قد لا تُمثل ال 22 مليون دولار التي حققها فيلم (الشبكة الاجتماعية في أسبوعه الأول في صالات السينما الأمريكية أي شيء بالنسبة لمؤسس موقع «فيس بوك» الشاب الملياردير مارك زوكربيرج ذا الستة وعشرين عاماً والذي يمتلك شركة ناجحة تبلغ قيمتها السوقية حوالي 15 مليار دولار. فالأهم بالنسبة له هو الأثر الكبير الذي تركه الفيلم في نفوس المشاهدين والنقاد على حد سواء؛ حيث قوبل بثناء كبير من أهم النقاد في أمريكا منذ بدء عرضه مطلع شهر أكتوبر الحالي. الفيلم الذي أنتجته شركة سوني بميزانية تجاوزت حاجز الخمسين مليون دولار, يحكي قصة تأسيس موقع فيس بوك على يد الشاب مارك زوكربيرج في عام 2004 والمعاناة التي عاشها عقب النجاح الأولي للموقع بسبب الدعوى التي رفعها ضده ثلاثة من زملائه في جامعة هارفارد كانوا قد أسسوا قبله بسنتين موقعاً للتواصل الاجتماعي بين طلبة هارفارد مُتهمين إياه بسرقة أفكارهم وإخلاله باتفاق شفهي جرى بينهم في لحظات التأسيس. ويرصد الفيلم الصراع النفسي الذي اجتاح شخصياته الرئيسية بعد النجاح الساحق الذي حققه الموقع ومحاولات كلٌ منهم اقتطاع جزء من الكعكة الكبيرة. وبحسب الآراء النقدية؛ فإن الفيلم تمكن من تقديم ما هو أكثر من مجرد التوثيق الخاص لتاريخ الفيس بوك حيث وسّع من مجال قصته لتحكي عن النجاح والفشل بشكل عام وفي قالب نفسي مثير اعتاده جمهور السينما من مخرج الفيلم ديفيد فينشر الذي كان أحد نجوم موسم جوائز العام 2008 بفيلمه المميز (الحالة الغريبة لبنجامين بوتن) كما كان نجماً مبدعاً بأفلامه الشهيرة السابقة: (سبعة-Se7en), (اللعبة-The Game), (نادي القتال-Fight Club) و(زودياك-Zodiac).