الموسم الفلاحي ينطلق في ظروف جيدة أكدت وزارة الفلاحة والصيد البحري أن الموسم الفلاحي 2012-2011 يتواصل في «ظروف جيدة»، ويطبعه تحسن مختلف المؤشرات، ولاسيما الطلب القوي على البذور والأسمدة ووتيرة الحرث، مقارنة مع المؤشرات المسجلة خلال الموسمين الماضيين. وأضافت الوزارة، في بلاغ لها، أن مجموع التساقطات المطرية بلغت، إلى حدود السابع من دجنبر الجاري، 137 ملمترا، بارتفاع نسبته 30 بالمائة مقارنة مع سنة عادية (105 ملم) وبانخفاض بنسبة 26 بالمائة مقارنة مع الموسم الماضي في نفس الفترة (186) ملم. وبخصوص البذور والأسمدة، بلغت مبيعات البذور حوالي مليون قنطار، في حين بلغت مبيعات الأسمدة حوالي 250 ألف قنطار. وقد بلغت صادرات البواكر 145 ألف طن، مسجلة بذلك زيادة نسبتها 17 بالمائة مقارنة مع الفترة ذاتها من الموسم السابق. وأوضح المصدر أن أفضل أداء حققته الطماطم، بارتفاع نسبته 25 بالمائة (100 ألف طن). وعلى العكس من ذلك، سجلت الحوامض انخفاضا بنسبة 25 بالمائة بسبب تأخر انطلاق الموسم الحالي. ويفسر هذا الانخفاض بالمدة الطويلة التي استغرقها الطقس البارد والتي بلغت 20 يوما خلال شهر فبراير 2011. ومن شأن الطلب القوي على الحوامض خلال شهر دجنبر التعويض عن التأخير المسجل في الانطلاقة. هذه المعطيات الإيجابية تخلف صدى طيبا لدى مهنيي القطاع الفلاحي الذين أكدوا، في حديث لبيان اليوم، إلى أن أغلب الفلاحين أكملوا عملية الحرث والبذر في انتظار ما قد تجود به السماء من زخات مطرية في الأسابيع القادمة. بهذا الخصوص، أفادت مصلحة الأرصاد الجوية أنه لا تلوح في الأفق تساقطات مطرية، وأن الجو سيظل مشمسا خلال السبعة أيام القادمة. واعتبر محمد بلعوشي مدير التواصل بالمصلحة، في اتصال أجرته معه بيان اليوم، أن شح السماء في هذه الفترة من عمر فصل الخريف «عادي جدا» في انتظار الفصل المطير الذي لا تفصلنا عنه سوى أيام قلائل. وأوضح محمد بلعوشي أن مجموع المناطق الفلاحية تحقق فائضا في نسبة الأمطار مقارنة مع المعدل العادي، مبرزا أن معدل ملء السدود المخصصة للاستعمال الفلاحي بلغ 69 بالمائة مقابل 75 بالمائة قبل عام، في حين يقارب مخزون السدود 9,14 مليار متر مكعب مقابل 9,97 مليار متر مكعب في نفس الفترة خلال الموسم الماضي. من جانبه، اعتبر عباس الطنجي الأستاذ بمعهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة أن «توزيع التساقطات خلال مرحلة بداية الموسم الحالي يعتبر جيدا وبدون أضرار، مقارنة مع الموسم السابق، وهو ما شجع الفلاحين على مباشرة الزراعات المبكرة التي تعتبر أساسية بالنسبة لمستوى مردودية زراعات الحبوب. وقال عباس الطنجي، في توضيحات لبيان اليوم، أن عملية الحرث همت أكثر من 90 بالمائة من الأراضي الفلاحية، في انتظار استكمال ال 10 بالمائة الباقية قبل نهاية الشهر الجاري، معتبرا أن المشكل الوحيد الذي يعكر صفو البداية الجيدة للموسم الفلاحي هو «التراجع المهول في المساحات المخصصة للشمندر، مما يطرح إشكالية الاكتفاء الذاتي من مادة السكر، والتي ستنضاف إلى مواد أخرى أساسية كالقمح الطري والزيوت والقطاني لم ينتبه المخطط الأخضر إلى أهميتها وإلى الخصاص المهول في محاصيلها، ما يدفع المغرب إلى استيرادها بالعملة الصعبة.