50 بالمائة من الأراضي الفلاحية في وضعية حرجة والزراعات المبكرة تسجل نتائج جيدة أفادت مصلحة الأرصاد الجوية أنه، باستثناء المناطق الشمالية والشرقية للمغرب، لا تلوح في الأفق تساقطات مطرية، وأن الجو سيظل مشمسا خلال الأيام القادمة. وقال محمد بلعوشي مدير التواصل بمصلحة الأرصاد الجوية لبيان اليوم إن الطقس في المغرب، بعد الأمطار التي همت بصفة أساسية المناطق الشمالية والغربية للمملكة أمس الخميس وأول أمس الأربعاء، سيظل مستقرا وباردا نهاية الأسبوع الجاري وطيلة الأسبوع القادم. وهو ما أكده خبراء زراعيون ومهنيون في المجال الفلاحي، لبيان اليوم، مشيرين إلى أن مصالح الأرصاد الجوية الدولية تؤكد، على مواقعها في شبكة الإنترنيت، أن المغرب لن يعرف تساقطات مطرية مهمة خلال العشرة أيام القادمة، وأن الطقس في مجمل أنحاء المغرب سيظل صحوا، رغم انتشار بعض السحب العابرة غير الماطرة. أحوال الطقس باتت تثير العديد من المخاوف في أوساط الفلاحين الذين يرهنون الموسم الفلاحي الجيد بتساقطات مطرية هامة خلال الشهر الجاري. ويعتبر مصير الموسم الجاري يظل مهددا في حال لم يعرف المغرب تساقطات خلال الأسابيع القليلة المقبلة. و محصول الموسم، رغم اختلاف كمية التساقطات من منطقة إلى أخرى، سيكون في أحسن الأحوال متوسطا أو دون المتوسط، إذ تعد المناطق الشرقية والجنوبية، أكثر المناطق المتضررة من تأخر الأمطار، في حين لازالت حوالي مليون هكتار من الأراضي الصالحة للزراعة بجهة الشاوية ورديغة تنتظر الكميات الكافية من مياه الأمطار للاستجابة لحاجيات نمو الزراعات بشكل طبيعي . من جانبها فضلت وزارة الفلاحة التريث، يقول أحد مهندسيها الزراعيين ، وانتظار جديد الأحوال الجوية خلال النصف الثاني من الشهر الجاري، قبل إصدار بلاغ رسمي تعرض فيه لحصيلة أوضاع مختلف الزراعات والإعلان عما يلزم اتخاذه من تدابير قد تكون، بحسب مصدرنا، «تقليدية» لمواجهة تداعيات تأخر الأمطار على الزراعات الخريفية. وهو إجراء متأخر، يقول مصدر رسمي آخر بالمندوبية الجهوية للفلاحة، ويعيد إنتاج نفس نتائج الأخطاء السابقة للوزارة والتي لا تعطي الأولوية للزرع المبكر خلال شهر نونبر ولا تركز جهودها لمساعدة الفلاحين على إنتاج ما يضمن الاكتفاء الذاتي للمغرب . وتعتبر حصيلة التساقطات المطرية، إلى حدود ما قبل أمس، وتوقعات مصالح الأرصاد الجوية للأيام القادمة، تشكل عنوانا لنوع من شح السماء في فترة مفصلية من عمر فصل الشتاء ينذر بتحقيق منتوج متوسط . وشدد مصدرنا على ضرورة تنبيه الوزارة إلى المستوى الجيد المسجل على مستوى الزراعات المبكرة للحبوب والقطاني، وما يقابله من وضع كارثي للزراعات المتأخرة (شهري دجنبر ويناير) التي تستحوذ على أكثر من 50 بالمائة من المساحات المزروعة بدكالة وعبدة وبالمناطق الشرقية نتيجة قلة التساقطات.ودعا إلى تشجيع ومساعدة الفلاحين على فهم ثقافة ومرامي الزراعات المبكرة عبر تعبئة كل المتدخلين في القطاع المدعوين اليوم، في ظل تحولات تجارة المواد الغذائية في العالم، إلى تقديم الدعم والمشورة لجعل الفلاح المغربي قادرا على التكيف مع التغيرات المناخية وعلى التوجه الحقيقي نحو إنتاج ما يحقق الاكتفاء الذاتي للمغرب وللمغاربة من مواد بات، في ظل التقدم العلمي والتكنولوجي، بالإمكان إنتاجها في أقصر مدة زمنية ممكنة، بدل انتظار شهور طويلة من السنة. وتجدر الاشارة إلى أن مدينة وجدة عرفت صباح يومه الاحد زخات ثلجية خفيفة تنبأ بسنة ثلجية أخرى بمدينة وجدة التي تعرف حاليا موجة برد قارسة جدا جدا.