تفجرت فضيحة ملفتة بالمستشفى الإقليمي لمدينة جرادة والقرى المحيطة بها، حيث أكد السكان أن المستشفى الذي لم يمر على تدشينه من طرف ملك البلاد سوى سنتين يعاني من غياب كامل لقنوات الصرف الصحي واضطراب كبير في التزود بالمياه، إلى جانب نقص حاد في عدد الأطر الطبية لخدمة الساكنة التي تتجاوز في مدينة جرادة لوحدها 111 ألف نسمة. وعلمت «المساء» من مصادر مطلعة على الملف أن الأجهزة الطبية التي تتوفر بالمستشفى تحتاج إلى الماء لتشغيلها وتدفع الانقطاعات المتكررة في تزويدها به الطبيب الجراح الوحيد بالمستشفى إلى اتخاذ قرار عدم إجراء العمليات الجراحية خشية أن تتوقف الأجهزة عن الاشتغال لحظة إجراء تلك العمليات. وأكد الدكتور جمال، مدير المستشفى، في اتصال مع «المساء» صحة الخبر، وأضاف أن المجهودات التي تبذلها وزارة الصحة في توفير الأجهزة الطبية والتمويلات اللازمة لشراء الأدوية لفائدة المرضى يجب أن توازيها مجهودات مماثلة للسلطة المختصة لإنهاء الأزمة وتزويد المستشفى بالمياه بشكل منتظم. وحسب مدير المستشفى، فإن جماعة العوينات ذات الإمكانيات المتواضعة هي التي تزود المستشفى بالماء «وهو ما يفرض على المسؤولين المعنيين بالمشكلة المسارعة إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة لتجاوز هذا الوضع». وتوضح مصادر «المساء» أن المستشفى الإقليمي نفسه يعاني من غياب تام لقنوات الصرف الصحي وأن النظام المستعمل داخله هو ذاته النظام الذي استعمله المغاربة منذ قرون، حيث إن الأطباء والممرضين وكافة المشتغلين بالمستشفى بالإضافة إلى المرضى يضطرون إلى قضاء حوائجهم في مراحيض مرتبطة ب«مطمورات»، وهو ما أكده مدير المستشفى ل«المساء»، مبرزا أن الوقت حان لكي تتكاثف جهود المسؤولين لوضع حد لهذه المشكلة. وما يزيد من تخوفات سكان المنطقة هو أن الفرشة المائية بنواحي إقليم جرادة قريبة جدا من سطح الأرض، الأمر الذي يهدد بوقوع عدوى خطيرة في حال تلوثت المياه الجوفية بالفضلات البشرية. وأوضح مدير المستشفى من جانبه بأن النفايات الطبية يتم إتلافها وفق شروط محددة في المطرح العام للأزبال بالمدينة. ويتوفر المستشفى الذي يفترض أنه يقدم خدماته ل111 ألفا من سكان جرادة لوحدها، إلى جانب المدن الصغرى والقرى المحيطة بها على طبيب جراح واحد، ومختص في التخدير، إلى جانب 3 متخصصين في أمراض النساء والتوليد وطبيب متخصص biologiste. وأكد مسؤولون بالمستشفى النبأ ل«المساء»، مبرزين أنهم بحاجة قصوى إلى أخصائيين في الأشعة وأمراض القلب والشرايين والطب الباطني والجراحة العامة والتخدير والإنعاش. كما يشتكي العاملون بالمستشفى من مشاكل التنقل، إذ إن سيارات الأجرة الصغيرة لا تنتقل إلى عين المكان لكونه خارج المدار الحضري، مما يشكل فرصة لأرباب «الهوندات» لرفع ثمن التذكرة الواحدة إلى حوالي 60 درهما، في وقت تركز فيه سيارات الأجرة الكبيرة على خط جرادة وجدة لضمان ربح أوفر. يشار إلى أن المستشفى تم تدشينه من طرف ملك البلاد بتاريخ 10 يوليوز 2008، وارتفعت وتيرة خدمته للسكان بشكل ملفت، حيث وصل، على سبيل المثال، عدد الولادات إلى حوالي 112 ولادة في الشهر، عكس النسبة القديمة التي لم تكن تتجاوز 30 حالة، وكان السكان يفضلون التوجه إلى مدينة وجدة.