الفيضانات التي حدثت في فصل الشتاء الماضي تسببت في حدوث خسائر بشرية وأضرار مادية كبيرة سواء في البنيات التحتية أو الصناعة أو الفلاحة مما أدى إلى تشرد المئات من الأسر في مختلف المناطق خصوصا في شمال المغرب و تنفيذا للتعليمات الملكية تم إطلاق سلسلة من المبادرات الهادفة إلى الوقاية والحد من الفيضانات. كالاشتغال على البنيات التحتية الدفاعية وكذا وضع ونشر أنظمة الإنذار واستنادا للتعليمات السامية حضيت مدينة وجدة بنصيب من هده المبادرات فكان من نصيبها مشروعا يرمي الى حمايتها من خطر الفيضانات من واجهتها الجنوبية ويشمل المشروع هدا إحداث نفق بطول كيلومتر واحد، وقناة بالإسمنت المسلح بطول 9 كيلومترات، و85 ألف متر مكعب من الحفريات، و15 ألف متر مكعب من الخرسانة، و15 ألف طن من الحديد.. كل هده التكاليف من اجل إقامة منشآت تصمد أمام الفيضانات والكوارث الطبيعية . لكن ما أثارسكان حي الوحدة و استغربوا وانزعجوا له على واد بونعايم، الفاصل بين حي السي لخضر، وحي المير علي بالنقطة مابين مقبرة الشهداء وثانوية السلام- في إطار الصيانة - أن أرضية الوادي لم يتم فرشها بحجارة لها قدرة على امتصاص الماء والمتعارف عليها بحجارة «القابيون كما أن جنبات المجرى لا تحوي سنداً خرسانية أي أن المجرى قد تركت جوانبه من دون سند. كل ما قام به المقاول او صاحب المشروع انه افترش ارصية مجرى الوادي بطبقة من الاسمنت المسلح الله يعلم مدى سمكها ووضعها على التراب مباشرة في واضحة النهار وفي عز الشمس ثم طلى جنبات الوادي بالاسمنت المسلح(البيطون)تماشيا مع سياسة تزيين الواجهة التي تعتمدها المؤسسات الحكومية في التعامل مع المشاريع المختلفة، خاصة الإستراتيجية منها". ان الغشّ في تشييد البنيات التحتية على جنبات الاودية ، يضعف مقاومتها للسّيول الجارفة» وبالتالي يقلل عمرها الافتراضي و لا توفر اية حماية للتربة، أو أساسات المباني المجاورة لمجرى الوادي من الهبوط أو الانهيار وادا تعرضت لفيضانات مباغثة فالحصيلة تكون جد ثقيلة ومفجعة. وللتذكير فان هدا الوادي الذي تجري صيانته قد شهد . يوم الجمعة 24 أكتوبر 2008 فياضانات مهولة أدت إلى حدوث أربع وفيات، وهدم عدة منازل، ووقوع تشققات، كما نخرت السيول أساسات مساكن فأضحت آيلة للسقوط فضلا عن تسرب الأوحال والمياه بشكل مروع إلى عقر عدد كبير من البيوت بلغ علوها المترين. وقد طالت الخسائر الفادحة الممتلكات والتجهيزات والأدوات المدرسية المساكن والمؤسسات التعليمية وخاصة بأحياء المير علي والسي لخضر وحي انكادي ... ومن لطف الله أن هذه الفيضانات حدثت خلال النهار مما سمح للمواطنين بالفرار؛ ولو كانت الواقعة ليلا لكانت الفاجعة أكبر. نستدكر مخلفات هده الكارثة الطبيعية املا لاعطاء البنيات التحتية والتجهيزات العناية القصوى التي تستحقها لتفادي الخسائر التي تولِّدها هذه الكوارث ادا كانت الفيضانات السالقة الدكر قد "كشفت عن ضُعف وهشاشة البنيات التحتية في مختلف المناطق، وأبانت عن محدودية التخطيط العمراني والمجالي فيها" فان الولاية بحاجة ماسّة للتحرك السريع لإعادة مِصداقيتها ومصداقية المشاريع المُنجزة في البنيات التحتية والتجهيزات وكدا: 1. إزالة كافة التعديات على حرم الوادي وإجراء تحديد دقيق لحرمه. 2. إعادة تنظيم السكن في حرم الوادي بما يجنب السكان مخاطر فيضان الوادي مستقبلا. 3. فتح وتوسيع مجرى الوادي بما يتناسب مع كميات المياه الجارقة 4. إزالة المكبات العشوائية في مجرى الوادي وإيجاد محطة ترحيل للنفايات الصلبة لاستخدامها عند الحاجة. 5. عدم ضخ مياه الصرف الصحي في الوادي. 6. مكافحة البعوض باستخدام طرق مناسبة وصديقة للبيئة. 7.العمل على تنفيذ بعض المشاريع الهندسية وفق الموارد المتاحة مثل إنشاء بعض العبارات والجسور والممرات 8. ثم محاربة التجارة الرائجة على جنبات هدا الوادي المتمثلة في تجارة المخدرات بكل انواعها./م.ح