أثار وصف محرك البحث العالمي «غوغل» ضمن خرائطه، لجزيرة ليلى والجزر الجعفرية على أنها «جزر مغربية» سخط وزارة الخارجية الإسبانية. وبحسب ما نقلته صحيفة «إل باييس»، أول أمس، فإن وزارة الخارجية والتعاون الإسبانية، قررت بعث رسالة إلى الشركة بحسب ما ذكرته وكالة «أوروبا بريس»، من أجل المطالبة بتصحيح ما سمته «الأخطاء التي مست بالمعلومات الواردة في خرائط غوغل، بشأن مواقع تابعة للسيادة الإسبانية». وقالت الصحيفة ذاتها، إنه «بعد مرور ثماني سنوات على طرد جنود مغاربة من جزيرة ليلى كانوا يحتلونها، فقدت اسبانيا الجزيرة من يديها، من جديد، لصالح المغرب، على الأقل في الإنترنت». وصممت الصحيفة ومعها مصادرها في الخارجية الإسبانية على وصف ما أقدمت عليه شركة غوغل ب»الخطأ التقني»، إلا أن شركة غوغل لم تذهب في هذا السياق. وقال متحدث باسم الشركة لصحيفة «إل باييس»، إن «المصادر المعتمدة في مثل هذه التحديدات، ليست أصلية، لكننا رغم ذلك، نعمل جاهدين من أجل أن تكون معلوماتنا المقدمة لمستخدمي محرك البحث، صحيحة، وإن كانت بعض الأخطاء تتسرب في قليل من الأحيان». ورغم أن صحيفة «إل باييس» ألحت بالسؤال على شركة غوغل بالكشف عن نوع ومصدر الخرائط المعتمدة في تحديد مغربية جزيرة ليلى والجزر الجعفرية، إلا أن الشركة رفضت الكشف عن تلك المعلومات، بل وأصر المتحدث باسم الشركة على القول بأنه «لم يحدث أي خطأ تقني أو حاسوبي في هذا الموضوع». ومع ذلك، قالت الصحيفة، بعدئذ «إن الشركة باشرت الاتصال بالمصالح التقنية قصد تصحيح (الخطأ) بشكل فوري»، لكن مراجعة خرائط غوغل أمس، بينت أن تلك المواقع لا زالت تحتفظ بهويتها المغربية رغم مزاعم صحيفة «إل باييس» ومصادرها. وفي السياق ذاته، قال مصدر من وزارة الخارجية المغربية لبيان اليوم، إن التحديدات الجديدة التي قامت بها شركة غوغل ضمن تلك الخرائط، هو نتاج تعاون وتبادل للمعلومات بين الدولة المغربية والشركة، معتبرا أن «تغيير غوغل لموقفها في شأن جزيرة ليلى والجزر الجعفرية، أمر جيد ويضع خرائط الشركة ومعها مستخدميها، على جادة الصواب»، ولمح المصدر ذاته إلى «علاقة الموقف الجديد لشركة غوغل بافتتاح مقر لها بالمغرب يعد الأول من نوعه على الصعيد الأفريقي والعربي»، لكنه نفى وجود صفقة خارج الوقائع والمعطيات التاريخية، وقال بأن المغرب «لم يتدخل بأي شكل في فرض رأي بخصوص هذا الموضوع، لكنه أمد الشركة بما يلزم من معطيات لتوضيح الأمور». كما قلل المتحدث نفسه من شأن الضغوطات التي قد تمارسها الحكومة الإسبانية ومعها وسائل الإعلام في ذلك البلد، على شركة غوغل لتغيير مضامين خرائطها، وقال بأن المغرب «يتتبع حركة هذه الضغوط، وسيكون له موقف في حال ما إذا استجد شيء معين في هذا الموضوع».