إلى زمن قريب كانت أزقة وشوارع مدينة وجدة تعرف بكثافة أشجارها المتنوعة، التي كانت تصطف بشكل مستقيم على الأرصفة التي كانت تعطيها جمالا متميزا، وتلطف هواءها وتنعش عيون الناظر إليها، وفي غفلة من المواطنين، تم اجتثاث السواد الأعظم من هذه الأشجار سواء بحجة استبدالها بأنواع أخرى من الأشجار، وخاصة أشجار النخيل وكأنهم كانوا يريدون توجيه إشارات إلى سكان مدينة الألفية بأن مدينتهم دخلت عالم التصحر، بعد أن كانت تمتاز بالبساتين المحيطة بمدارها الحضاري والمياه المتدفقة عبر قنوات الري النابعة من واحدة سيدي يحي التي جفت مياهها أو تم تجفيفها لتحويل البساتين إلى تجزئات سكنية وتوقيع شهادة تصحر المدينة، بعد أن كانت مخضرة الأطراف بالبساتين الفلاحية وفي وسطها بالأشجار من مختلف الأنواع تلك الأشجار التي كانت تأوي آلاف الطيور المختلفة سواء المهاجرة أو الموسمية التي كانت تعشش وتتوالد بأغصان تلك الأشجار، وعمليات القضاء على الأشجار المعمرة والغابات لم تمس فقط مدينة وجدة وحدها بل أصابت محيطها كذلك وخاصة ما وقع بمدينة السعيدية ولازال من اجتثاث الأشجار. وعودة إلى الطيور التي كانت تستقر بهذه الأشجار والبساتين والغابات التي أصبحت في خبر كان، فإن هذه الطيور لم تجد حلا إلا تكليف مجموعة منها لاعتصام ليلا بأشجار ولاية وجدة وكأنها تعلن عن اعتصام مفتوح تريد من خلاله لفت انتباه المسؤولين إلى الأضرار البيئية التي لحقت المدينة ومحيطها بصفة عامة والطيور بصفة خاصة.