تسبب إضراب يشنه منذ عشرة أيام على الأقل عمال الشحن و التفريغ التابعون لما يسمى بالهلال الأحمر الصحراوي في حرمان ساكنة مخيمات تندوف من المؤونة والغذاء منذ قرابة الأسبوعين ، نظرا لتأخر وصولها رغم نفاذ بعضها خصوصا الأولية منها. وأكد بيان صادر عن منتدى دعم مؤيدي الحكم الذاتي بتندوف، أن سبب الإضراب، يعزى حسب العمال المحتجين، إلى لامبالاة وعدم استجابة الجهة المعنية لشكاياتهم ومطالبهم المتكررة في التمتع بأبسط حقوق وشروط العمل المتعارف عليها و من ضمنها التأخر الحاصل في تسديد أجورهم الهزيلة . وسجل المصدر ذاته "بكل أسى سوء المعاملة من بعض المسؤولين تجاه العمال حيث يعاملونهم كعبيد أو ربوهات لا كبشر." وحسب نفس البيان، فإن مطالب العمال تتلخص في أربع نقط أساسية، وهي كالتالي: أولا: صرف الرواتب في موعدها لأنها غالبا ما تتأخر لأشهر، وفي بعض الأحيان لا تصرف بالمرة، الشيء الذي يسبب معاناة وضائقة مالية للعمال وعائلاتهم باعتبار هذه الأجرة هي المصدر الوحيد لعيشهم. ثانيا: رفع الرواتب ليتناسب سعر الشحن على الأقل مع سعره في القطاع الخاص. ثالثا: تحسين ظروف المعيشة بما فيها التغذية و الدواء و السكن، حيث أن العمال يضطرون للاغتسال في الشارع لانعدام توفر دورات مياه صالحة للاستعمال. رابعا : الدمج المباشر كعمال رسميين رغم أن أغلبية العاملين اشتغلوا بشحن البضائع وتفريغها لدى الهلال الأحمر لأكثر من 10 سنوات دون أن يعترف بهم كعمال رسميين مما يحرمهم من كثير من الحقوق التي يتعين توفيرها لهم. وأوضح البيان أن كل هذه المطالب لاتجد أذانا صاغية لدى الجهة المسؤولة، وخاصة رئاسة "الهلال الأحمر الصحراوي"، التي ترفض أي حوار أو تفاهم،إذ تخاطبهم بنوع من الاستعلاء، وتطرد من تشاء، وتبقي من تشاء،"لأنها تعتبر نفسها فوق القانون والمساءلة". وختم العمال تصريحاتهم بتحميل "الهلال الأحمر الصحراوي" كامل المسؤولية عن أي نقص أو تأخر في المواد الغذائية قد يحدث مستقبلا جراء إضرابهم المزمع استئنافه في شهر فبراير القادم ، معتبرين أنها آخر مهلة لتحقيق مطالبهم المشروعة. و هدد العمال المحتجون باستئناف إضرابهم شهر فبراير ما لم تسوى وضعيتهم و هو ما ينذر بدخول مخيمات تندوف في أزمة غذاء جديدة تزيد من معاناة عشرات الآلاف من الصحراويين المحتجزين ضد إرادتهم بغيتوهات تنعدم فيها أدنى ظروف العيش الكريم و يمارس أعوان البوليساريو جبروتهم اليومي السادي على الساكنة المستضعفة التي تعاني شظف العيش و الظروف المناخية القاسية