بعد ثماني سنوات من انتهاء أزمة «جزيرة ليلى» أو كما يحلو للإسبان تسميتها «جزيرة البقدونس»، عادت الجزيرة ذاتها لتشعل حربا، ليس بين المغرب وإسبانيا، ولكن بين إسبانيا وإدارة شركة «غوغل» العملاقة، حيث قامت شركة «غوغل» المشرفة على موقع «غوغل ماب» و«غوغل أورث» بتحديث الموقع مؤخرا مدرجة «جزيرة ليلى» في التراب المغربي، مما أثار حفيظة السلطات الإسبانية، خصوصا منها وزارة الخارجية. وهكذا، وفور تأكد المصالح الديبلوماسية الإسبانية من الواقعة، قام ميغيل أنخيل موراتينوس بتوجيه رسالة تنبيه إلى إدارة «غوغل» مساء يوم الأربعاء 7 يوليوز الجاري، قصد تصحيح الخطأ. وحسب مصادر إعلامية إسبانية، فإن الخطأ في «العالم الافتراضي» الذي طال «جزيرة ليلى» قد يكون متعمدا على اعتبار أن نفس المحرك يدرج الجزر الجعفرية وصخرة فاليز ديغوميزا وصخرة الحسيمة ضمن الأراضي المغربية. مما قد تكون وراءه جهات معادية للمصالح الإسبانية، أو جهات ضد الحزب الاشتراكي العمالي، قصد إعطاء الفرصة للحزب الشعبي المعارض لمهاجمة الحكومة في تفريطها في «المكتسبات» التي حققتها حكومة أثنار الذي في عهده تفجرت أزمة «جزيرة ليلى». والى حدود الآن لايزال محرك «غوغل ماب» لم يقم بتصحيح وضعية «جزيرة ليلى» واعتبارها أراضي مغربية، مما يفرض على الجهات المسؤولة المغربية التحرك، ومحاولة كسب هذا الرهان «الافتراضي». وكانت شرارة حرب قد أوشكت على الاشتعال بين المغرب وإسبانيا، لكنها ما لبثت أن هدأت حدتها مع انسحاب القوات الإسبانية من الجزيرة بعد الوساطة الأمريكية. وقد بدأت أزمة ليلى في 11 من يوليوز 2002 عندما احتجت الحكومة الإسبانية على نشر المغرب 12 جندياً دركيًا في الجزيرة، وهو ما اعتبرته مدريد استفزازًا لها، وانتهاكًا لاتفاق مغربي - أسباني. أما المغرب فأعلن أن دافعه لنشر جنوده في الجزيرة هو أن الرباط استقت عملية إرهابية وشيكة كانت ستنطلق من ليلى تستهدف مضيق جبل طارق، وأنها أقامت هذا المركز الأمني لمنع وقوع هذه العملية التخريبية.