وصلنى الرسالتين التاليتين فى تاريخين مختلفين وأردت أن أربط بينهما (مع عدم خبرتى الفنية) الرسالة الأولى بعنوان كان ينوى قتل ابنته الهاربة.. فصرفته عن ذلك بقلم الدكتور جاسم مطاوع الرسالة الثانية بعنوان أهمية ملاطفة البنات منقول بواسطة سلوتى وصلنى الرسالتين التاليتين فى تاريخين مختلفين وأردت أن أربط بينهما (مع عدم خبرتى الفنية) الرسالة الأولى بعنوان كان ينوى قتل ابنته الهاربة.. فصرفته عن ذلك بقلم الدكتور جاسم مطاوع الرسالة الثانية بعنوان أهمية ملاطفة البنات منقول بواسطة سلوتى الكاتبين – فتح الله لهما – كتبا المقالتين الهامتين دون أن يكون بينهما أو تنسيق أو ربّما معرفة فرأيت أن اقوم بذلك وربما الرسالة الثانية قد أغنتنى عن الاسهاب فى التعقيب ولكننى أودّ ان ألفت النظر الى أن الحل الذى أتى به خليفة خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم و أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه فى هروب الفتاة الخاطئة التائبة لايخوّل لبناتنا الحق فى اتيان الخطيئة أو استسهال الفاحشة وتقول لنفسها "سوف أتوب" وكأن المشكلة أنها أخطأت فى حل مسالة حسابية أو أخطأت فى اجابة امتحان يجب أن تحفظ بناتنا أنفسهن طاهرات عفيفات صالحات قانتات حافظات للغيب ويحافظن على أنفسهن رقيقات مطيعات صادقات حامدات شاكرات نريدهم سعيدات يسعدن أزواجهنّ ويسعدن بازواجهنّ باذن الله بناتنا مسلمات ولسن منحلات غربيّات أمريكيّات ولا أوروبيّات لهم دينهم ولنا ديننا ومع ذلك فهن بائسات يائسات تعيسات وان بدا لنا غير ذلك ذلك بسبب الانحلال والتفسّخ وخواء العقيدة وعدم ضمان الآخرة ولا الاعتراف بها ومن جهة أخرى فان تعامل الأبوين باسباغ الحنان مع الحزم والحب مع التبصرة والتوجيه السليم والانضباط وابداء حسن القدوة باستقامة الأب والأم سوف يؤتى ثماره باذن الله ولكن لن يتأتى ذلك الا اذا كان كل من الأبوين يؤدى دوره ويرعى رعيّته بتفان واخلاص يوجب تبادل الاحترام والمودة والرحمة بينهما بما يرضى المولى عز وجل ومما يؤسف له أن كثير من الآباء والذكور من الأبناء لا يرون فى البنت الا شغّالة فيسرى الاعتقاد بينهم أنها قد خلقت لخدمتهم وأنّ هذا هو دورها فى الحياة وهذا مكانها بينهم فيجب عليها أن تخدم الأخ الذكر التنبل أو الآخوة الذكور التنابل اذا كانوا أكثر من واحد أرى أن الأولوية للبنت قبل الولد والصغير قبل الكبير والضعيف قبل القوىّ والسقيم قبل السليم ولابد أن يدرك الأبناء ذلك ويتعلموه أنا لا أرى بذلك أن نسوّى بين الأبناء عاطل على باطل هذه هى أولوياتى فى التربية .. فمن رأى غير ذلك فليقدم لى النصيحة حتى أتدارك أمرى وأصحح مسارى ليرحمه الله محمد هاشم عبد الباارى
كان ينوي قتل ابنته الهاربة .... فصرفتُه عن ذلك ! بقلم : الدكتور/ جاسم المطوع
ظاهرة هروب الفتيات بدأت تزداد في عالمنا العربي يوماً بعد يوم ، ومن يطالع النسب التي تنشرها الجهات المختصة والجمعيات المهتمة بمثل هذه المواضيع فسيتفاجأ بها في بلاد المغرب ومصر والسعودية وباقي الدول العربية . وكنت أظن أنَّ هذه الظاهرة خاصة بزماننا فقط ، إلا أني اكتشفتُ أنه في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه حدثت قضيةٌ لفتاةٍ هربت من بيت أهلها ، وقدَّم الفاروقُ علاجاً لهذه الظاهرة الاجتماعية نحتاجه اليوم في علاج مشاكلنا الاجتماعية ، بدلاً من أساليب التعذيب التي يمارسها الآباء مع بناتهن ، تحت مسميات مزيفة مثل: ( غسل العار ) أو ( تطهير الشرف ) ! والواضح أن أغلب الفتيات اللواتي يهربْنَ تكون أعمارهن بين 12 – 22 سنة ، وهو العمر الذي تكون فيه العاطفة جياشة ، والهروب يكون لأسباب متعددة ، أهمها: سوء معاملة الوالدين للفتاة ، وقسوتهما عليها ، أو الإهمال التربوي وترك الحبل على الغارب ، وبعض الفتيات يهربن من البيت بسبب اغتصاب المحارم لهنّ ، وبعضهنّ بسبب التعرف على شباب من خلال النت أو الهاتف ، وبعضهنّ بسبب الفقر . وقد وصلتني بعض الإيميلات من فتيات وهنّ هاربات يستشرْنَنِي في التصرف مع والديهم ، وبعضُ الإيميلات تستشيرُني بنية الهروب وكأنَّ الأمر أصبح مألوفاً ! حتى اضطرت بعض الدول ومنها الإمارات والسعودية لعمل مؤسسات لحماية البنات وإيوائهن ، ولعل من غريب الاستشارات التي تردني من بنات كنَّ هاربات ثم تقدم لخطبتهن شاب: فهل تصارحه بأنها كانت يوماً هاربة وسكنت عند شاب أو ارتكبت الفاحشة ؟! وقد وجدتُ في هذا المقام روايةً لعمر الفاروق رضي الله عنه وهو يدعو والد الفتاة الهاربة لنسيان الماضي ، فعن الشعبي قال: أتى عمر بن الخطاب رجلٌ فقال: إنَّ ابنةً كنتُ وأدتُها في الجاهلية ، فاستخرجناها قبل أن تموت ، فأدركَتْ معنا الإسلام فأسلمت، ثم أصابَها من حدود اللّه ، فأخذَت الشفرةَ لتذبحَ نفسها ! وأدركناها وقد قطعَتْ بعضَ أوداجها ، فداويناها حتى برأت ، ثم أقبلت بعد توبة حسنة ، وهي تُخطب إلى قومٍ ، أفأخبرُهم بالذي كان ؟! فقال عمر: أتعهد إلى ما سترَه اللّه فتبديه ، واللّه لئن أخبرتَ بشأنها أحداً من الناس لأجعلنَّك نكالاً لأهل الأمصار! أنكِحْها نكاحَ العفيفة المسلمة. فنحن نحتاج هذه الحكمة العمرية في التعامل مع المشاكل الاجتماعية ، فأقصى عقوبة للفتاة الزانية بالشريعة الإسلامية هي الجلد 100 جلدة إن كانت عزباء ، لا أَنْ يذبحها والدها بحجة غسل العار! ولو ذبحها والدها وهي تائبة فإنه هو المجرم لا هي ؛ لأنها تابت من معصيتها وهو ارتكب معصية أكبر وهي قتل النفس التي حرَّم الله . وقد دخلتُ في إحدى القضايا لإقناع أبٍ بعدم قتل ابنته الهاربة ، وعرضت عليه البدائل الكثيرة لتأديبها ، وليس من ضمنها القتل طبعاً ، وقد استجاب بعد جهدٍ جهيدٍ والحمد لله ، وأخبرته أنْ يعمل على تقوية محبة الله في قلب ابنته ، ويعوّضها بالعطف والحب ، ويحاورها ؛ ليكونَ صديقَ ابنته ، فتستقر نفسيتها وترتاح ، واقترحتُ عليه أن يختم منهجه التربوي معها بأن يعلمها سورة النور ، ففيها من الآداب والأحكام ما يُهذّب الأخلاق ويُنير الحياة ، والله الموفق . أهمية ملا طفة البنات
تشتكي كثير من البنات جفوة آبائهن ، وشحهم العاطفي تجاه بناتهم مع شدة حاجتهن إلى تلك المشاعر الجياشة والأحاسيس الدافئة والسبب الأول في إعراض الآباء هو الانشغال الذي لا يكاد ينتهي والجري وراء جمع الحطام الذي لا يكاد ينقضي ! ونجم عن هذا الانفصام القاسي شعور باليأس تلكم الفتيات وشعورهن بشيء مفقود فظللن يبحثن عنه حتى وجدن شيئا منه لدى قرينات السوء أو الفساق من الشباب الحائر الباحث عن اللذة العابرة ولذا سقطت بعض الفتيات في براثن المعاكسات لأول وهلة بحثاً عن العاطفة المفقودة ، والمشاعر الحميمة ! في بيوتنا فتيات لم يسمعن من آبائهن يوما من الدهر أهلا بنيتي ! كيف أنت يا غاليتي ؟ ما أحوالك يا عزيزتي ؟ في الصحيح من حديث عائشة رضي الله عنها : ' كان أزواج النبي صلى الله عليه وسلم عنده ، لم يغادر منهن واحدة فأقبلت فاطمة رضي الله عنها تمشي ، ما تخطئ مشيتها من مشية رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً ، فلما رآها رحب بها فقال : ' مرحباً بابنتي ' ثم أجلسها عن يمينه أو عن شماله .. ' الحديث... فهذا سيد الخلق يرحب بابنته ويجلسها بجانبه بكل شوق وحنان ، وعطف وإحسان مع إنها امرأة ذات زوج صالح لا تنقصه العواطف الجياشة تجاه امرأته الغالية وأم الحسن والحسين ريحانتا الإسلام ، وسيدا شباب الجنة فأين الآباء عن هذه الأخلاق النبوية الحنونة وتلك العواطف المحمدية الجياشة التي غمرت الزهراء – رضي الله عنها – حتى اطمأنت نفسها وانشرح صدرها وتفرغت لعبادة ربها والمسابقة إلى مرضاة بارئها فاستحقت لقب سيدة نساء هذه الأمة كما في صحيح مسلم إن على الآباء أن يدركوا أهمية إغداق عواطفهم واستجداء مشاعرهم تجاه بنياتهم ليشعرن بالأمان القلبي والاستقرار النفسي ومن ثم يكن قرة أعين لآبائهن ويرددن صاع الإحسان بصاعين فما أرق قلوب البنات تجاه الآباء متى لمسن عطفهم وشعرن حبهم وقربهم وأنت أيتها الفتاة المحرومة من عطف الأب وحنانه ، التمسي له الأعذار ، وتأكدي بأنه مشغول عنك بك يبحث عن لقمة العيش ، ويسعى لحياة كريمة تنعمين بها ثم تأكدي أيضا . إن أباك لا تنقصه العواطف تجاهك ولكنها محبوسة ، ولا يفتقر إلى المشاعر الدافئة ولكنها مأسورة فاقتربي من أبيك وحاولي إطلاق هاتيك العواطف والمشاعر من تلك السجون بحل قيودهن بكلمة حانية , وقبلة على جبين أبيك دافئة وابتسامة مشرقة اقتربي منه ... حدثيه ... بحبك له ، وعطفك عليه ، واشتياقك لإطلالته واستئناسك بمجلسه ! حاولي مرة ثانية وثالثة ... وربما وجدت إعراضا أو صدوداً فما ذاك إلا الهدوء الذي يسبق عاصفة الحب الأبوي القادم والعطف الفطري المتحرر من أوضار الغفلة ، وقيود النسيان الآخذه في الاهتراء والذبول .. حاولي ، وستدعين لكاتب السطور يوما ما..