تعقد رابطة العالم الإسلامي مؤتمر مكةالمكرمة الثالث بعنوان: (العلاقات الدولية بين الإسلام والحضارة المعاصرة) في الأول من شهر ذي الحجة ويستمر لمدة ثلاثة أيام. ويشمل المؤتمر ثلاثة محاور، الأول بعنوان: (القواعد الشرعية للعلاقات الدولية)، وعنوان الثاني: (واقع العلاقات الدولية في ظل الحضارة الغربية المعاصرة في السلم والحرب)، فيما(مجالات مقترحة) هو عنوان المحور الثالث. صرح بذلك الدكتور "حسن الأهدل" مدير عام الإعلام برابطة العالم الإسلامي بمكةالمكرمة لموقع (المدينة). و يشمل المحور الأول القواعد الشرعية للعلاقات الدولية على عدة نقاط تتمثل في التأصيل والأمثلة من حياة النبي عليه الصلاة والسلام وأصحابه، ودول الإسلام؛ حيث يتناول عدة جوانب منها تأكيد الشريعة على الثوابت في علاقة المسلمين بغيرهم (العدل، التراحم، التعاون على الخير، المساواة، رفض العنصرية والتعصب..). كما سيتم مدارسة تقرير مبادئ حلف الفضول ووثيقتي المدينة وصلح الحديبية بالإضافة إلى بيان حجة الوداع. وسيؤكد المؤتمر تفضيل الإسلام للوسائل السلمية لحل المنازعات، واعترافه بالرسالات الإلهية الأخرى.. وبالأنبياء والرسل والكتب الإلهية. وفيما يخص الأمثلة من حياة النبي عليه الصلاة والسلام وأصحابه، أدرجت رسائل النبي صلى الله عليه وسلم إلى الملوك والأفراد في زمنه، ومحاوراته عليه الصلاة والسلام مع رؤساء القبائل في جزيرة العرب، ومحاورات أصحابه مع النصارى (نصارى نجران، الحبشة، يوحنا بن رؤبة في خليج العقبة)، ووثائق العهدة العمرية لنصارى بيت المقدس. أما البحوث المخصصة للأمثلة من ودول الإسلام فقد شملت: علاقات الدولة الأموية مع بيزنطة، والحوار مع غير المسلمين في عهود الدولة العباسية المختلفة ورسل هارون الرشيد. مع نماذج من التعايش في الأندلس (موسى بن ميمون، سفراء عبدالرحمن الثالث لحكام الدول الاسكندنافية، استقبال اليهود النازحين من الأندلس فرارا من محاكم التفتيش). وعلاقات الدولة الأيوبية والمماليك مع أوروبا خلال فترة الحروب الصليبية (علاقات صلاح الدين ورتشارد، علاقات سلاطين المماليك مع الامبراطور فريدريك الأكبر). 7أما المحور الثاني "واقع العلاقات الدولية في ظل الحضارة الغربية المعاصرة في السلم والحرب" فسيكون على النحو التالي: * الجوانب السلبية للحضارة الغربية في عصورها المتعددة (استعراض تاريخي وصفي). * الأسس التي تحكم العلاقات الدولية في ظل الحضارة المعاصرة (النفعية، الاستعلاء، منطق القوة المادية). * نماذج من تعامل الحضارة الغربية المعاصرة - معاملة الأفراد - معاملة الأسرة - معاملة الاقليات - معاملة الدول..). * أخلاقيات الحرب، معاملة الأسرى تخريب المنشآت المدنية، الاستهانة بالأموال والأعراض. * مقارنات في أهم الجوانب بين الحضارتين. ويقترح المؤتمر مجالات للتعامل والحوار في المحور الثالث بالتأكيد على نهاية عهد الاستعمار، واستغلال الشعوب والأفراد. ورفض نظرية الصدام الحضاري، ووجوب احترام خصوصيات الدول. والتأكيد على أن الإيمان بالله أقوى الضمانات لحقوق الإنسان ووجوب تضمين ذلك في الميثاق العالمي لحقوق الإنسان. كما سيؤكد المؤتمر، وفق موقع (المدينة)،على الإفادة من تجارب الحضارات الأخرى النافعة، مع الاهتمام باعطاء الأقليات المسلمة في دول العالم حقوقها المشروعة لتتمكن من إقامة العلاقة مع الدول التي تعيش فيها. وضرورة إرساء قواعد العدل وعدم الإفساد في الأرض، وإتاحة الفرص لكل دولة في امتلاك القوة التي تدافع بها عن نفسها. بالإضافة إلى تقوية مهمة الأممالمتحدة، برفع تسلط الأقوياء عليها، وتصحيح مسارها لتصبح قادرة على أداء رسالتها النبيلة.