قررت عناصر من الشبيبة الاستقلالية تأسيس حركة جديدة داخل الحزب تدعى "شباب الألوكة"، وكان اللقاء المنظم بفضاء علال الفاسي بعمالة الفداء درب السلطان بالدار البيضاء، الأحد الماضي، مناسبة للإعلان عن تأسيس هذه الحركة الفكرية الجديدة طبقا للأرضية التأسيسية المصادق عليها في جمعها العام التأسيسي. واعتبر بلاغ صادر عن مؤسسي الحركة الجديدة داخل الشبيبة الاستقلالية، يوجد بينهم قياديون داخل المكتب التنفيذي للشبيبة مناوئون للكاتب العام عبد القادر الكيحل، أن تأسيس هذه الحركة الجديدة يأتي "انطلاقا من الإيمان الراسخ بقيم وثوابت حزب الاستقلال المستمدة من روح وثيقة 11 يناير 1944، والمنصوص عليها في دستور الأمة قواعد ثابتة لا تغيير فيها، وهي الإسلام الوسطي المعتدل والملكية الدستورية الديمقراطية ووحدة الأمة ترابا وهوية في إطار تنوعها الفكري، وانطلاقا من جوهر الألوكة التي ضمنها الزعيم علال الفاسي أهم أسس توجهات شباب الحزب ومسؤولياته الوطنية". كما شدد مؤسسو الحركة على أن تحركاتهم تأتي في إطار بلورة تصور الشباب الاستقلالي المعبر عنه عبر المبادرات التي انطلقت في العديد من الأقاليم والجهات لتجنيب الحزب "الانحرافات غير المسؤولة والتصدي للتهديدات أيا كان مصدرها، ودعما لجهود كل المتمسكين بعقيدة الحزب، والمتشبثين بمنظومة القيم الرصينة التي تضمنتها ألوكة الزعيم". وأعلن شباب الحركة أن الأخيرة ستظل منفتحة على كل المبادرات التي تتجاوب مع الأهداف والمرامي المعلنة في الأرضية التأسيسية، والتي حددتها في الحاجة الملحة اليوم إلى إعطاء نفس جديد للأدوار التي يمكن أن يقوم بها الشباب الاستقلالي لتجسيد توجهات وأفكار الزعيم علال الفاسي، وبلورتها على أرض الواقع سلوكا نضاليا حقيقيا وميثاقا أخلاقيا حافظ للحزب طيلة مسيرته، تضيف الأرضية، على تماسك البيت الاستقلالي وأعطاه المناعة الضرورية ضد الاختراق. وحددت الأرضية التأسيسية سقف أهدافها في طموحها إلى الانفتاح على جميع الشباب الاستقلالي الحر، وتجميع قوة شبابية تضم كل شباب الحزب المتمسك بالعقيدة الاستقلالية، والممتلك للجرأة من أجل الدفاع على وحدة الحزب وحماية مقومات الهوية الاستقلالية والشباب المنتصر لثقافة الحوار وحرية التعبير وحق الاختلاف والتشبث بالاختيار الديمقراطي ومناهضة كل مظاهر الفكر التحكمي والإقصائي والانتهازي، في إشارة واضحة إلى تيار شباط داخل الحزب والمساند من قبل كاتب عام الشبيبة عبد القادر الكيحل، الذي يتهمه أعضاء في الشبيبة، بتحويل الإطار الشبيبي إلى "ملحقة" لنقابة شباط، بدلا من الحفاظ على استقلاليته وانفتاحه، بعيدا عن منطق الإقصاء خدمة لأهداف تتعلق بالصراع على المناصب.