لم يلق ترشح عبد القادر لكيحل لمنصب الكاتب العام للشبيبة أية معارضة من لدن أعضاء اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال،وحتى عندما اقترح عبد الله البقالي (الكاتب العام المنتهية ولايته) اسمه على عباس الفاسي أجاب هذا الأخير بأن الامر الوحيد الذي يهمه هو "الحرص على الديمقراطية". وقع ذلك قبل تاريخ المؤتمر ببضعة أشهر، حسب ما أكده مصدر من الداخل، وهو الأمر الذي يفسر تراجع عبد الله البقالي إلى الوراء من أجل إفساح المجال أمام الكيحل،ووصل الأمر إلى حد أن مرشح الرئاسة اليوم كان يتولى بنفسه بعض الأمور التدبيرية اليومية من داخل مقر حزب الاستقلال في الرباط. وقد تم الاتفاق على عبد القادر لكيحل الذي يرجح انتخابه مساء أمس كاتبا عاما للشبيبة الاستقلالية خلفا لعبد الله البقالي لكونه الشاب الوحيد الذي ضمن مقعدا في اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال دون حاجة إلى المرور عبر "الكوطا" فضلا عن كونه أبان التزاما كبيرا بمقر الشبيبة في الشهور الأخيرة. ويعد عبد القادر الكيحل بالإضافة إلى مجموعة أخرى داخل اللجنة التنفيذية،وعدد لا يستهان به في الشبيبة،حسب نفس المصدر،من المقربين لحميد شباط ،عمدة فاس وزعيم النقابيين الاستقلاليين المثير للجدل، (بفعل تعارض تصريحاته في كثير من الأحيان مع مواقف الحزب) الأمر الذي يجعل من انتخاب الكيحل على رأس الشبيبة فتحا آخر من " فتوحات شباط " في حزب الاستقلال. وكانت قد انطلقت مساء أول أمس أشغال المؤتمر الوطني الحادي عشر للمنظمة المذكورة تحت شعار "مغرب الديمقراطية.. لا بديل". وأبرز عباس الفاسي،الأمين العام لحزب الاستقلال, في كلمة بالمناسبة, أهمية دور الشباب في الدفاع عن المبادئ النبيلة والوحدة الترابية للمملكة, وفي تكريس أسس الديمقراطية وإشعاعها, مشيرا في هذا السياق إلى ضرورة انخراط الشباب بقوة في العمل السياسي. كما شدد على أهمية مبادرة الحكم الذاتي في الأقاليم الجنوبية للمملكة التي تقدم بها المغرب, لافتا الانتباه في هذا الصدد إلى ما تعرفه هذه الأقاليم من تنمية اقتصادية واجتماعية شاملة وكذا بمناخ الحرية الذي يسودها. من جانبه اعتبر عبد القادر الكيحل, رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر،أن المؤتمر يظل علامة بارزة في تطور الشبيبة الاستقلالية كقوة اقتراحية تزاوج بين النقد الذاتي،والاستعداد اليومي لخدمة المغرب. وبعد أن استعرض المحطات الرئيسية للتحضير للمؤتمر, أشار الكيحل إلى أن اللجنة التحضيرية عالجت بعض التحديات المفروضة على المغرب وخاصة الشباب من قبيل تحدي الوحدة الترابية, والتربية والتكوين, والبطالة والهجرة, والتحولات الاجتماعية القيمية والهوية الوطنية والحكامة الحزبية. يشار إلى أن أشغال المؤتمر الحادي عشر لمنظمة الشبيبة الاستقلالية انطلقت أول أمس ببوزنيقة بتنظيم أربع ندوات فكرية همت "الشباب في فكر علال الفاسي", و"الدبلوماسية الشبابية", و"الشباب ورهان التنمية", و"الإصلاح السياسي والدستوري". كما صادق المؤتمر بالإجماع على التقريرين الأدبي والمالي للشبيبة. ومن المنتظر أن ينتخب المشاركون في المؤتمر, وعددهم أزيد من 1900 مؤتمر ومؤتمرة من مختلف أقاليم وجهات المملكة, أعضاء اللجنة المركزية على أن تعكف الأخيرة على انتخاب كاتب عام جديد للشبيبة الاستقلالية.