سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الوزير الأول يستعرض التدابير التي اتخذتها الحكومة لمواجهة تداعيات الفيضانات تعبئة 2.000 عنصر من القوات المسلحة الملكية، والدرك الملكي، والأمن الوطني، والوقاية المدنية، والقوات المساعدة، والأطر الطبية
تنفيذا للتعليمات الملكية السامية، ترأست، كما في علمكم، اجتماعين خلال شهري يبراير ومارس الماضيين، لتدارس تداعيات الفيضانات التي شهدتها بعض مناطق المملكة واتخاذ التدابير اللازمة لمواجهتها. كما انعقدت على صعيد وزارة الداخلية، عدة اجتماعات بحضور ممثلي مختلف القطاعات المعنية، لمعاينة الأضرار وتحضير مخططات المواجهة. وبداية أود الإشارة إلى أنه بمجرد الإعلان عن الاضطرابات المناخية لشهر دجنبر الماضي، عملت اللجنة الوطنية لليقظة والتنسيق على تنفيذ مخطط عمليات للوقاية والاستباق وتنسيق تدخلات القطاعات الوزارية المعنية. كما أن أعمال اللجن المحلية الموضوعة تحت إشراف السادة الولاة والعمال، مكنت من وضع مخططات للتدخل تستهدف التوعية ومساعدة السكان القاطنين بالمناطق المهددة؛ وتم تعبئة وسائل بشرية ومادية هامة للعمل على الإفراغ الاحتياطي والتكفل بالسكان، وإغاثة ومساعدة السكان المنكوبين، وفك عزلة المناطق المعنية، وإيصال المواد الغذائية إليهم. وهكذا تم تعبئة 2.000 عنصر من القوات المسلحة الملكية، والدرك الملكي، والأمن الوطني، والوقاية المدنية، والقوات المساعدة، والأطر الطبية، وكذا 80 سيارة إسعاف، و60 قاربا خاصا بعمليات الإنقاذ، و60 شاحنة صهريج، وأكثر من 80 عربة نقل، و100 آلية للهندسة المدنية، و10 طائرات مروحية للقوات المسلحة الملكية والدرك الملكي . وقد انصبت عمليات التدخل على تهيئة 50 مركز استقبال، وإيواء أكثر من 22.000 شخص على صعيد منطقتي الغرب وسوس، وتوزيع أكثر من 55.000 كيس غذائي، و60.000 من الأغطية، و20.000 من الأفرشة. كما أن المصالح الصحية قامت بفحوصات طبية مجانية لفائدة قرابة 60.000 شخص، وإنجاز 12.000 عملية لتحليل الماء الشروب والمياه الجارية. كما استفادت المواشي بالمناطق المنكوبة من عمليات للتقليح همت 60.000 رأس، وتم توزيع 30.000 قنطار من الشعير مجانا. وإنني لأغتنم هذه المناسبة لأنوه بالجهود المشكورة والأعمال الجبارة التي قام بها مختلف المتدخلين في هذه العمليات، من القوات المسلحة الملكية، والدرك الملكي، والأمن الوطني، والوقاية المدنية، والقوات المساعدة، وكل السلطات المعنية على الصعيد الوطني والمصالح الخارجية لمختلف الوزارات على الصعيد المحلي. كما أترحم على أرواح الشهداء الذين كانوا ضحية هذه الفياضات بمختلف الجهات المنكوبة، وأتقدم بعبارات التعازي والمواساة لأسرهم ولكافة المتضررين منهم. وتجدر الإشارة هنا إلى أنه بالنظر للطابع الاستثنائي للتساقطات المطرية ، فقد تم تسجيل خسائر هامة كانت حصيلتها الأولى على الخصوص، غمر أكثر من 150.000 هكتار من الأراضي الفلاحية بالمياه، لاسيما بمنطقتي الغرب وسوس، والانهيار الكلي لما يقارب 2.650 وحدة سكنية، 95 % منها مبنية بالتراب أو تعتبر من السكن الهش. ولمواجهة هذه الوضعية، عملت السلطات العمومية على وضع برنامج استعجالي تركزت محاوره الأساسية على الإعانة والمساعدة المباشرة للسكان المنكوبين، والإعادة السريعة للمرافق العمومية للقرب، وترميم وإعادة المنشآت المتضررة، وتعزيز وسائل الإنذار واليقظة. وقد بلغت كلفة العمليات المبرمجة زهاء 1.670 مليون درهم، دون الأخذ في الاعتبار، المشاريع المبرمجة لبناء منشآت ومشاريع الوقاية كسد مدز بصفرو، وسد ولجات السلطان بالخميسات، وسد عين لقصوب بالصويرة، وسد وسد توين بورززات، وعشرات السدود الصغيرة والمتوسطة. وتشكلت الاعتمادات المخصصة لتمويل هذا البرنامج الاستعجالي من الميزانيات الخاصة بالوزارات المعنية في حدود 915 مليون درهم ، ومساهمة صندوق محاربة آثار الكوارث الطبيعية في حدود 565 مليون درهم. كما أن وزارة الداخلية ستخصص، عن طريق الإنعاش الوطني، مليون فرصة عمل يومية لفائدة سكان المناطق المنكوبة. ويمكن جرد العمليات الأساسية التي تمت برمجتها في هذا الإطار فيما يلي: إصلاح التدهور الذي عرفته الشبكة الطرقية والجسور وتهيئة المسالك : 640 مليون درهم؛ منح إعانة مباشرة لإعادة الإسكان: 130 مليون درهم: الوحدات السكنية المنهارة كليا : 15.000 درهم و3.000 درهم للمساعدة التقنية؛ قطاع الفلاحة (توزيع الشعير، وتلقيح الماشية، والزراعة البديلة، وإصلاح شبكات الري) : 360 مليون درهم؛ مواصلة عمليات الوقاية من الفيضانات للمنطقة الصناعية لمغوغة ومدن الفنيدق والناضور وميسور ووجدة: 225.5 مليون درهم؛ اقتناء تجهيزات وإقامة أنظمة لليقظة والإنذار للأرصاد الجوية : 135.5 مليون درهم؛ إعادة تكوين الاحتياطي من خيام وأفرشة وأغطية وتحسين وسائل التدخل: 125 مليون درهم؛ إحداث مناصب شغل من خلال الإنعاش الوطني: 55 مليون درهم. ونظرا للطابع المتواتر والهيكلي المحتمل للفيضانات، فقد اتسمت ردود فعل مجموع القطاعات المعنية بطابع هيكلي جمع بين اليقظة والوقاية والاستباق، كترحيل سكان المناطق المعرضة لمخاطر الفيضانات، والتحكم في إعمار المناطق المحتمل تعرضها للفيضانات، ووضع إطار قانوني ملائم، وإقامة تجهيزات لليقظة، وبناء منشآت للحماية، وإعادة ضبط مسار وصبيب الأودية ومعالجة نقط اجتياحها. تلكم، حضرات السيدات والسادة، أهم الإجراءات والتدابير التي تم اتخاذها من أجل مواجهة الفيضانات وآثارها، ومن أجل التخفيف من معاناة سكان مختلف المناطق المتضررة والمنكوبة. وستبقى الحكومة، بطبيعة الحال، معبأة من أجل مواجهة مختلف الآثار الناجمة عن هذه الوضعية الاستثنائية، والتتبع الدقيق لهذه التدابير والمشاريع المسطرة واتخاذ المبادرات القمينة بالتصدي لها. شكرا لكم، والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.