سبب موقع البحث العالمي "غوغل" صدمة للأوساط الإعلامية الإسبانية التي تجاري بلادها، في الدفاع عن العقلية الاستعمارية، فقد احتجت على الموقع كونه أدرج ضمن خرائطه جزيرة ليلى بيريخيل، على أساس أنها جزء من الأراضي المغربية. وكادت الجزيرة المهجورة، أن تتسبب في حرب بين البلدين في صيف 2002 حينما أرسل المغرب دورية حراسة من قوات الدرك، لمراقبة حركة الهجرة السرية وتجارة المخدرات التي كانت إسبانيا في ذلك الوقت تكثر الشكوى منها. فقامت إسبانيا بإنزال فرق كوما ندو، مجهزة بكل أنواع الأسلحة ن معززة بالسفن الحربية وطردت أقل من عشرة مغاربة ثم رفعت أعلام "التحرير" على الصخرة وأحاطت العملية بهالة إعلامية غير مسبوقة. وتمت تسوية المشكل نتيجة تدخل الولاياتالمتحدة التي علق وزير خارجيتها آنذاك، كولن باول، بالقول إنها جزيرة تافهة لا تستحق كل هذا التهويل. وعادت الأمور إلى سابق ما كانت عليه. ولم يقف تصحيح الخطأ الاستعماري الذي قام بع موقع "غوغل" عند إعادة صخرة، بيريخيل، الواقعة على مرمى حجر من الشواطئ المغربية إلى أصحابها، بل أعتبر كذلك الجزر الجعفرية وباقي الثغور المحتلة في البحر الأبيض المتوسط، جوار مدينتي مليلية والحسيمة في شمال البلاد، أجزاء من التراب المغربي. ويبدو أن راسمي خرائط الموقع، نهجوا أسلوبا علميا، فقد لاحظوا قرب الجزر المحتلة من الشواطئ المغربية، فقدروا أنها جزء منه، إذ لاحظوا مثلا قرب إحدى الجزر من بلدة "أجدير" التي اتخذها المجاهد محمد بن عبد الكريم الخطابي، عاصمة مناطق الريف التي كانت خاضعة لسلطته، وانطلاقا منها خاض الجهاد ضد القوات الإسبانية المحتلة. وتقول المنابر الإعلامية الإسبانية التي أذهلها موقف المحرر "غوغل" إن هذا الأخير الذي يلتقط صور الأراضي الأقمار الاصطناعية ، كتب اسم المناطق المعنية بالعربية والفرنسية ،وهما اللغتان السائدتان في المغرب، وكأن ذلك يوحي بأن في العملية تواطئا بين المغرب وفرنسا، ونسيت تلك المنابر أن اللغة الإسبانية حاضرة في المغرب منذ فترة استعمار إسبانيا لشمال البلاد، كما أن الإقبال كبير على تعلمها حاليا باعتبارها لغة منتشرة في العالم أكثر من الفرنسية. وتضيف ذات المصادر الإسبانية أن الموقع سيقوم بتصحيح الخطأ المرتكب لصالح المغرب، مشيرة أنها ليست المرة الأولى التي يقع فيها أمر مماثل. ويصعب القول إذا كان المغرب سيستغل هذا الخطأ الصحيح، من قبل "غوغل" ليثير النقاش مجددا بخصوص أراضيه المحتلة من قبل جارته الشمالية .