نواكشوط – "صحراء ميديا": سعيد ولد حبيب تحت خيمة موريتانية بأبعاد محدودة، جلست فرح بانديث ، الممثلة الخاصة للمجتمعات الإسلامية في وزارة الخارجية الأمريكية متوسطة كوكبة من الفقهاء والأئمة يمثلون مختلف التيارات العرقية والإسلامية في البلد. كان على قسم الترجمة في السفارة أن يكون نشطا ذاك المساء، فالسيدة الكشميرية الأصل المولودة في "سرين غار" تحديدا ،تريد أن تتحدث كثيرا وتستمع أكثر، وهي لا تستوعب جيدا اللغة التي يشهد استعمالها جدلا واسعا هذه الأيام في البلاد المضيفة. تشبع العلامة حمدا ولد التاه وبال محمد البشير وآخرون بالمثل الدبلوماسية والبروتوكولية العالية وهم يتخاطبون مع مساعدة اوباما الممثلة الخاصة فرح بانديث. وضعت المسلمة الليبرالية الأمريكية و مساعداتها قطع قماش حول رؤوسهن احتراما للعلماء، وان بقيت خصلات شقراء خارج السيطرة. وشكل الإسلام في موريتانيا وفي أمريكا محور النقاش الذي حضره السفير الأمريكي. وقدم العلماء صورة الإسلام الناصعة "انه دين تسامح وانفتاح وليس دين غلو وتطرف" ،يقول احدهم موجها خطابة إلى السيدة التي قتل احد مواطني بلدها في موريتانيا. تتجاوز "فرح" مصرع "لانكيس" المتطوع الذي اغتيل في لكصر العام الماضي، متطلعة إلى المستقبل بتفاؤل حذر لتجد في الحوار الذي دار في السجن الأمثلة التي تستحق أن ينطلق منها اللقاء. ومثلما قدم الأئمة دروسا مفصلة حول الإسلام المعتدل في موريتانيا،فتحت شهية الضيفة الحاصلة على شهادة من بين شهاداتها في علم النفس للحديث عن التنوع والحرية الدينية وما يتمتع به المسلمون في الولاياتالمتحدةالأمريكية. المتحاورون وجدوا في اللقاء فرصة مناسبة لاكتشاف العديد من النقاط المشتركة بين المجتمعات الإسلامية في كل من أمريكا وموريتانيا. بانديث لم تخف إعجابها الشديد بما استمعت إليه في موريتانيا، وهي تقول دائما إنها تتبع إستراتيجية تقوم على خطوتين الأولى الاستماع والثانية العمل بعد ذلك. وكانت مسؤولة الجماعات الإسلامية في الخارجية الأمريكية قد التقت الرئيس الموريتاني والوزير الاول ووزير الشؤون الإسلامية والتعليم الأصلي ضمن أول مهمة لها إلى موريتانيا، منذ تعيينها في المنصب الذي استحدثته إدارة اوباما عنوانا لانفتاحها على العالم الإسلامي. وزارت بانديث التي شغلت مناصب عديدة في القطاعين العام والخاص في بلدها محظرة في نواكشوط وتبادلت أطراف الحديث مع شباب طلاب فيها وأبدت إعجابها بالنظام المحظري الموريتاني،وقالت إنهم يتوجهون إلى الشباب بالحوار بهدف ثنيهم عن الأفكار غير البناءة، كما زارت المسؤولة الأمريكية فرعا للمعهد الأمريكي للديمقراطية ومدينة شنقيط التاريخية. وتم تعيين بانديث الممثلة الخاصة للمجتمعات الإسلامية في يونيو 2009. و تتلخص مسؤولياتها في تنفيذ رؤية وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون في مجال الشؤون الإسلامية وهي ترفع تقاريرها مباشرة إلى وزيرة الخارجية. وقبل تعيينها في هذا المنصب، كانت مستشارة لمساعد وزير الخارجية للشؤون الأوروبية و الأورو-أسيوية. وحصلت الممثلة الخاصة بانديث على شهادات عليا في مجال التسيير و علم النفس من كلية سميث، حيث كانت رئيسا للهيئة الطلابية. وعملت في مجلس أمناء كلية سميث فالامور ألما وأكاديمية ميلتون. وهي حاليا عضو في مجلس المشرفين على مدرسة فليتشر للقانون والدبلوماسية.