فرع جمعية حقوق الإنسان الإسبانية في إقليم الأندلس، أطلق الاثنين الماضي، حملة تحسيس، تحت شعار "النساء اللواتي يحملن البضائع في حدود مدينتي سبتة ومليلية: من أجل الحقوق والكرامة"، بهدف "لفت انتباه جميع المؤسسات الإسبانية والمغربية والأوروبية حول سوء معاملة واستغلال هؤلاء النساء". وأوضحت الجمعية الحقوقية الإسبانية، في بيان تداولت مضامينه بعض وسائل الإعلام الإسبانية، أن هذه المبادرة ثمرة للقاء عقد، منذ شهر ونصف الشهر في مدينة تطوان، حضره أكثر من 100 شخص من مختلف الهيئات الحقوقية المغربية والإسبانية، وشدد على ضرورة التنديد بالوضعية "المهينة والمنسية من قبل المسؤولين السياسيين في البلدين." وتستند الحملة على بيان وتوصيات جرى التوصل إليها، عقب انتهاء لقاء تطوان، من قبل المشاركين، الذين التزموا مع فرع جمعية حقوق الإنسان الإسبانية في إقليمالأندلس بالدفاع عن هذه القضية. ووجهت الجمعية الإسبانية نداء إلى جميع الجمعيات الحقوقية وعامة الناس، للانضمام إلى هذه المبادرة، قصد ضمان حقوق وكرامة النساء الحمالات، اللواتي ينتقلن يوميا بين مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين وباقي التراب المغربي. ويتضمن برنامج الحملة التحسيسية جمع توقيعات في إسبانيا، لتقدم إلى حكومتيمدريد والرباط، وإلى الأحزاب السياسية في البلدين، ثم إلى البرلمان الأوروبي واللجنة الأوروبية، وأيضا إلى محامي الشعب بإسبانيا، وإلى كل الجهات، لضمان حقوق وكرامة هؤلاء النساء. هذا وسبق وأفاد تقرير ل"جمعية حقوق الإنسان" بإقليم الأندلس، في جنوبإسبانيا، أن 75 في المائة من عمليات العبور، التي تشهدها، يوميا، المعابر الواقعة على الحدود الوهمية بين مدينتي سبتة ومليلية السليبتين وباقي التراب المغربي، تنجزها نساء مغربيات، يعشن في مدينتي تطوان والناظور ونواحيهما، ويصلن إلى نقط العبور بعد أداء تذكرة سفر، يصل ثمنها إلى 15 درهما. وأضاف التقرير، الذي نشرت محتواه معظم وسائل الإعلام الإسبانية، أنه، عند وصول هؤلاء النساء إلى نقط العبور، في ساعات مبكرة من الصباح، تبدأ "رحلة العذاب"، إذ يتزاحم الحمالون للحصول على أماكن متقدمة في الطوابير، ما من شأنه أن يوفر لهم الوقت الكافي للتبضع داخل الثغرين. وفي سبتةالمحتلة، تتبضع هؤلاء النساء في المتاجر الكبرى القريبة من معبر طاراخال، ليعدن محملات بما يناهز 80 أو 100 كيلوغرام من البضائع. وفي رحلة العودة، عليهن المرور عبر ممرات ضيقة، مصنوعة من الأسلاك، وتشبه، إلى حد كبير، الأقفاص. ويوضح التقرير أن هؤلاء النساء اعتدن على تهريب بضائع معيشية للمتاجرة وربح المال لإعالة أسرهن، إما لأن الزوج متوفى أو طريح الفراش، مضيفا أن بينهن نساء حاملات لشهادات دراسية عليا، يلجأن إلى تجارة التهريب، بعد أن تعذر عليهن العثور على وظيفة. ورغم أن "بروفايل" هؤلاء النساء يبقى، في الغالب، حسب التقرير المذكور، هو شابة تتمتع ببنية جسمية قوية، غير أن الكثيرات منهن يصبحن، مع مرور السنين، يعانين آلام الظهر ومشاكل صحية أخرى، بسبب الوزن، الذي يحملنه على ظهورهن. وتستفيد مدينتا سبتة ومليلية المحتلتان اقتصاديا من هذه التجارة، خاصة أنهما لا تتوفران على أنشطة اقتصادية مهمة، مثل السياحة أو الصناعة.