الجلوس خلف مقود السيارة في أثناء الزحام يؤثر على الأعصاب، كما أنه يؤثر على القلب أيضا. وقد استطلع فريق من الباحثين آراء 1500 من الأشخاص الناجين من نوبات قلبية في منطقة أوغسبورغ الألمانية، ومن الأسئلة التي وجهت إليهم: أين كانوا قبل أربعة أيام من حدوث النوبة؟ وأجاب 8 في المائة منهم أنهم كانوا محشورين على الطرقات بسبب الزحام لبضع ساعات قبل حصول النوبة القلبية. وكانت تأثيرات البقاء في الزحام أسوأ لدى النساء، وكذلك لدى الأشخاص المعانين من آلام الصدر التي تعرف باسم الذبحة الصدرية (مؤتمر جمعية علوم الأوبئة الأميركية، مارس (آذار) 2009). الزحام والقلب ما هي العلاقة المحتملة بين الزحام في الطرقات وبين النوبات القلبية؟ تقول نظريتان رائدتان إن ذلك راجع إلى الغضب أو التوتر، وكذلك التلوث الجوي. فالجلوس خلف مقود السيارة في أثناء الزحام يلهب أعصاب البعض، خصوصا إن كانوا محاطين بسائقين يدخلون من هنا ويخرجون من هناك، بينما يشعر عدد آخر منهم بالتوتر. وقد ارتبط الغضب والتوتر بحدوث انقباضات في الشرايين التاجية، وحدوث اضطراب مفاجئ في الترسبات (الموجودة على جدران الأوعية الدموية) المليئة بالكولسترول، إضافة إلى دورهما في تحفيز ظهور إيقاع غير طبيعي لدقات القلب. وأي واحد من هذه التأثيرات يمكنه أن يؤدي إلى نوبة قلبية. التلوث الجوي، مجرم محتمل آخر. فالدقائق الصغيرة المتطايرة مع عوادم السيارات والشاحنات تهدد بحدوث الالتهابات، وتشكيل الخثرات الدموية، وتعمق الوضع الهش للترسبات الحاوية على الكولسترول، كما تؤدي إلى اضطراب إيقاع القلب. وقد أضحى زحام الطرقات في أكثر المدن جزءا من الحياة اليومية، وبما أن تحفيز الزحام نفسه على حدوث نوبة قلبية ضئيل، فإن الدراسة لا تدق أجراس الإنذار. إلا أنها تفترض أن الاستماع إلى موسيقى هادئة داخل السيارة فكرة جيدة، كما أن من الحكمة الاهتمام بأي أعراض لآلام الصدر تظهر في حالات الزحام. رسالة هارفارد للقلب،