سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
سيدة تضع مولودها داخل سيارة أجرة وبعد جهد جهيد لإنقاذه تقتله الممرضات بإهمالهن وأخرى تابعت بعينيها كيف قتلت مولدة متوحشة ابنتها بكل برودة معاناة المرأة الحامل تبدأ أحيانا مع أطباء مكبوتين
أسوأ ما يمكن أن يحدث لامرأة حامل هو أن يفاجئها المخاض في الشارع العام، والأكثر سوءا هو ألا تجد سيارة إسعاف، أو على الأقل سيارة أجرة تحملها إلى أقرب مستشفى أو تعيدها إلى منزلها حيث تجد الرعاية والاهتمام. بعد بضعة أيام من بداية رمضان، وجدت امرأة حامل في طنجة نفسها أمام حظ تعس حين فاجأها المخاض في الشارع العام. كانت المرأة تسير وحيدة في شارع مولاي رشيد بعد فترة قصيرة من آذان المغرب. انزوت المرأة تتألم في زاوية من الشارع، ولمحها مارة قليلون كانوا في طريقهم إلى المسجد، وحينما استفسروا عن حالها اكتشفوا أن ساعة الولادة أزفت، فلم يجدوا بدّا من محاولة الاتصال بسيارة إسعاف لعلها تسرع في المجيء لتنقذ ما يمكن إنقاذه. في المكان كان شرطي مرور اتصل بدوره بالإسعاف، لكن للحريرة قدسيتها، فلا سيارة الإسعاف جاءت ولا سيارة أجرة مرت، ووجدت المرأة نفسها في حال لم تكن تتمناه حتى لأعدائها. عدد من النسوة اللواتي كن متوجهات إلى المسجد من أجل صلاة العشاء والتراويح، اكتشفن أن مساعدة هذه المرأة الحامل في هذا الوقت العصيب يعادل أجره أجر آلاف الصلوات، فبقين معها يساعدنها على تخطي هذه اللحظات الصعبة، قبل أن يأتي الإسعاف في النهاية. مخاض في سيارة الأجرة الحظ الذي توفر لهذه المرأة، التي وجدت نسوة يسعفنها في الشارع، لم يتوفر مثله لامرأة شابة تسكن في ضواحي طنجة، فاجأها المخاض في منزلها، وكان الزوج غائبا، فركبت سيارة أجرة، وداخل سيارة الأجرة رأى وليدها النور.. لكنه لم ير النور طويلا. في سيارة الأجرة كانت توجد، لحسن الحظ، امرأة أخرى كانت في طريقها إلى منزلها، لكنها تحولت فجأة إلى ممرضة أو طبيبة ولادة، وهكذا قدر لها أن تحمل بين يديها وليدا رأى النور داخل سيارة أجرة، بينما لم يكن السائق يرجو سوى الوصول إلى المستشفى في أسرع وقت، ووصل، لكن، بعد فوات الأوان. توقفت سيارة الأجرة أمام مستشفى محمد الخامس، ووصل الزوج سريعا يطلب الإسعاف من داخل المستشفى، لكن لا أحد اهتم به، فقرر أن يستعمل عصاه السحرية، فوزع بضعة أوراق مالية على ممرضات، فخرجن معه آنذاك لحمل الوليد إلى داخل المستشفى وأمعاؤه تتدلى من بطنه، بينما الأب يصرخ ويقول إن اليهود لا يتعاملون مع بعضهم البعض مثلما يتعامل المغاربة مع بعضهم في مثل هذه الظروف. داخل المستشفى كانت حكاية أخرى تنتظر هذه المرأة. لقد تم وضع وليدها في علبة زجاجية من أجل إسعافه، بينما لم تجد هي فراشا تنام عليه فافترشت الأرض، وكان عليها بعد ذلك أن تساهم في تنظيف الغرفة رفقة أمهات أخريات، وأن تتحمل عجرفة وجبروت الممرضات اللواتي يتحولن في كثير من الأحيان من ملائكة رحمة إلى شياطين جحيم. بعد ثلاثة أيام من ولادة الأم في سيارة أجرة، سيموت رضيعها مختنقا بحليب لم يعط له بالشكل المناسب وفي الوقت المناسب. مات الوليد بعد أن تغير لونه وأصبح قريبا من السواد، وانتهت بذلك حكاية أم انتظرت وليدها لتسعة أشهر، وربما لسنوات، فمات وكأنه لم يكن سوى كابوس. ممرضة قاتلة هناك حكاية أخرى حدثت في مصحة خاصة بطنجة لامرأة رأت بأم أعينها كيف أن ممرضة «قتلت» ابنتها بسبب طريقتها المتوحشة في عملية التوليد. كانت هذه المرأة الحامل تتبع فحصا مستمرا على يد طبيب نساء شهير في طنجة ويملك مصحة خاصة. كان الطبيب يعرف بالضبط موعد ولادة المرأة، لكن في اللحظة الحاسمة رد الطبيب على هاتف المرأة الحامل وقال لها إنه مسافر، فلم يكن من بدّ سوى أن تتوجه إلى المصحة لتلد على يد أي طبيب آخر أو أية ممرضة، ولسوء حظها فإن ممرضة تواجدت في المصحة كانت تشبه جزارا، فولّدتها بطريقة وحشية، وانتهى الأمر بالوليدة في قبر صغير. تحكي المرأة قائلة إن الممرضة كانت تدخل يدها غير المعقمة في رحمها وكأنها ستخرج أفعى لقتلها. كانت عصبية وتشتم المرأة الحامل وتضرب على بطنها بقوة وكأنها تريد قتل الجنين مع سبق الإصرار والترصد، وبعد ذلك كان ما يجب أن يكون، وقررت المرأة مقاضاة الطبيب والمصحة والممرضة، وانتهت عملية الولادة في قاعات المحاكم. والغريب في كل هذا أنه بمجرد نهاية الولادة الفاشلة حضر الطبيب «المسافر» لمعرفة ما يجري، والسبب هو أنه لم يكن مسافرا، بل فقط مشغولا في شؤونه الأخرى، أما صحة الآخرين وحياتهم فلا تهمه في شيء. مشاكل عمليات الولادة لا فرق فيها بين المستشفيات الخاصة والمستشفيات العمومية. ويحكي عدد من النساء كيف أنه تم استئصال أرحامهن في مستشفيات خاصة لمجرد صعوبات أولية في الولادة، وبذلك حرمن من الولادة إلى الأبد، وكيف أن كثيرات بقين لسنوات يجرجرن أنفسهن بين ردهات المحاكم لمقاضاة أطباء ساهموا في نكساتهن صحيا واجتماعيا لكن من دون جدوى، لأنه من الصعب جدا أن تتم مقاضاة طبيب وإدانته على الرغم من ارتكابه كوارث صحية وليس مجرد أخطاء، والسبب هو أن القضاء المغربي لا يتوفر على قضاء طبي مختص، وثانيا لأن الأطباء يتضامنون في ما بينهم بقوة ونادرا ما يشهد طبيب ضد طبيب آخر. إنهم أفضل من يطبقون «انصر أخاك ظالما أو مظلوما.. قاتلا أو مقتولا». هناك معاناة أخرى للنساء الحوامل، ليس مع عمليات الولادة بالضبط، بل مع أطباء بلا ضمير. وتحكي امرأة كيف أن طبيب نساء كشف عنها خلال حملها وأبدى إعجابه الشديد بجسدها قائلا: «جسدك رائع». أما صفاقة طبيب نساء آخر فوصلت حدا أعلى حين توجه إلى امرأة حامل يفحصها وقال لها إنها لا تصلح سوى للفراش، وهاتان المرأتان معا لم تقويا على سرد ما جرى لزوجيهما مخافة تطور الأمور إلى ما هو أسوأ، رغم أنه لا يوجد في العالم أسوأ من أطباء مكبوتين وأنذال.