خلص تقرير أعدته الاستخبارات الأميركية لرصد «الأنماط العالمية» بحلول السنة 2030، إلى اعتبار أن امتلاك ايران سلاحاً نووياً سيضع الشرق الأوسط على «خط عدم الاستقرار»، فيما ستقرّر التحوّلات السياسية التي تشهدها المنطقة العربية، شكل النزاعات المقبلة. كما توقّع نهاية «الإرهاب الإسلامي»، مرجّحاً حتمية تنويع دول المنطقة اقتصاداتها، أبعد من الغاز والنفط.وورد في التقرير الصادر عن الاستخبارات الوطنية الأميركية، وهو الأول منذ العام 2008 ويحمل عنوان «أنماط عالمية السنة 2030: عالم متبدّل»، أن الملف النووي الإيراني سيكون أحد أبرز العوامل لرسم مستقبل المنطقة خلال 18 سنة.وأشار التقرير، الواقع في 140 صفحة والذي تعده مراكز الاستخبارات الأميركية بالتعاون مع مفكرين وباحثين، إلى أن «نظاماً أكثر ليبرالية في ايران سيأتي بضغوط أكبر لإنهاء العقوبات والتفاوض حول وضع حد لعزلتها»، مضيفاً: «إذا تخلت ايران عن طموحها في تطوير سلاح نووي وركزت على التحديث الاقتصادي، سيعزّز ذلك فرص زيادة الاستقرار في الشرق الأوسط». في المقابل، إذا واصلت «الجمهورية الإسلامية حكم ايران وطوّرت سلاحاً نووياً، سيواجه الشرق الأوسط مستقبلاً من عدم الاستقرار».ورجّح التقرير «نتائج جد إيجابية»، لبروز حكومات أكثر اعتدالاً وديموقراطية، وتسوية النزاع الفلسطيني - الإسرائيلي.ولفت إلى «احتمال نهاية الإرهاب الإسلامي السنة 2030، من دون نهاية الإرهاب عموماً»، لأن دولاً قد تستغلّ تنظيمات مشابهة بسبب «شعور قوي بانعدام الأمن»، متوقعاً ازدياد الحروب الإلكترونية والأسلحة «البيو - إرهابية» التي قد تعرقل النشاط الاقتصادي والمالي في العالم.وتحدث التقرير عن ضرورة تنويع دول المنطقة اقتصاداتها، أبعد من اعتماد دولها على الغاز والنفط. وأعطى الاقتصاد التركي أبرز فرصة للنمو بحلول السنة 2030، إلى جانب كولومبيا ونيجيريا والهند عالمياً.وحذر من نزاعات إقليمية بسبب نقص الطاقة والمواد الغذائية والمياه، في الشرق الأوسط وأفريقيا، منبهاً إلى أن عدم الاستقرار قد يساهم في انهيار اقتصادي عالمي.وتوقّع التقرير انتهاء الهيمنة الأميركية وصعود «قوة أفراد»، و «تخطي الاقتصاد الصيني» لمنافسه الأميركي خلال «أقل من عقدين، فيما ستأخذ آسيا من أوروبا وأميركا الشمالية قيادة العالم السنة 2030».ورجّح تواصل تراجع اقتصاد روسيا وأوروبا واليابان، وأن يتخطى الاقتصادي الصيني نظيره الأميركي خلال أقل من عقدين، قبل أن تبدأ الهند بردم الهوة والاقتراب من العملاق الصيني بحلول السنة 2030. كما توقّع أن تتخطى آسيا، أوروبا وأميركا الشمالية معاً.ورصد التقرير تعاوناً وثيقاً بين بكين وواشنطن على المستوى العالمي، وفي قطاعات التكنولوجيا والمال والصحة. ورأى أن الطبقة الوسطى ستتنامى عالمياً، وتتواصل بواسطة وسائل الإعلام الحديثة. وأشار إلى أن ثلثي سكان الكرة الأرضية سيقيمون في مدن، وستكون غالبيتهم من الطبقة الوسطى، تتواصل في ما بينها عبر أحدث التكنولوجيات، وتتمتّع بحماية نظام صحي متطور.