إن أبرع الأوصاف وأكثرها رسوخا في الأذهان ، هي الأوصاف التي تطلق على الدول، فقد شُبهت اليابان بأنها سفينة ضخمة تبيع التكنلوجيا، وشُبهتْ روسيا بأنها كالدب القطبي، أما أمريكا فهي بيت مال العالم ، والصين هي التنين والإخطبوط القادم ! أنا مغرمٌ بتتبع أوصاف المبدعين والأدباء الإسرائيليين لدولة إسرائيل لأن أوصافهم تستخدم فن التشبيه والبيان مما يجعلها ترسخ في الأذهان لمطابقتها للواقع، وأبرز المغرمين بوضع مسميات وصفات لإسرائيل هو الكاتب والأديب الروائي الإسرائيلي دافيد غروسمان ، وهو ما يزال حيا يُرزق حتى اليوم، وهو قد أجاد وصف إسرائيل بدقة حينما قال: " إنها تشبه العضلات القوية، ولكن على جسد هزيل" " إسرائيل تعاني من مرض الشيخوخة المبكر" وهو القائل أيضا في كتابه (( عسل الأسود)) : ( ورثت إسرائيل عن الأسلاف عقدة شمشون في تعذيب الفلسطينيين الذين استطاعوا فك لغز شمشون والعثور على نقطة ضعفه ) وهو أيضا الذي وصف تجربته بعد أن تأمَّل وجوه ركابِ حافلةٍ فلسطينية يبدو عليهم البؤس والمرارة يمرون بجوار السيارة التي يركبها: " لأول مرة أرى تفاصيل وجوه الواقعين تحت الاحتلال على حقيقتها" وهو الذي قال أيضا: " خريطة إسرائيل أصغر بكثير من كتابة اسمها عليها" "الإسرائيليون سيظلون مسكونين بهولوكوست أخرى " " يعيش الإسرائيليون حياتهم، ولكن في صورة الضحية" " الإسرائيليون لم يكفوا عن الظن بأنهم ينحدرون من سلالة بني إسرائيل الأولى !! " وفي روايته (ابتسامة الحمل) يقول: " جنون إسرائيل هو الأمر الواقعي الوحيد المؤكد" " لقد ربطنا دورتنا الدموية بدورة الفلسطينيين الدموية ، لهذا فإن الجسدين يسممان بعضهما بعضا" وأحدث أوصاف أطلقها دافيد غروسمان على إسرائيل كانت يوم 2/5/2010 لمناسبة جريمة السفينة التركية قبل ثلاثة أيام حيث قال: " ما حدث بالأمس ليس سوى استمرار لحالة العار التي تحياها إسرائيل بسبب حصار غزة" " إسرائيل دولة تحيا في ذعر، وها هي تتحول إلى عصابة من القراصنة" " النظام السياسي الإسرائيلي معطوب" كذلك فإن الروائي عاموس عوز قال في ملحق هارتس 14/1/2003 : "لقد حولنا الضفة الغربية إلى معتقل كبير، وارتكبنا أفعالا هي جرائم في حق الإنسانية، وأدخلنا قيمنا المتنورة في الثلاجة" " لقد غرقنا في غيبوبة أخلاقية " وابتدعنا اللاسامية لنثبت بأن اليهودي سيظل يكره الغرباء" " يجب أن نبرأ من صورة اليهودي المتآمر الامبريالي العنيف" وهو الذي وصف شارون: " إنه نموذج القائد الذي يسير بشعبه إلى الوراء" أما الروائي والأديب يتسهار سيملانسكي يقول في روايته (خربة خزعة): " المستوطنون هم كارثة أخلاقية، وهم عار على البشرية" أما الكاتب اليساري يوسي ساريد المتهم بأنه يهودي (غوي) أي من الأغيار فقال : " تحولت إسرائيل من دولة تتحكم في المستوطنات والمستوطنين ، إلى مستوطنات ومستوطنين يتحكمون في الدولة" أما وزير خارجية إسرائيل المهاجر الروسي صاحب الخيال الخصب ، والذي أضعه في منزلة المبدعين لأنه تحول من حمّال في مطار بن غريون إلى رئيس حزب كبير، ثم أصبح أحد أبرز الشخصيات السياسية الإسرائيلية ،وهو أفيغدور ليبرمان، الذي ارتدى بعد الوزارة زي حاخام حريدي وصار ينازع حتى مؤسس دولة إسرائيل هرتسل ! فقد وصف إسرائيل أيضا في صحيفة معاريف قبل أن يصبح وزيرا يوم 30/5/2005 وقال: " إسرائيل تسير نحو الخراب"