أسعار خروف العيد بين 50 و60 درهما حسب النوع والسن والجودة و«المرگد» أفادت مصالح الأرصاد الجوية أنه، باستثناء الزخات المطرية التي ستهم المرتفعات الجبلية منتصف الأسبوع الجاري، لا تلوح في الأفق تساقطات مطرية، وأن الجو سيظل مشمسا إلى غاية نهاية الشهر الجاري. وأكد خبراء زراعيون ومهنيون في المجال الفلاحي، لبيان اليوم أن توقعات الأرصاد الجوية تسير في الاتجاه ذاته، حيث أظهرت توقعات الأرصاد الجوية الدولية على مواقعها في شبكة الإنترنيت أن المغرب لن يعرف أية تساقطات مطرية مهمة خلال العشر أيام القادمة، وأن الطقس في مجمل أنحاء المغرب سيظل صحوا اللهم بعض السحب العابرة غير الماطرة، والتي ستهم شمال ووسط البلاد. وأفادت مصادر بوزارة الفلاحة لبيان اليوم أن الوزارة تفضل انتظار ما بعد منتصف الشهر القادم قبل اتخاذ التدابير الاستعجالية التقليدية لمواجهة تداعيات تأخر الأمطار على الزراعات الخريفية، معتبرة الحديث عن موسم جاف سابق لأوانه. وهو رأي يشاطره مهنيو القطاع الفلاحي الذين أكدوا لبيان اليوم أنه بالرغم من تأخر التساقطات يستعد الفلاحون لعملية الحرث والبذر في انتظار ما قد تجود به السماء من زخات مطرية في الأسابيع القادمة، بيد أن « عزمهم على المغامرة» يقول فريد الباهي أحد أكبر موزعي البذور بجهة الشاوية ورديغة في تصريح للجريدة، يعوقه « خلل بين العرض والطلب نتيجة ندرة ظرفية ألهبت الأسعار». هذا ويشكو العديد من الفلاحين، خاصة الصغار منهم، عجزا واضحا في مخزون المواد الضرورية لمباشرة الحرث مستقبلا، وذلك نتيجة الزيادات الجديدة التي يفرضها اختناق قنوات التوزيع التي يتدخل فيها «الشناقة والمضاربين وتجار المناسبات. فقد انطلقت شرارة الزيادات، يقول فريد الباهي، «منتصف الشهر الجاري، واكبها ارتفاع في أثمان الأعلاف بالنظر إلى زيادة الطلب عليها والناتج بدوره عن وفرة الماشية والتخوف من انحسار مجالات العلف الطبيعي في حال استمرار شح السماء». وقد يدفع استمرار هذا الوضع الفلاحين، الذين سيقبلون على حرث أراضيهم، نهاية الشهر الجاري، يقول المصدر ذاته، إلى «استعمال مواد بديلة ذات جودة متواضعة وبعيدة كل البعد عن المردود المتوقع عند استعمال البذور المختارة التي تعتبر اليوم عملة نادرة» بالموازاة مع لجوئهم إلى بيع أكبر عدد من قطيع الماشية، بمناسبة عيد الأضحى، كوسيلة منطقية لتوفير السيولة الضرورية لتغطية مصاريف الموسم الفلاحي ولمواصلة العيش بالبوادي». ولا يعني ذلك، وفق أحد الكسابة، الذين اتصلت به بيان اليوم، توقع لجوء الفلاحين إلى « التخلص بأي ثمن من الأغنام الصالحة للأضحية والتي ستتحدد هذه السنة بين 50 و60 درهم حسب النوع والجودة والمصدر والسن، خاصة تلك التي كلف علفها الفلاحين والكسابة ميزانيات هامة». فعدم بيعها خلال الأيام القليلة التي تسبق العيد، يقول المصدر ذاته، « لا يعني عدم إمكانية تسويقها للمجازر بأثمان تغطي التكاليف، رغم أن الوضع الأمثل يتمثل في تصريفها قبل العيد تحسبا لسيناريوهين لا ثالث لهما: الجفاف وما يتطلبه من مصاريف العيش في القرى، أو التساقطات وما تعنيه من استثمارات في مدخلات فلاحية ضمانا لموسم جيد» . هذه الأجواء المشحونة التي تتزامن هذه السنة مع حلول عيد الأضحى، يعتبرها الخبراء الزراعيون «ظرفية يذكيها التخوف من تأخر التساقطات المطرية بالمغرب وتعثر انطلاقة الموسم الفلاحي الحالي».فباستثناء ارتفاع أسعار كلأ الماشية الذي قد تترتب عنه تداعيات سلبية في حال تأخر الأمطار، يقول عباس الطنجي لبيان اليوم، ف «الأجواء المشحونة هذه الأيام بالعالم القروي قد تتبدد فور تصريف المخزونات التي وفرتها الوزارة الوصية لمباشرة الموسم الفلاحي الجديد، أي مليون و300 ألف قنطار من الحبوب الصالحة للبدر من النوع الممتاز بسعر مدعم لا يتجاوز 300 درهم للقنطار الواحد».