تزايد تعداد الغاضبين المنحدرين من مدينة العيون والشارعين منذ 10 أيّام خلت في التعبير العلني عن سخطهم تجاه الأوضاع الاجتماعية التي أضحوا يعيشونها والتي لا يخفون تحت أي وازع كان إصرارهم على وصفها ب "الكارثية"، إذ وصل عدد النّازحين تجاه مخيّم "العزّة والكرامة" الاحتجاجي، المقام ضواحي المدينة، إلى ال12 ألف نسمة مساء أمس.. فيما تروج توقّعات حول إمكانية استمرار حدّة النزوح ليقارب عدد المحتجّين المخيِّمين ضعف الكمّ الحالي في غضون الأيّام القليلة المُقبلة، وذلك في مردّ للصدى الكبير الذي عرفه الموضوع وقرب فَتحت قنوات التفاوض الرسمي مع الغاضبين المرابطين بالمخيّم المنصوب بمنطقة "أقديم أزيك" الواقعة على بعد 15 كيلومترا من شرق العيون على الطريق المؤدّية لمدينة السمارة. مصادر خاصة ب "هسبريس" أفادت بأنّ التكتّل الاحتجاج المرصود وسط الكثبان الرملية لشرق مدينة العيون لا يهدأ عن يرفع مطالب اجتماعية منذ ال12 من شهر أكتوبر الجاري، وهي ذات المطالب التي سبق وأن عُبّر عنها ضمن وثيقة بيان صادرة عن الغاضبين مركزة على إبداء التذمّر من استفادات قبلية ب "عناية رسمية خاصة" تمثلت في التمكّن من بقع أرضية وبطائق دعم تمويني زيادة على مناصب شغل.. في الوقت الذي لم تلاق حاجيات المتذمّرين الحالين أي استجابة من قِبل المسؤولين الإقليميين أو الولائيين رغم بساطتها. وأضافت ذات المصادر الخاصّة ل "هسبريس"، وسط رفضها الكشف عن اسمها، أنّ مخيّم "العزّة والكرامة" يتشكّل أساسا من الساكنة الغاضبة النّازحة من مختلف نواحي مدينة العيون، أبرزها أحياء هشّة ك "حشيشة والمطار والرملة ومعط الله"، قبل أن تتحدّث عن الأجواء الدّاخلية للمخيّم المقام عبر وصفه ب "المحكم التنظيم" رغما عن الكمّ البشري الهائل الذي يستقر بخيام أسرية فاق مجموعها ال2200.. هذا في الوقت الذي أفيد برفع الغاضبين لتهديدات بالعودة إلى "حياة البدو والترحال" في حال رفض المطالب الاجتماعية المجاهر بها والتي لم تخرج لحدّ الآن عن توفير السكن اللائق والعمل للشباب المعطّل. أنباء أخرى قادمة من مدينة العيون تطرّقت لوجود حشد عسكري كبير مراقب للأوضاع بمحيط مخيّم الغاضبين، وهي المراقبة التي ورد الحديث عن مشاركة فرق أمنية مختلطة من دركيين وبوليس وقوات مساعدة ضمنها.. في حين رُصد فيه تحرّك أمني بمدينة "المرسى"، حوالي 20 كيلومترا جنوب شرق العيون، رام منع ثلّة من الغاضبين الجدد من نصب مخيّم شبيه بمخبم "أقديم أزيك". وفي الوقت الذي أكّد فيه المحتجون بمخيّم "العزّة والكرامة" عن خلو مطالبهم من أي شق سياسي.. عمد تنظيم البوليساريو المتّخذ من تندوف كقاعدة لتحرّكاته على تسييس الملفّ وإعطائه بصمة "انفصالية"، إذ حوّر اسم المخيّم صوب اسم "الاستقلال" قبل أن تتهاطل البيانات الموجّهة صوب الرأي العام الدولي المحذّرة من "كارثة إنسانية". هذا ووجّه تنظيم "الهلال الأحمر الصحراوي بلاغا إلى "الدول المانحة"، يوم أمس الثلاثاء، مطالبا ب "تقديم مساعدات إنسانية عاجلة للنازحين، خاصة الماء الغذاء والدواء، وتوفير الحد الأدنى من ظروف الحياة الكريمةلتفادي وقوع كارثة إنسانية "، وذلك حسب تعبير البيان الذي ورد ضمنه أيضا: "المخيم لا يتوفر على مولدات كهربائية للإنارة ولا توجد به صهاريج ثابتة لفظ الماء وتنعدم فيه شروط النظافة ولم يتم بناء دورات المياه والصرف الصحي به ، ومع تزايد عدد النازحين وبقاء الوضع على ما هو عليه لمدة أطول فان احتمال تفشي الإمراض والأوبئة يبقى راجحا". بدوره توجه محمّد عبد العزيز، زعيم البوليساريو،بمراسلة صوب المفوضية الأممية السامية لحقوق الانسان عبر رسالة سلّمها ممثل الجبهة ل "نَافَنْتِيمْ بِيلَايْ" مُطالبا ب "اتخاذ الإجراءات اللازمة لمساعدة و حماية السكان الصحراويين.. الذين خرجوا احتجاجا على القمع و التهميش"، قبل أن يضيف: "لقد تم منع السكان من التزوّد بالماء والغذاء والأدوية.. وهذه الوضعية قد تؤدي إلى كارثة إنسانية". إلى ذلك أرسلت وزارة الدّاخلية المغربيةوفدا عنها للتحاور مع محتجّي "العزّة والكرامة" بشكل كفيل بتحديد المتطلبات وسبل معالجة الإشكالات، وهو الوفد الذي وصل إلى مطار العيون يوم أمس الثلاثاء على متن طائرة خاصّة مصدّرا بالوالي إبراهيم بوفوس، المدير العام للشؤون الدّاخلية بالوزارة، الذي يرأس فريقا تقنيا وآخر ميدانيا ضمن هذا التحرّك الرامي لتطويق تطورات الأزمة الاجتماعية المرصودة.