تنفس الفلاحون المغاربة الصعداء بعد الأمطار الأخيرة التي عرفها المغرب ابتداء من الإثنين الماضي، فقد أحيت الآمال بتحقيق محصول من الحبوب في مستوى الكميات التي تحققت في الثلاث سنوات الأخيرة. بمنطقة الغرب، وصف المستثمر الفلاحي عبد الكريم نعمان، التساقطات بالإيجابية على المزروعات وخاصة الحبوب والخضروات، وقد وصلت هذه التساقطات إلى 20 ملم بسيدي قاسم وسيدي سليمان وحرف الملحة وحد كورت، وهي مناطق معروفة بزراعة الحبوب على المستوى الوطني. وقد جاءت هذه التساقطات حسب نعمان في نصف الليالي، وهو وقت مناسب، اذ تعرف هذه الفترة بداية سخونة التربة وهذا ما سيساعد على نمو الزراعات. ونصح المصدر نفسه المزارعين بمد هذه الزراعات بالاسمدة اللازمة خصوصا الازوطية منها للرفع من نموها وكذلك محاربة الاعشاب الضارة وإتلافها، وقال ان الفلاحين مرتاحون لهذه التساقطات التي ستستمر إلى يوم الخميس حسب توقعات وتقارير مصلحة الأرصاد الجوية، مشيرا في الوقت نفسه إلى ان منطقة الغرب الغنية بفرشتها المائية التي لا تحتاج إلى تساقطات كثيرة، قد تتألف المزروعات المختلفة في حال تجاوزها للمعدلات المعقولة. نفس الشيء ينطبق على منطقة الشاوية التي عرفت معدل تساقطات تراوح بين 15 و20 ملم بين صبيحة الإثنين والثلاثاء، عبر مهنيو القطاع عن ارتياحهم بالنظر لهطول الأمطار في هذه الفترة الحساسة من الموسم الفلاحي، خصوصا وأن النوعية الجيدة للتربة مازالت تحتفظ بكميات مهمة من التساقطات السابقة. غير أن نبرة الارتياح الملموسة في تصريحات فلاحي الشمال والغرب والشاوية، ما تلبث أن تتغير عند مهنيي القطاع ابتداء من المناطق الجنوبية لدكالة والرحامنة وسوس. المحلل الاقتصادي فؤاد بنجليل، وصف التساقطات في منطقة أكادير وسوس عموما غير كافية في هذه الفترة لسد الخصاص الذي تعرفه، وإن طبع تصريحه بالتفاؤل، مبرزا أن الوقت سابق لأوانه للحديث عن ضياع الموسم الفلاحي. واعتبر الخبير الاقتصادي أن التساقطات الأخيرة من شأنها أن تنقذ الغطاء النباتي المهم جدا للنشاط الرعوي في المنطقة، مشددا على أن الزراعات المازوزية قد تنتعش بالأمطار الأخيرة، فيما سيشكل البرد القارس الذي تعرفه المنطقة تأثيرا سلبيا على إنتاج الفواكه والخضر عموما. وبنفس النبرة المتخوفة عبر فلاح من منطقة الرحامنة عن شكوكه في إمكانية توقع موسم فلاحي جيد، في حال استمرار غياب التساقطات، دون التقليل من شأن التساقطات الأخيرة التي وصفها بالجيدة في كل الأحوال. يذكر أن التساقطات المطرية المهمة التي شملت إقليم الرحامنة خلال شهر نونبر الماضي كانت قد أنعشت آمال الفلاحين و المنتجين بالمنطقة، وأشرت على تحقيق منتوج فلاحي جيد يرفع عنهم معاناة سنوات عجاف لاسيما بالمناطق البورية. أخيرا، وفي توقعات مديرية الأرصاد الجوية فيما يخص الحالة الجوية لهذا الأسبوع والأسبوع القادم، فقد أكد محمد بلعوشي أن الحالة آخذة في التحسن وأن يومه الأربعاء سيكون آخر أيام الاضطراب الجوي الأخير، وهي الحالة التي ستستمر إلى غاية منتصف الأسبوع المقبل. وقسم مدير مديرية الأرصاد الجوية الوطنية، التساقطات الأخيرة التي وصفها بالمهمة، إلى مطرية همت مناطق الشمال والشمال الشرقي والسواحل الأطلسية الغربية ومناطق الغرب والشاوية وسوس، وثلجية همت بالخصوص جبال الريف والأطلس الكبير والمتوسط، وسجلت أهم مقاييسها في ميدلت التي عرفت تساقط 80 سنتيمترا من الثلوج. سعيد نافع