اضطر مسؤولو محرك البحث الأكثر انتشارا في العالم "غوغل"إلى الاعتذار لإسبانيا رضوخا للحملة الشرسة التي شنتها وسائل الإعلام الإسبانية وضغوطات الخارجية الإسبانية ضده عندما أظهر فرعه الخاص بالخرائط جزيرة ليلى والجزر الجعفرية في أراض تقع طبقا للحقائق التاريخية والجغرافية ضمن التراب المغربي. كما تعهد فرع شركة "غوغل" الأمريكية في إسبانيا بتعديل الخرائط والصور الملتقطة بالأقمار الصناعية. وما يثير الاستغراب هو التراجع المفاجئ لشركة غوغل ذات الصيت العالمي عن معلومة علمية غاية في الدقة والحساسية ولا تقبل الخطأ, خصوصا عندما يتعلق الأمر بخرائط دول بما يعنيه ذلك من سيادة وشرعية تاريخية دامغة. وهو التراجع الذي يضرب في الصميم سمعة ومصداقية مؤسسة عالمية من هذا الحجم, التي لا نعتقد أنها تؤسس معطياتها العلمية وبنك معلوماتها على الخطأ. فمجرد اعتذارها يدخل في دائرة الشكوك, ويجردها بالتالي من أي نزاهة أو استقلالية, فبالأحرى تعهد فرعها في إسبانيا بتصحيح ما أسماه بالخطأ, بحيث أنها في حالة تنفيذ هذا التعهد المشبوه ستكون قد ارتكبت أكبر تجن على التاريخ وعلى الجغرافية, وأفظع سابقة في تاريخ محركات البحث والإبحار في الشبكة العنكبوتية, لا لشيء سوى الخنوع والامتثال لضغوطات ذات طابع سياسي. ويذكر أن محرك البحث المذكور كان قد أكد بإظهاره جزيرة ليلى والجزر الجعفرية المقابلة للسواحل المغربية, عند انطلاق البحث عنها في الموقع, في أراض تقع ضمن التراب الوطني المغربي مشروعية سيادة المغرب على هذه الجزر تاريخيا وجغرافيا. هذا في الوقت الذي تجندت الآلة الإعلامية والدبلوماسية الإسبانية للضغط على مسؤولي "غوغل" في محاولة لطمس الحقائق وتزوير التاريخ والجغرافيا.