بتاريخ 26 / 06 / 2009 توجهت سيارة الإسعاف من مدينة عين بني مطهر التابعة لإقليم جرادة نحو المستشفى الإقليمي حاملة امرأة في حالة مخاض لوضع مولود وحيث أن الحالة كانت صعبة تحتاج إلى تدخل اختصاصي،الذي لم يكن متواجدا بالمستشفى تم توجيه المرأة المنهكة من شدة الأوجاع إلى مستشفى الفارابي بوجدة،غير أن ما لم يكن في الحسبان هو رفضها من طرف المستشفى،بدعوى وجود طبيب مختص لمثل هذه الحالات ولم تنفع توسلات الزوج لقبولها بالمستشفى وهو يرى زوجته تعاني وتلقي صرخات الألم أمام أعينه. فاضطر من جديد للرجوع بها إلى المستشفى الإقليمي بجراد ة وحالها يزيد صعوبة لحظة بعد أخرى بينما لا يعرف مصير الجنين،وبما انه لم يكن بالمستشفى غير طبيبة للطب العام وممرضات لا حول ولا قوة لهن في مثل هذه الحالة سوى التوسل من جديد لسائق سيارة الإسعاف بالمستشفى لنقلها على وجه السرعة إلى وجدة من جديد،فحالة المرأة لم تعد تقبل مزيدا من الانتظار حيث أنها كانت تنزف والجنين يحتاج إلى الأكسجين... مثل هذه الحالة تتكرر حيث توفيت قبل امرأة نتيجة نزيف حاد تاركة وراءها مولودها وطفلين آخرين بدون أم.فالمستشفى يعيش حالة مرعبة من الخصاص للأطر المتخصصة،وبعض الأطباء الاختصاصيين لا يعملون أكثر من ساعتين في اليوم وفي أيام معدودة من الأسبوع تقتصر على تقديم فحوصات للنساء الحوامل والأطفال ،ليعودوا إلى وجدة للالتحاق للعمل بالمصحات الخصوصية،بينما تظل حياة النساء والأطفال عرضة للموت. حياة المواطنين بالمستشفى الإقليمي بجرادة عرضة للموت بإقليم جرادة نتيجة غياب التخصصات الضرورية في كل مستشفى لهذا يتحمل المندوب الإقليمي للصحة المسؤولية الكاملة في العبث الذي يعيشه المستشفى وفي ما يواجه المواطنين من تهديدات الموت والعاهات وهي مسؤولية جنائية تقع على عاتق وزارة الصحة...ونوجه كلامنا إلى السيدة ياسمينة بادو وزيرة الصحة،التي قالت "الصحة أولا وقبل كل شيء،هي حق يجب أن ينعم بها كل مواطن ومواطنة،وانه من واجبنا تقديم الرعاية الضرورية وتوفير المستشفيات".هذا الكلام لا وجود له على ارض الواقع،فأين هي الرعاية المنتظرة حيث لا تزال ساكنة إقليم جرادة عرضة للموت في غياب الخدمات الصحية المفترض أن تقدمها المؤسسات الاستشفائية بهذا الإقليم المهمش. ميمون بن علال "عين بني مطهر" ............................................................................ صورة احتجاجات الشغيلة الصحية بجرادة "صورة من الأرشيف"