بجعل العالم مكانا أكثر انفتاحا، بحسب وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ). ويستند الفيلم إلى كتاب "مليونيرات بالصدفة" -وبعضه مبني على حقائق- والتي تصف زوكربرج بأنه انطوائي وعبقري مهووس؛ والذي يتوجه لخلق نوع جديد من التفاعل الاجتماعي من خلال الإنترنت، على الرغم من أن هذا تسبب في فقده أقرب أصدقائه في حياته الواقعية. وعلى الصعيد المالي يحتل مؤسس "فيس بوك" بالفعل المرتبة الخامسة والثلاثين بين أغنياء أمريكا بثروة قدرها 6.9 مليار دولار.. وهذه الثروة من المحتمل أن تتزايد بشكل كبير بعد طرح موقع "فيس بوك" للاكتتاب العام. كما أنه يبدو أن له حياة خاصة طبيعية، مستمتعا برفقة صديقة ثابتة -وهي طالبة تدرس الطب التقى بها في جامعة هارفرد- ويبدو أنه غير مهتم بالزخارف المادية التي يتيحها له نجاحه. ويعيش زوكربرج في منزل مؤجر ولا يمتلك جهاز تليفزيون، ويقود سيارة سيدان متواضعة نوعا ما والتي اشتراها بعد أن طلب من صديق سيارة "آمنة ومريحة ولا تسترعي الانتباه"، وفقا لما ذكرته صحيفة "ذا نيويوركر". ونشأت نزاعات بشأن مزاعم موثقة بصورة جيدة في أن زوكربرج سرق أفكارا وكثيرا من الخواص الرئيسية لموقع "فيس بوك" من طلاب زملائه الذين طلبوا من عبقري البرمجة مساعدتهم في تطوير مواقع مماثلة. وقام زوكربرج بالفعل بتسوية معظم هذه القضايا مقابل مبالغ مالية لم يتم الإفصاح عنها.. يعتقد أنها تبلغ عشرات الملايين من الدولارات. لكن لا يوجد مثل هذا الارتياح من المصدر الآخر من الجدل حوله، فشخصيته المتعجرفة والمعيبة التي صوّرته على أنه يقيّم الآخرين فقط بقدر إسهامهم في خططه. وذكر زوكربرج مرارا أنه يكره الأفلام التي لم تحصل على تصريح الشخص الذي تتناول حياته، لكنه يقر في كل مكان أنه نضج منذ ذلك الحين وأن بعضا من أفعاله الكثيرة المثيرة للمشكلات كانت ناجمة عن طيش فترة الشباب. ونقلت "ذا نيويوركر" عنه قوله "أعتقد أنني نضجت وتعلمت الكثير". كما اعترف إيزنبرج بتعاطف مع الشخصية المعيبة التي جسدها في الفيلم ، قائلا "لا أعتقد أن أيا منا يرغب في أن تتحول الأشياء التي فعلناها عندما كان عمرنا 19 عاما إلى فيلم". وربما يهاجم أقطاب بارزة أخرى التجسيد غير المجامل. لكن ردود أفعال زوكربرج كانت أكثر فتورا. وكان متعاونا مع اللمحة الشخصية التي نشرتها "ذا نيويوركر"، والتي أفصحت عن رؤية تكنولوجية متعاطفة، كما أعلن تبرعه بمبلغ 100 مليون دولار لمدارس تواجه مشكلات في منطقة نيووارك بولاية نيوجيرسي قبل أيام فقط على عرض الفيلم. ففيس بوك ليس أكثر المواقع الإلكترونية شعبية وحسب، لكنه أيضا يفوق موقع "جوجل" في كمية الوقت الذي يقضيه المستهلكون في تصفحه، وأعاد الموقع بصورة تفوق أي اختراع آخر منذ اختراع الهاتف، تعريف الطريقة التي يتواصل بها الناس مع بعضهم البعض. ووصفت "ذا نيويوركر" فيس بوك في لمحة شخصية أخيرة ونادرة عن زوكربرج بأنه "دليل لحياة الناس"، وعلى الرغم من أن واحدا "فقط" من بين كل 14 شخصا في العالم حاليا أعضاء في موقع "فيس بوك"، إلا أن الموقع آخذ في النمو بصورة سريعة للغاية، ما يعني أنه لن يستغرق وقتا طويلا إلى أن يصبح هذا الوصف المبالغ فيه نوعا ما وصفا دقيقا.