ولي العهد الأمير الحسن يستقبل الرئيس الصيني بالدار البيضاء الذي يقوم بزيارة قصيرة للمغرب    المغرب يدعو إلى هامش أكبر من الاستقلالية المادية لمجلس حقوق الإنسان    تحطم طائرة تدريب يودي بحياة ضابطين بالقوات الجوية الملكية    متابعة موظفين وسماسرة ومسيري شركات في حالة سراح في قضية التلاعب في تعشير السيارات    هل يؤثر قرار اعتقال نتنياهو في مسار المفاوضات؟    عشر سنوات سجنا وغرامة 20 مليون سنتيما... عقوبات قصوى ضد كل من مس بتراث المغرب        رسميا: الشروع في اعتماد 'بطاقة الملاعب'    أبناء "ملايرية" مشهورين يتورطون في اغتصاب مواطنة فرنسية واختطاف صديقها في الدار البيضاء    الحكومة توقف رسوم الاستيراد المفروض على الأبقار والأغنام    الصحراء: الممكن من المستحيل في فتح قنصلية الصين..        المغرب التطواني يقاطع الإجتماعات التنظيمية مستنكرا حرمانه من مساندة جماهيره    أول دبلوم في طب القلب الرياضي بالمغرب.. خطوة استراتيجية لكرة القدم والرياضات ذات الأداء العالي    الحزب الحاكم في البرازيل يؤكد أن المخطط المغربي للحكم الذاتي في الصحراء يرتكز على مبادئ الحوار والقانون الدولي ومصالح السكان    تعيينات بمناصب عليا بمجلس الحكومة    مجلس الحكومة يصادق على مشروع مرسوم بوقف استيفاء رسم الاستيراد المفروض على الأبقار والأغنام الأليفة    "بتكوين" تقترب من 100 ألف دولار مواصلة قفزاتها بعد فوز ترامب    الرباط : ندوة حول « المرأة المغربية الصحراوية» و» الكتابة النسائية بالمغرب»    المنتدى الوطني للتراث الحساني ينظم الدورة الثالثة لمهرجان خيمة الثقافة الحسانية بالرباط    بعد غياب طويل.. سعاد صابر تعلن اعتزالها احترامًا لكرامتها ومسيرتها الفنية    القوات المسلحة الملكية تفتح تحقيقًا في تحطم طائرة ببنسليمان    استطلاع: 39% من الأطفال في المغرب يواجهون صعوبة التمدرس بالقرى    "الدستورية" تصرح بشغور مقاعد برلمانية    تناول الوجبات الثقيلة بعد الساعة الخامسة مساء له تأثيرات سلبية على الصحة (دراسة)    بإذن من الملك محمد السادس.. المجلس العلمي الأعلى يعقد دورته العادية ال 34    المغربيات حاضرات بقوة في جوائز الكاف 2024    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الجمعة    الاستئناف يرفع عقوبة رئيس ورزازات    المركز السينمائي المغربي يقصي الناظور مجدداً .. الفشل يلاحق ممثلي الإقليم    مؤشر الحوافز.. المغرب يواصل جذب الإنتاجات السينمائية العالمية بفضل نظام استرداد 30% من النفقات    طنجة.. توقيف شخصين بحوزتهما 116 كيلوغرام من مخدر الشيرا    ميركل: ترامب يميل للقادة السلطويين    لأول مرة.. روسيا تطلق صاروخا باليستيا عابر للقارات على أوكرانيا    زكية الدريوش: قطاع الصيد البحري يحقق نموًا قياسيًا ويواجه تحديات مناخية تتطلب تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص    وزارة الإقتصاد والمالية…زيادة في مداخيل الضريبة    ارتفاع أسعار الذهب مع تصاعد الطلب على أصول الملاذ الآمن        رودري: ميسي هو الأفضل في التاريخ    أنفوغرافيك | يتحسن ببطئ.. تموقع المغرب وفق مؤشرات الحوكمة الإفريقية 2024    ارتفاع أسعار النفط وسط قلق بشأن الإمدادات جراء التوترات الجيوسياسية    بعد تأهلهم ل"الكان" على حساب الجزائر.. مدرب الشبان يشيد بالمستوى الجيد للاعبين    8.5 ملايين من المغاربة لا يستفيدون من التأمين الإجباري الأساسي عن المرض    مدرب ريال سوسيداد يقرر إراحة أكرد    انطلاق الدورة الثانية للمعرض الدولي "رحلات تصويرية" بالدار البيضاء    الشرطة الإسبانية تفكك عصابة خطيرة تجند القاصرين لتنفيذ عمليات اغتيال مأجورة    من شنغهاي إلى الدار البيضاء.. إنجاز طبي مغربي تاريخي    تشكل مادة "الأكريلاميد" يهدد الناس بالأمراض السرطانية    اليسار الأميركي يفشل في تعطيل صفقة بيع أسلحة لإسرائيل بقيمة 20 مليار دولار    شي جين بينغ ولولا دا سيلفا يعلنان تعزيز العلاقات بين الصين والبرازيل    جائزة "صُنع في قطر" تشعل تنافس 5 أفلام بمهرجان "أجيال السينمائي"    تفاصيل قضية تلوث معلبات التونة بالزئبق..    دراسة: المواظبة على استهلاك الفستق تحافظ على البصر    اليونسكو: المغرب يتصدر العالم في حفظ القرآن الكريم    بوغطاط المغربي | تصريحات خطيرة لحميد المهداوي تضعه في صدام مباشر مع الشعب المغربي والملك والدين.. في إساءة وتطاول غير مسبوقين !!!    في تنظيم العلاقة بين الأغنياء والفقراء    غياب علماء الدين عن النقاش العمومي.. سكنفل: علماء الأمة ليسوا مثيرين للفتنة ولا ساكتين عن الحق    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فرح بانديث ممثلة الحكومة الأمريكية لإقامة جسور التواصل مع العالم الإسلامي
نشر في الوجدية يوم 03 - 03 - 2010


يحددان تطور هوية
المسلمين الأميركيين
(المسلمون الأميركيون
يشكلون مجتمعا
"يزدهر في ظل الديمقراطية")
حكومة الرئيس أوباما تقيم جسورا مع المسلمين في العالم أجمع
(تعيين فرح بانديث
ممثلة خاصة للحكومة الأميركية
لدى المجتمعات المسلمة)
المُمثلة الخاصة
فرح بانديث
تتحدث عن
التواصل مع المسلمين
(و مع المجتمعات المسلمة عبر العالم)
هناك سمتان تربط بين أشخاص مثل الأستاذة زارينا غروال من جامعة ييل، وكاتبة المدونات على الإنترنت وجهة علي، وعضو الكونغرس أندريه كارسون، ومصممة الأزياء نائلة هاشمي، ومدرب رياضة الملاكمة فيكتور بيريز، والفنانة الكاليفورنية دالا فايتروني.
والسمتان اللتان تجمعان بينهم جميعا هما أنهم مسلمون وأميركيون في آن واحد - ويشكلون جزءا من مجتمع رائع، يجسد، إلى حد كبير، تنوع الولايات المتحدة نفسها.
يقول زاهد بخاري من جامعة جورج تاون، والتي يوجد فيها مقر مركز التفاهم الإسلامي المسيحي إن المسلمين في الولايات المتحدة ينتمون إلى 80 بلدا مختلفا، ويميلون إلى أن يكونوا أصغر سنا وأفضل تعليما وعلى درجة عالية من المهارات المهنية أكثر من غيرهم من عامة السكان.
ووفقا لما جاء فى استطلاع أجراه مركز بيو للأبحاث عام 2007 فإنهم إلى جانب تنوع الهويات العرقية لديهم، فهم من أتباع المذهبين السني والشيعي - وتتراوح معتقداتهم بين التقليدية المحافظة إلى العلمانية.
وتقول ديزي خان، المدير التنفيذي للجمعية الأميركية لتقدم المسلمين "إننا البلد الوحيد الذي يوجد فيه تمثيل كامل للمجتمع الإسلامي في العالم. "يمكنكم أن تطلقوا علينا مجتمع حج مصغر- وهي فرصة للجالية من أجل تكون نموذجا للآخرين".
التنوع والديموقراطية
وفي وجه هذه الطائفة المتنوعة من الخلفيات، هل يمكن التحدث عن هوية محددة بالنسبة لمسلمي أميركا؟ وبالنسبة للغالبية منهم، فإن الجواب نعم - على الرغم من أن الوجه الدقيق لهذه الهوية لا يزال قيد التبلور.
ويقول سلام المراياتى، المدير التنفيذي لمجلس الشؤون العامة الإسلامية "إن المسلمين الأميركيين يعرفون من خلال القول المأثور الشائع الذي يقول "إن الوطن ليس المكان الذي ولد فيه أجدادك بل هو المكان الذي يقيم فيه أحفادك".
ولا ترى خان أي تناقض بين القيم الأساسية للإسلام ومطالب الديمقراطية الأميركية. وتؤكد على أن "الإسلام، في الواقع، يأمر بهذا النوع من النهج الذي يوفق بين هذه القيم".
فهي ترى أن هناك عملية كبيرة جدا جارية تتماثل مع ما جرى من "أمركة" للأديان. فهذا البلد الذي كان من الناحية التاريخية، يعرف ببلد المسيحيين البروتستانت تعود على قبول العقائد الكاثوليكية واليهودية في ما يسمى "بأخلاقيات الديانتين اليهودية المسيحية".
وأردفت خان أن وجهة النظر هذه قد تطورت وبات يطلق عليها "أخلاقيات الديانات الإبراهيمية" والتي تشمل ديانات التوحيد الثلاث اليهودية والمسيحية والاسلام. وأنه "مع مرور الزمن، حين يكون المسلمون مقبولين ضمن أخلاقيات الديانات الإبراهيمية، فسوف ينظر إليهم على أنهم جزء أصيل من تجربة أميركا".
الحوار والمجتمع
وتعتبر إنغريد ماتسون، وهي كندية المولد اعتنقت الإسلام ورئيسة الجمعية الإسلامية لأميركا الشمالية، أن وظيفتها تتمثل أساسا في إجراء الاتصالات والتفاوض على الاختلافات بطرق لا ينحصر تأثيرها فقط على الحد من النزاع بل سيؤدى إلى النمو الايجابى والتفاهم مع المجتمع اﻷميركي الأكبر.
وقالت في مقابلة أجريت معها مؤخرا على محطة الإذاعة العامة في برنامج التحدث عن العقيدة "إننا نمثل هوية إسلامية تزدهر في ظل الديمقراطية ".
وتذكر ماتسون أن العديد من الحكومات الأوروبية تنظر الآن إلى الأميركيين المسلمين باعتبارهم نموذجا للجالية المثالية.
وتضيف أن على الأشخاض (الذين ينتقدون المسلمين الأميركيين) إدراك العيوب التي تشوب نهج المواجهة، والمعارضة وليس الانخراط في العمل الدؤوب وبناء توافق الآراء والإجماع والتنازل عن حقوق الأطراف الأخرى."
ويبدو أن نتائج استطلاع جديد حول " وضع العلاقات القائمة على العقيدة" في تسع دول في أميركا الشمالية وأوروبا هي التي أثبتت وجهة نظر ماتسون. إذ إن المجموعات الدينية الكندية والأميركية أكثر احتمالا من المجموعات الأروبية ليمكن تصنيفها باعتبار أنها قد اندمجت في مجتمعاتها، وذلك وفقا لاستطلاع أجرته مؤسسة غالوب الأميركية ومؤسست التعايش التي تتخذ من بريطانيا مقرا لها.
وقد يتبع المسلمون الأميركيون النمط الكلاسيكي للاندماج الذي تتبعه مجموعات الأقليات الأخرى في الولايات المتحدة، ولكنها تواجه أيضا إرثا فريدا من نوعه خلفته لها هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001، كما يفيد جون أسبوزيتو، مدير مركز التفاهم الإسلامي المسيحي (في جامعة جورج تاون).
ويقول إنه "بالنسبة لكثير من المسلمين ، فإن هناك تحديا إضافيا يتمثل في أولئك الذين لم يميزوا بعد بين الإسلام وبين تلك الفئة الصغيرة من المتطرفين في العالم".
ويقول مراياتي إن الرد على ذلك هو تمكين صوت التيار الرئيسي الذي يكون على اتصال بالمجتمع المحلي. وتابع يقول "في رأيي، الارتباط يعني العمل من أجل الإصلاح الأصيل الذي لا يحيد عن الإسلام - الإصلاح القائم على القرآن -وليس على التعاليم المعزولة التي يروج لها المتطرفون ويضخمونها ويستخدمونها".
أما بالنسبة لرضا أصلان، مؤلف كتاب لا إله إلا الله، فإن تزايد نمو التعليم في العالم وتوفر وسائل الاتصالات يتيحان فرصة غير مسبوقة.
وقال في مقابلة أجراها معه موقع altmuslim.com إن الأمر متروك لنا نحن الذين يمارسون ويدعون إلى التعددية والتوجهات الاصلاحية، وإلى نهج إسلامي أكثر انفتاحا لإخراج أصواتنا والتأكد من أننا جزء من النقاش حول معنى الإسلام ورسالته.
مسلم وأميركي
من خلال عملها في تقديم الاستشارات تشاهد خان مباشرة على أرض الواقع العملية التي يوظفها الأشخاص في التوفيق بين هوياتهم الإسلامية والأميركية . وتقول "إنه لا يكفي القول إنك هنا بمحض الصدفة وإنه حدث وأنك أصبحت أميركي". وأضافت تقول إنه "يتعين عليك تكوين هوية جديدة".
وقالت خان إن هناك خطوة حاسمة تتمثل في إدراك الفرق بين الممارسات الثقافية أو العادات والتقاليد التي يمكن التنازل عنها والقيم الأساسية للإسلام. إنها كثيرا ما تستشهد بهذا التمييز في عملها خلال تقديم الاستشارات للشباب حول ما يمكن أن يعتبر ممارسات تقليدية جلبها الآباء من الوطن الأم – وما هو "حلال أو حرام" في الإسلام.
وأوضحت أن أبناء الجيل الأول من المسلمين الأميركيين – الذين نهجوا على نفس النمط التقليدي للمهاجرين الأوائل - غالبا ما يختارون العيش والعبادة ضمن الطوائف العرقية والدينية الخاصة بهم.
أما أبناء الأجيال الشابة فحين يصبحون أكثر أمنا في إقامة توازن بين الهويات المزدوج╔ كمواطنين وكمسلمين، فإنهم يبيتون قادرين على التواصل ويستثمرون أكثر في التجربة الأميركية – وهي أيضا عملية كلاسيكية تمر بها مجموعات الأقليات الأخرى.
وتقول خان "إن هذا يمنحنى اßكثير من الامل".
التواصل الحكومي
وهناك عامل آخر من العوامل الحاسمة في تشكيل تصورات المسلمين الأميركيين هو استجابة الحكومة. وهناك عدد من الوكالات الفدالية، بما فيها وزارة الأمن الوطني ومكتب التحقيقات الفدرالي، وضعت برامج تواصل قوية مع أبناء الجالية الإسلامية الأميركية.
وقد أعلن وزير العدل الأميركي إيريك هولدر في حزيران / يونيو "أننا هنا في وزارة العدل، ملتزمون باستخدام القوانين الجنائية وقوانين الحقوق المدنية لحماية المسلمين الأميركيين". ومن الأولويات القصوى العودة إلى التنفيذ الصارم لقوانين الحقوق المدنية والتواصل في الدفاع عن الحريات الدينية وغيرها من الحقوق الأساسية لجميع مواطنينا".
وقد ألقت فاليري جاريت، وهي أحد المستشارين المقربين من الرئيس أوباما ورئيسة المكتب المعني بمشاركة الجمهور في البيت الأبيض، كلمة في المؤتمر السنوي للجمعية الإسلامية لأميركا الشمالية الذي انعقد في تموز / يوليو الماضي
وقالت جاريت "إنني أقول لكم إنه ليس من السهل دائما التعرف على 'كبار رجال الأعمال والعلماء والفنانين والرياضيين الأميريكيين المسلمين. ليس لأنه لا يوجد أحد منهم ولكن نظرا لوجود عدد كبير جدا منهم، وهم معروفون بمواهبهم وبمناقبهم الحميدة - وليس لمجرد دينهم. وهذا شيء عظيم. بل إنه تجسيد للحلم الأميركي، الذي هو في نهاية المطاف متأصل في هذه القيم التي نتقاسمها جميعا - وهي قيم مشتركة بين البشرية جمعاء.
حكومة الرئيس أوباما
تقيم جسورا مع المسلمين في العالم أجمع
(تعيين فرح بانديث
ممثلة خاصة للحكومة الأميركية
لدى المجتمعات المسلمة)
أعلن الرئيس أوباما أنه يسعى لفتح صفحة جديدة مع المسلمين في العالم قاطبة وإنشاء علاقة "ترتكز على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل،" و"تستند إلى حقيقة أن أميركا والإسلام ليسا فريقين منعزلين ولا يوجد تنافس بينهما."
وقد رددت وزير الخارجية هيلاري كلينتون التزام أوباما هذا يوم 26 يونيو الماضي وعينت فرح بانديث ممثلة خاصة لدى الجاليات المسلمة. وستكلف بانديث بتنفيذ مساعي ومبادرات الحكومة الأميركية بالتواصل والتعامل مع المسلمين حول العالم على المستوى الشخصي أو على صعيد المنظمات.
وقالت بانديث في مؤتمر صحفي في الأول من تموز/يوليو: "أنا أميركية مسلمة وتلك هي العدسة التي أنظر عبرها إلى الأمور. فإذا ألقينا نظرة على تنوع الإسلام في أميركا سنرى أنه متعدد الوجوه وينطوي على فروق دقيقة. ومساجدنا موجودة في كل ولاية من ولايات بلدنا. والأميركيون المسلمون ينتمون إلى أكثر من 80 خلفية إثنية مختلفة."
وفي حلقة نقاش أقيمت يوم 17 يوليو الماضي بعنوان "التواصل مع المسلمين: نهج حكومة أوباما" استضاف معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى قالت بانديث: "إننا سنذهب إلى ما هو أبعد من الحكومات لإتاحة الفرص لمن لا ينتمون إلى سلطات الدولة كي يسهموا بحلول. ونحن نعتبر أن هذا النهج سيعزز مصالحنا من خلال توحيد مختلف الشركاء حول أهدافنا المشتركة."
وعن منصبها الذي تبوأته مؤخرا، قالت بانديث: "إني مكلفة بالتعامل مباشرة مع المسلمين حول العالم والإصغاء لأصوات من هم داخل هذه المجتمعات، والتعلم منهم، وتبادل الأفكار معهم واتخاذ خطوات جماعية لخلق وتطوير حلول ممكنة تكون طبيعية ومستدامة لأكبر التحديات التي تواجهنا."
ويعكس دور بانديث تصورا جديدا إذ قالت في ندوة معهد واشنطن: "علينا اغتنام هذه اللحظة الخاصة وسنفعل ذلك للتواصل مع الجيل القادم وتكوين شبكات اتصال تجمع بين أشخاص لهم نفس التفكير وإيجاد نوع من الاتصال بين الجماعات المتنوعة من الشركاء."
ومضت قائلة: "سنعمل بصورة مباشرة على مستوى الشعبين، وسنسخر قوة الشراكة مع الأفراد والشركات التجارية والأكاديميين والجماعات الخيرية وغيرها لنشر الأفكار من القاعدة إلى القمة وليس العكس. كما سننشئ منابر للشباب من جميع أنحاء العالم كي يتواصلوا فيما بينهم ومع الزعماء الدينيين وغيرهم لمساعدة صغار السن على تفهم هوياتهم المتعددة وتحقيق التوازن بينها."
وجاء في كلمتها كذلك: "سنسعى لمعالجة قضية البطالة وانعدام التنمية الاقتصادية في العديد من المجتمعات المسلمة في العالم أجمع، ومن أجل تحقيق هذا الهدف سنعمل على تشجيع إنشاء مشروعات تجارية صغيرة، ونشر التعليم، وإتاحة سبل الحصول على التمويل لأصحاب المشاريع الصغيرة من كافة الأنواع – التقليدية والاجتماعية والتكنولوجية – وتشجيع وجود علاقة إرشادية بين كبار رجال الأعمال وأصحاب المشاريع الصغيرة." وتابعت قائلة: "إن إقامة مشاريع صغيرة يمكن أن تطلق العنان للقدرت الكامنة داخل المجتمعات وهي تؤدي إلى حلول مبتكرة وتفكير انتقادي والمهارات—وجميعها خصائص تعتبر حيوية لكل مجتمع لكي يحقق النجاح في المناخ الاقتصادي العالمي السائد حاليا."
وأشارت بانديث إلى ثقتها بالجالية المسلمة فقالت: "إننا نعلم أن المسلمين أنفسهم هم أصوات ذات مصداقية تسهم في نبذ رسائل المتطرفين وعقائدهم من شوارع الأحياء وساحات القرى." ولاحظت أنه يوجد تنوع رائع في أوساط مسلمي العالم البالغ عددهم حوالي 1.3 بليون، وفي جالياتهم أيضا لا يزال هناك مخزون من الإمكانيات والقدرات التي لم تُستغل بعد والتي يمكن أن تحقق الامتياز."
حصلت بانديث على شهادة الماجيستير من كلية فليتشر للقانون والدبلوماسية بجامعة تافتس الأميركية. ومن 2007 الى 2009 أسند إليها منصب كبير مستشاري مساعد وزير الخارجية لشؤون أوروبا وأوراسيا. وكان تركيزها ينصب على المسلمين في أوروبا وعلى القضايا المتصلة ببعض الأيديولوجيات الإسلامية التي تنتهج العنف. وقبل أن تلتحق بوزارة الخارجية الأميركية تقلدت منصب مدير مبادرات الشرق الأوسط الإقليمية في مجلس الأمن القومي.
الممثلة الخاصة للحكومة الأميركية لدى المجتمعات المسلمة
فرح بانديث تتحدث عن
التواصل مع المسلمين ومع المجتمعات المسلمة عبر العالم
وزارة الخارجية الأميركية
مكتب الناطق الرسمي
الأول من تيوليو 2009
الممثلة الخاصة لدى المجتمعات المسلمة،
فرح بانديث
واشنطن العاصمة
السيد وود:
مساء الخير جميعاً، أهلاً وسهلاً. آسف للتأخير. أعتقد انكم تعلمون جميعاً انه كانت هناك بعض الصعوبات الفنية. يسرني جداً أن تكون معنا اليوم الممثلة الخاصة إلى البلدان المسلمة، السيدة فرح بانديث. سوف تقدّم لكم السيدة بانديث عرضاً موجزاً حول مركزها الجديد وحول جهود الحكومة الأميركية لأجل خلق الفرص للحوار مع المسلمين حول العالم.
إذاً، سوف أترك الأمر لها بعد لحظة. كنت فقط أودّ أن أسأل، قبل طرح أسئلتكم، إذا كان بالإمكان التعريف عن أنفسكم وعن مؤسسات الأخبار التي تعملون لديها، وسوف نكون لكم شاكرين. حسناً، الكلمة للسيدة بانديث.
السيدة بانديث:
تحياتي لكم مرة أخرى. أنا آسفة لاضطراركم إلى الانتظار. المشاكل الفنية هي مشاكل فنية.
إسمي فرح بانديث وأنا الممثلة الخاصة إلى المجتمعات المسلمة. فكرّت ان ما سأفعله قبل الأسئلة والأجوبة هو أخذ قشط من الوقت لأحدثكم قليلاً عن خلفيتي لأنه كانت هناك عدة أسئلة حول الموضوع، وثم لأحدثكم قليلاً حول الدور الذي تتصوره وزيرة الخارجية لي، وبعدها ننتقل إلى الأسئلة إذا كان ذلك مقبولاً.
لقد وُلدت في الهند وترعرعت في ولاية مساتشوستس. أمضيت جميع سنوات دراستي في مساتشوستس، ثم التحقت بأكاديمية ميلتون، وبعدها بكلية سميث، وثم إلى كلية فليتشر للحقوق والدبلوماسية. لقد كانت لي تجارب في العمل في كل من القطاعين العام والخاص. كنت نائبة الرئيس لشركة أعمال دولية خارج – في بوسطن، وكانت لي فرصة التفكير جدياً حول ساحة السوق الدولية، إذا صح التعبير، وذلك من زوايا مختلفة. وأعتقد ان ذلك مهم عندما يفكر الإنسان في الطريقة التي ننظر بها إلى هذا الدور: كيف يمكننا تسخير مختلف القطاعات، وكيف يمكننا التفكير حول الأشياء بطريقة خلاّقة؟
هذا المنظور الفريد أتاح لي التفكير حول ما هو ممكن. ولقد عملت منذ 19 – أعذروني، منذ 2003 في ثلاثة قطاعات مختلفة، ثلاثة أجزاء مختلفة للحكومة الأميركية. كنت في الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، وكنت في مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، وخلال السنتين الأخيرتين، كنت في وزارة الخارجية أعمل في مكتب الشؤون الأوروبية.
الدور الذي أُنشئ لي في مكتب الشؤون الأوروبية كان الأول من نوعه في تاريخ الولايات المتحدة. وشكّل هذا الدور فرصة أتيحت لي للتعاطي مع سفاراتنا ومع المسلمين عبر أوروبا الغربية، وقمت بذلك طيلة سنتين. إنني أذكر ذلك لأنني أعتقد انه أمر هام جداً عندما نفكر في كيفية عمل الأشياء الآن على نطاق عالمي.
جزء كبير من التفكير حول التعاطي هو فهم الفوارق الدقيقة التي تحدث في مناطق مختلفة. وفي حين كان عندي ملف أوروبي، كانت لي فرصة التعرّف على مجرى الأمور خلال السنتين الماضيتين للعمل مع سفاراتنا في جنوب آسيا وأفريقيا والشرق الأوسط. إن ما يأتي به ذلك إلى الطاولة، أظن، هو فرصة للتفكير على مستوى القواعد الشعبية الأساسية، والتفكير في ما يفكر به ويفعله المسلمون العاديون وكيف يريدون تصور الطرق لخلق الحوار. وهذا هو المكان الذي سيقودنا إليه ذلك.
هذا الدور الجديد هو دور تاريخي وهو رؤيا وزيرة الخارجية للتعاطي عبر سفاراتنا في الخارج. لقد سنحت لي فرصة تقديم عرض موجز لها في نهاية كانون الثاني/يناير حول العمل الذي قمنا به في أوروبا، وقد تفهمت الأمر تماماً. انها تفهم الفوارق الدقيقة، وتتفهم حاجة بلدنا إلى بناء علاقات مع المسلمين في أوروبا ضمن ذلك السياق.
وهكذا فهي شخص مارس التعاطي مع الناس لمدة طويلة جداً. ليس هذا بالجديد بالنسبة لها. فهي كانت السيدة الأولى، وكانت الشخص الذي أنشأ تقليد حفلات الإفطار في البيت الأبيض. لقد كان هذا إذاً موضع اهتمام لديها منذ زمن طويل، وهو أمر تفهمته عندما تحدثنا.
إن ما طلبته مني كان أن أستغل تجربتي في أوروبا وفي الأجزاء الأخرى من العالم، كما التفكير في كيفية جعل الوزارة تعمل بخصوص التعاطي مع المسلمين بطريقة جديدة، تكون خلاّقة ودينامية، وتعمل مع السفارات بحيث نتوصل إلى التعرّف على الجيل الجديد من المفكرين. وهذا ما سأقوم به في هذا الدور.
مكتب الممثلة الخاصة لدى المجتمعات المسلمة هو إذاً طريقة سوف نتبعها لتنفيذ رؤياها، وبكل تأكيد في أعقاب خطاب (الرئيس أوباما في) القاهرة عندما سمعنا الرئيس (أوباما) يتحدث عن الحاجة وعن التزامه التعاطي مع المسلمين، وهذه جهودنا للعمل على هذه الآجندة الهامة.
هذا هو إذاً التاريخ وراء ذلك، وهذا بعض الشيء عني. وأنا أعلم انه عبر الأسئلة التي لدينا اليوم، سوف تطرحون أسئلة أعمق، أعمق بكثير من ذلك. لكن أودّ ان أقول إني آمل ان يكون هذا عرض موجز من عدة عروض لاحقة. لقد بدأتم تعرفونني الآن وأتطلع إلى فرصة التعرّف عليكم خلال الأشهر والسنوات القادمة.
سؤال:
أنا ارشاد محمد.
إنني أغطي وزارة الخارجية لوكالة رويترز. هل بإمكانك أن تعطينا صورة عن كيف تأملين في الوصول إلى المسلمين حول العالم – وما هي الأنواع الملموسة من الأشياء التي تأملين القيام بها، سواء كان ذلك على شكل اجتماعات شعبية أو السفر أو المبادلات الأكاديمية أو أي شيء؟
ثانياً، هل بإمكانك – لقد تحدثت عن التواصل مع التيار السائد للمسلمين العاديين حول العالم. وبمعنى ما، سوف يكون الهدف الأصعب هم المسلمين الذين ليسوا من هذا التيار. هل لديك أفكار حول كيفية محاولة التواصل، وربما تحسنين صورة الولايات المتحدة مع المسلمين الذين قد يكونوا على الهوامش، لكنهم ممن لهم وجهات نظر يتمسكون بها وهي ربما سلبية تجاه الولايات المتحدة.
السيدة بانديث:
أنا مسلمة أميركية، وهذا جزء من الطريقة التي أنظر بها إلى الأشياء، وهذه هي العدسات التي أنظر بواسطتها إلى الأشياء. وإذا نظرتم إلى تنوّع الإسلام في أميركا، تجدون انه متعدد الوجوه وذو فوارق دقيقة عديدة. مساجدنا متواجدة في كل ولاية من ولايات دولتنا. الأميركيون المسلمون متحدرون من أكثر من 80 خلفية إثنية مختلفة.
لماذا أذكر لكم ذلك؟ لأنه، على ما أعتقد، عندما يفكر المرء بمقاربات التعاطي، فإني أفعل ذلك كما أفكر في الأشياء. ليس هناك طريقة وحيدة يمكنها إصلاح جميع المشاكل، وليس هناك برنامج واحد سوف يكون البرنامج السحري للتعاطي مع المسلمين.
المسألة مسألة إصغاء، حقاً. وهي مسألة فهم ما يجري على الأرض، والعثور على الفرص عبر سفاراتنا للتوصل إلى معرفة ما يقوله الآخرون وما يفكرون به وبماذا يحلمون ويؤمنون، والعمل كَمُيسّر وجامع وشريك فكري حيث أمكن. أعتقد ان قوة حكومة الولايات المتحدة ليست طريقاً ذات اتجاه واحد وحسب. إنها ذات اتجاهين. انها تتعلق بكيفية المقاربة وبكيفية جمع الأفكار معاً، وبكيفية العثور على مبادرات ذات معنى؟
أعني، بكل تأكيد، ان تجربتي في أوروبا تقول لي كم هي أوروبا متنوعة. أعني أن الجيل الأول من الألمان-الأتراك لن يكون له نفس النوع من المقاربة والتفكير مثل الجيل الثالث من الألمان الأتراك في برلين، أو كالجيل الخامس من الألمان من إثنيات أخرى. كيف يفكر المرء حول هذه الفوارق حتى داخل مدينة؟ انني استخدم مثالاً أوروبياً لكن بإمكاني أن أعيده لكم بالنسبة لأي جزء من العالم.
المسألة إذاً مسألة فوارق دقيقة. أعتقد انه الاحترام. أعتقد انه الإصغاء. اعتقد انه وجوب ان يكون المرء خلاقاً. وأظن انه خلق عدة أنواع من المبادرات لكي يتمكن الإنسان من القيام بذلك. لقد ذكرت دور الاجتماعات الشعبية، وهي آلية رائعة، لكنها ليست الطريقة الوحيدة لعمل ذلك. سوف تكون هناك طرق كبيرة وصغيرة سوف تريد سفارتنا التعاطي بواسطتها. وأعتقد ان – لقد كان لي شرف كبير فعلاً ان أعمل مع سفاراتنا في الخارج. انهم أناس خلاقون، ولديهم أفكار رائعة، وهم يبحثون عن طرق للقيام بعمل ما تقوله بالضبط: التعاطي. لكن مع من وكيف؟
لقد طرحت سؤالاً هاماً آخر. نعم، لقد استخدمت عبارة "التيار السائد" في الوقت الذي نفكر فيه نحن حول أنواع السكان المختلفة وأنواع المجتمعات الأهلية المختلفة في أجزاء مختلفة من العالم، فإنني سوف أسعى إلى الوصول إلى تشكيلة واسعة منهم. لن أحاول التعاطي معهم فقط لمجرد جعلهم يُحبّون أميركا. إن ما أحاول عمله هو تشجيع مزيد من الحوار، والعثور على طرقٍ للإصغاء حيث لم نفعل ذلك من قبل، ولبناء الفرص للحوار.
سؤال:
آسف، هل بإمكانك أن تكوني أكثر وضوحاً بعض الشيء مع مثال غير مثال دور الاجتماعات الشعبية، الذي كان الوحيد الذي ذكرتِه؟ هل بإمكانك ان تكوني أكثر وضوحاً حول الأفكار الأخرى التي قد تكون لديك للقيام عملياً بذلك؟
السيدة بانديث:
حسناً، هناك – إسمع، تعرفون جيداً ان ذراع الدبلوماسية العامة لوزارة الخارجية كانت لعدة عقود تتعاطى مع المجتمعات الإثنية حول العالم. لقد استخدموا عدداً من الآليات المختلفة سواء كانت التبادلات أو الاجتماعات الشعبية أو الطاولات المستديرة أو تطوير وعقد اجتماعات مع المفكرين من نفس الرأي الذين هم خلاقون وأصحاب مشاريع أعمال خاصة، سواء كان الموضوع إنشاء مشروع للمجتمع الأهلي للعمل على حدث مُعيّن، أو خلق شبكة لم يكن لها وجود من قبل. أعتقد انه من المهم بالنسبة لنا الإصغاء إلى ما هم بحاجة إليه وأن نكون الذراع الذي يساعد في تيسير الأمور فعلاً.
سؤال:
أولاً، أهنئك.
أنا راغوبير غويال من صحيفتي إنديا غلوب وآسيا اليوم.
في الهند بنوع خاص، استقبلت المبادرة بصورة جيدة جداً من قِبَل المسلمين حول العالم، وهل كانت هناك، إذاً، حاجة لمثل هذا المنصب؟ هل تعتقدين ان هناك مشكلة بين أو مع المسلمين حول العالم مما جعل هذا المنصب هاماً؟ أو ما هو الجديد الذي سوف يأتي به تفكيرك (غير مسموع) بالنسبة لما نعرفه عن الدبلوماسية العامة؟
السيدة بانديث:
لقد دُهشتُ كثيراً جراء الاستجابة في الهند، وأنا شاكرة لك لإثارتك هذا الموضوع لأن علي أن أقول فعلاً انه كان شيئاً خاصاً جداً بالنسبة لي كشخص يتحدر من خلفية هندية.
الطريقة التي تفكر بها وزارة الخارجية بخصوص التواصل، أعني، هناك 1.2 بليون مسلم حول العالم، ونحن نفهم ان هذا مُكوّن هام بالنسبة لكيفية التفكير حول أعمالنا في الخارج وكيف نقوم بتسهيل الحوار. لكن الرئيس كان واضحاً، وهذه أولوية بالنسبة له، وهكذا إننا - هذا هو مجهودنا للتعاطي داخل وزارة الخارجية عبر سفاراتنا مع هذه الفئة السكانية.
سؤال:
هل ستسافرين مع وزيرة الخارجية إلى الهند؟
السيدة بانديث:
أنا عملياً – لا، ليس لدي خطة في الوقت الحاضر.
سؤال:
نينا دوناغي، فوكس نيوز.
هل من الممكن ان تقولي لنا إلى أين ستكون أول رحلة لك وماذا تأملين في تحقيقه هناك؟
السيدة بانديث:
أنا بدأت الوظيفة منذ أقل من أسبوع، وسوف أقول لكم، - أعدكم انني سأقول لكم إلى أين سأذهب. لكن إلى أين – عليّ ان أتشاور مع زملائي في الوزارة لتحديد ما سوف تكون خطواتي القليلة الأولى.
سؤال:
هل هذا – هل أستطيع مجرد المتابعة؟ هل هناك بلد مُعيّن تشعرين ان فيه مشكلة مُعينة وتريدين الذهاب إليه؟
السيدة بانديث:
لا، أعني، أعتقد ان الشيء المهم الذي ينبغي عمله، بصراحة، هو التفكير فعلاً بالمقاربة الصحيحة وأي رحلة هي الأفضل. ليس هناك مكان مثالي وليس هناك مكان رهيب. انه المكان الذي سيكون له معنى بالنسبة للبرنامج، وأنا أتطلع فعلاً لأن أكون منوعة بالنسبة لزياراتي، كما تعلمون، وزيارة كافة مناطق الكرة الأرضية، الصغيرة منها والكبيرة.
سؤال:
ناديا بلبيسي مع تلفزيون إم بي سي،
مركز إذاعة الشرق الأوسط.
وكيلة وزارة الخارجية السابقة، كارين هيوز كانت ذهبت في رحلة استماع إلى تركيا والمملكة العربية السعودية ومصر كما أن بعضنا غطّى تلك القصة. وعيّنوا أيضاً مندوباً خاصاً إلى منظمة المؤتمر الإسلامي. وسرعان ما أدركوا ان المشكلة لم تكن تتعلق بفتح حوار مع العالم الإسلامي، أو العالم العربي بنوع خاص، بل حول السياسة الخارجية الأميركية. فطالما لم تغيروا هذه السياسة بصورة جذرية، لن تكسبوا القلوب والعقول.
هل تعتقدين انك سوف تواجهين نفس المشكلة وسرعان ما ستدركين ان هذه هي فعلاً جوهر المسألة؟
السيدة بانديث:
كما تعرفين، ما أعرفه انه عبر الفرصة لتسهيل مقاربة استراتيجية وذات فوارق دقيقة في المعاني ومتعددة الوجوه من أجل التعاطي، سوف تكون هناك تشكيلة واسعة من الأسئلة التي ستظهر. أعرف ذلك لأني قمت بذلك على الأرض في أوروبا. وبكل تأكيد سوف تظهر السياسة الخارجية، لكن الأكثرية الكبرى من الشبان المسلمين الذين قابلتهم كانوا مهتمين في التفكير حول مستقبلهم، والتفكير حول كيفية المشاركة في مجتمعاتهم الأهلية، والتفكير حول ما يحتاجون عمله للإنخراط في بناء الاتصالات مع البلدان الأخرى ومع أنفسهم ومع الولايات المتحدة.
إذاً، آمل ان تكون المقاربة مقاربة حيث سوف تثير العديد من التساؤلات بكل تأكيد، لكن سيكون من المهم جداً بالنسبة لنا – قلت كلمة "الإصغاء" وقلتها عن قصد، الإصغاء باحترام. الاحترام والكرامة أمور هامة جداً بالنسبة لي تماماً كما هي كيفية المقاربة واللهجة التي نتكلم بها والطريقة التي نفكر بها حول ما يقوله الناس. عندما قابلت الشاب الذي كان في السادسة عشرة من عمره في أوسلو والذي كان يتحدث عن قضية حرجة للغاية، أو الشاب الذي قابلته في بنغلادش، أو في أي من البلدان ما بينهما (النروج وبنغلادش) كانت تلك القضايا قضايا حقيقية فعلاً، وكانوا-انهم فتيان. كانت أمامهم عقود، وعلينا أن نكون قادرين على بناء الجسور من الحوار. إنها مسألة هامة للغاية.
سؤال:
للمتابعة السريعة فقط. البعض سوف يقول كذلك انه ليس عندكم مشكلة مع المسلمين الهنود، وليس لديكم مشكلة مع المسلمين الإندونيسيين، لكن عندكم مشكلة مع المسلمين العرب وهذه نقطة التركيز. هل ستعطي مزيداً من الاعتبار للعالم العربي خلافاً للمجتمع المسلم ككل؟
السيدة بانديث:
سوف أذهب عبر بلدان العالم بالتساوي وسوف أتعاطى معهم بالتساوي.
سؤال:
نعم. ان أكثر نقاط التµاصل وضوحاً بالنسبة للحكومة الجديدة، على ما أعتقد، هي زيارة وزيرة الخارجية إلى إندونيسيا ومن ثم، ثانياً، رحلة الرئيس إلى القاهرة لإلقاء الخطاب (في حزيران/يونيو). كيف سوف تبنين على هذه الزيارات المُعيّنة، وهل ستنظرين إلى إندونيسيا على انها الأداة الكبرى لأجل بناء شبكة مع البلدان المسلمة والمنظمات المسلمة ما دامت مثالاً تقول عنه وزيرة الخارجية انه ديمقراطية ناشئة، وهو شيء تُحبّه الولايات المتحدة؟
السيدة بانديث:
إندونيسيا هي بكل تأكيد بلد هام جداً. لن أنكر ذلك، بالطبع. وأعتقد ان ما رأيتموه في أولويات الرئيس ووزيرة الخارجية هو اهتمام بما هو قديم جداً ومختلف جداً ومُنوّع. وقد تحدثنا عن كلمة "تنوع". كم هو مهم فهم التنوع في الإسلام، فالذي يحصل مع المجتمعات المسلمة في شمال أفريقيا ليس هو نفسه الذي يحصل مع المجتمعات المسلمة في إندونيسيا، وليس هو نفسه الذي يحصل للمجتمعات المسلمة في البرازيل؟ كيف نفكر حول هذه النقطة؟
وهكذا فإن التواصل – إنك تستخدم إندونيسيا كمثال أعلى، وهي كذلك. هذا مهم جداً، لكن علينا ان نكون قادرين على فهم الاتساع والفوارق الدقيقة.
سؤال:
(غير مسموع) من برسّ تراست أوف إنديا.
في جنوب آسيا أكبر تجمع للمسلمين في العالم – بنغلادش، الهند، باكستان وأفغانستان. كيف تخططين للتعاطي مع المسلمين في هذا الجزء من العالم؟ هل سيكون تعاطيكم مختلفا في البلدان المختلفة أم هي مقاربة واحدة لكل جنوب آسيا؟
السيدة بانديث:
إذا قمنا بوظيفتنا بصورة جيدة، طبعاً، سيكون الأمر كذلك. الأمر ليس حتى مجرد بلد واحد. انه فهم المناطق المختلفة داخل البلد الواحد. ليس بإمكاني التشديد بصورة كافية على كلمة "الفوارق الدقيقة". أعتقد ان الذي فهمته حول النماذج الناجحة للتعاطي والإصغاء، يعني انك لا تأخذ طريقة العمل في مكان وتقول سوف أفعله في كل مكان. انه فعلاً أخذ الوقت الكافي للإصغاء إلى ما يحصل على الأرض بحيث تستطيع، حتى داخل المدن، فهم ما هي الفوارق، حتى بين الأجيال وداخل الإثنيات، فتباشر بناء الحوار بطرق مختلفة، بدلاً – من – كما تعرف استخدام مقاربة ذات مرحلة واحدة لكل شيء.
سؤال:
شكراً لكِ.
أنا تولين دالوغلو مع هابرتورك.
انها جريدة يومية تركية.
لقد شدّدتِ كثيراً على الإصغاء إلى المسلمين. هل تفكرين ان المسلمين ينظرون بصورة خاطئة إلى الولايات المتحدة؟ وعندما تحاولين التواصل معهم، ما الذي تريدين تقديمه لهم كرسالة من الولايات المتحدة؟
السيدة بانديث:
تعلمون، لن أقول أبداً ان المسلمين يقولون شيئاً واحداً، وان هناك سوء تفاهم واحدا، لأن هناك عددا كبير من المنظورات المختلفة عندما تستخدم تلك الجملة. ان ما أعرفه يتوقف، مرة أخرى، على أي مجموعة عمرية نتحدث عنها، وما هي خلفية المجتمع الأهلي الذي نتعامل معه.
هناك الكثير – هناك بعض الأفكار الخاطئة حول دولتنا وهناك بعض الناس لديهم فكرة خاطئة عن التاريخ، أو نظرة خاطئة، في الواقع، حول الشباب في أميركا. الأمر يتعلق إذاً بالذي تتحدث عنه.
سؤال:
لكن إذا كانت هناك حاجة لكي يكون لكم ممثل خاص للتواصل مع المجتمعات المسلمة، يجب ان يكون هناك هاجس تدركونه بأن المسلمين لا يحسنون فهم الولايات المتحدة. أنا أسأل في الأساس، إذا كنتم قد أنشأتم مركزا جديدا تاريخيا للممثل الخاص، ما هي الحاجة إليه؟
السيدة بانديث:
ان ما نريد عمله هو بناء الحوار ليس لأننا نفكر ان هناك نظرة خاطئة، حسناً؟ أعتقد انه توفير فرصة عبر أنواع مختلفة من الآليات لكي يكون هناك حوار، واعتقد ان ذلك الأمر هام جداً. في حال ظهرت نظرة خاطئة، يمكن معالجتها. لكنها ليست هناك مقاربة تقول انك لا تفهم هذه الأشياء الثلاثة واننا سنتأكد انك ستفهمها. ليس هذا ما نسعى إليه. المسألة مسألة تحدث. انها تتعلق بالاتصالات.
سؤال:
نعم. أنا ارشاد محمود
من صحيفة ديلي بروثوم من بنغلادش.
لقد استخدمتِِ كلمة "فوارق دقيقة" 20 مرة على الأقل في كلامك، وأنا غير متأكد فعلاً ماذا تعنين بذلك. وفي موقفك الخاص بالرجوع إلى سؤال لزميل، لأن نظرة العالم المسلم هي ان أميركا تدعم دائماً إسرائيل، تعلمين، إلى أقصى الحدود، وان هذه هي المشكلة الكبرى، كما تعلمين. كيف ستغيرون ذلك؟ وما هي أفكارك المُعيّنة حول تغيير هذا النوع من الأمور؟
السيدة بانديث:
فرصة الدخول في حوار تعني انك تفتح فرصة للتحدث حول تشكيلة واسعة من القضايا، وهذه واحدة من تلك القضايا. لكن بالنسبة لمسائل وضع السياسة، هناك مندوب للشرق الأوسط بإمكانه معالجة تلك الأمور الخاصة. ليس هذا ما أفعله أنا. ان ما أفعله – وأود ان أعود مرة أخرى إلى ما كانت تتحدث عنه هذه الإمرأة الشابة. ان ما أفعله هو العمل مع السفارات للعثور على طرق تمكننا من مقاربة الجيل الأصغر أيضاً، لناحية الإصغاء إلى الطريقة التي يريدون التعاطي على أساسها.
وعندما تتحدث عن الفوارق الدقيقة، ولماذا أشدد عليها بالقوة التي أشدد فيها، فذلك يعود إلى انها، على ما أعتقد، هامة جداً لفهم انه ليس هناك شيء من واشنطن سوف يتم إقحامه بوجه كل إنسان. انه السعي للعثور على فرص عبر سفاراتنا للإصغاء إلى تنوع المعتقدات والآراء والأفكار، وإيجاد الطرق للتعاطي بأساليب ذات معنى بالنسبة لتشكيلة واسعة من المجتمعات داخل البلد الواحد.
سؤال:
نعم، سمير نادر
من إذاعة سوا.
تهاني لمركزك. هل ستكونين مسؤولة عن الاتصالات مع منظمة الدول الإسلامية – أو هل ستعيّن وزيرة الخارجية ممثلاً جديداً لكي يحل محل السفير صدى قمبر؟
السيدة بانديث:
منظمة الدول الإسلامية هي من اختصاص مكتب المنظمات الدولية في وزارة الخارجية، وأعتقد ان عليك ان تسأل استير بريمّر، مساعدة وزيرة الخارجية. أنا لا أعرف الجواب على هذا السؤال.
سؤال: لكنك لستِ – أليس هذا جزءا من مسؤولياتك؟
السيدة بانديث: لا، لا.
سؤال:
لقد ركزتِ أيضاً على انك تحاولين العمل بغية الإصغاء ربما إلى الشكاوى من المسلمين أو تحاولين أيضاً التعاطي مع غير الرسميين، ومع المنظمات، والشبان. وهناك مؤتمر هام، المؤتمر الإسلامي المسيحي، الذي اختتم مؤخراً في دمشق، جعل من مصير القدس قضية كبرى، فهل سيعد الرئيس أوباما في خطابه الموجه إلى العالم الإسلامي بأن سياسته سوف تقوم على القوانين الدولية، وقرارات الأمم المتحدة، وليس على التفسير الأيديولوجي والذاتي الخدمة للكتب الدينية لتلك الجماعات. ما الذي بإمكانك تأكيده – ما هو نوع الدور الذي ستلعبينه في أحاديثك المقبلة مع الناس، والناس غير الرسميين، والمنظمات، والشباب؟ كيف ستقنعيهم بان الولايات المتحدة جادة جداً بخصوص اتباع هذا النوع من السياسة التي وعد بها الرئيس أوباما، والتي ستقوم على قرارات الأمم المتحدة وعدم شرعية حيازة الأراضي بالقوة، والقوة الإسرائيلية، وان الولايات المتحدة سوف تقف ضد طرد الفلسطينيين من القدس ومن الأراضي الفلسطينية الأخرى؟
السيدة بانديث:
أعتقد ان الرئيس هو الشخص الذي أصدر بيانات حول هذه القضايا. أعتقد ان السفيرة لدى الأمم المتحدة، سوزان رايس، قد أصدرت بيانات حول هذه القضايا، وأرجوك ان تعود إليها.
أعتقد انني سوف آخذ – أعتقد انني سوف – نعم، أعتقد اننا الآن بالفعل – هناك رجل في الخلف – مسكين هذا الشاب، الذي كان يرفع يده. نعم.
سؤال:
أعذريني.
أنا اسمي عالِم.
أنا من وكالة إي بي بي – اسوشيتد برس باكستان.
أنا أتساءل كيف تنوين مقاربة الناس في مناطق النزاع مثل أفغانستان وباكستان؟ لأن سياسة الولايات المتحدة ليست مرسومة بواسطة مقاربة واحدة؟ انها مجموعة كاملة، نوع من القضايا السياسية والاقتصادية والأمنية التي تؤخذ بعين الاعتبار عندما ينظر الناس إلى بلد ما. وعلى وجه الخصوص بالنسبة لاستطلاعات الرأي الأخيرة التي تقول ان الناس لا ينظرون إلى الولايات المتحدة بصورة جيدة، كيف تنوين مقاربة الناس في تلك المناطق وتوفير الحلول؟
السيدة بانديث:
حسناً، سوف أعمل عن كثب مع زملائي في وزارة الخارجية لتطوير طرق لهذه الغاية، لذلك لن أجلس هنا لأحدثكم عن ذلك الآن. لكن، وبشكل قاطع، انها أولوية هامة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.