حفظت القرآن بالسماع وهي بنت السبع سنوات لا مبالغة في وصف الطفلة بنت التسع سنوات والحالمة لكتاب الله بنت عروسة الشمال مريم فايد، ب "المعجزة"، وهي التي تحدت كل الظروف المحيطة بها والتي كانت كافية للحيلولة دون اندماجها في الحياة الاجتماعية، فبالأحرى حفظها لكتاب الله والاجتهاد والتفوق في الدراسة وممارسات هوياتها المختلفة كالرسم والسباحة والمراجعة على الحاسوب وكذلك اللعب فيه ومطالعة القصص بكل حماس واقتدار. مريم فايد طفلة متبناة وفقدت أمها الأولى بشكل مبكر بعد ردح من زمن عاشت فيه الأم حالة اختلال عقلي، مريم فايد لم تحفظ القرآن الكريم بالكتاتيب القرآنية ولا عبر "اللوحة والسمخ" كما درج على ذلك الحفاظ، ولا من خلال المدرسة ولا داخل مسجد الحي ولا من خلال الآليات التقنية الحديثة، فقد كان الفضل في ذلك بعد توفيق من الله عز وجل، للأم الثانية للطفلة المعجزة السيدة حبيبة بن ريان المتطوعة في مجال محو الأمية والحاصلة فقط على الباكالوريا، وزوجها أمين بن ريان، حبيبة قالت للجريدة أنها حفظتها عن طريق السماع حيث كانت تستمع إلى ما تقول كل عناية وتردده بكل اهتمام، وذلك منذ أن بلغت سنتها الثالثة حيث حباها الله بنطق سليم للغة العربية. هكذا تمكنت مريم، بداية من حفظ قصر الصور ثم حفظ أربعة أحزاب من القرآن الكريم منذ أن كان في عمرها أربع سنوات ثم ترقت في الحفظ لتصل 25 حزبا وهي في سنتها الخامسة ثم تقدمت أكثر وتمكنت من حفظ كل القرآن وختمه وهي ذات السبع سنوات من عمرها كما قامت الطفلة مريم فايد بختم القرآن مرتين وهي بنت الثمن سنوات ثم ختمه لثلاث مرات وهي بنت التسع سنوات. هكذا تدرجت مريم في الحفظ من سطر إلى آية ثم ثمن ثم ربع ثم حفظت بالنصف ثم بالحزب. الطفلة التي شدت انتباه كل من كان حاضرا بمسرح محمد الخامس في ليلة القرآن بداية الأسبوع الماضي منذ اعتلائها المنصة قالت من خلال شريط قصير حول حياتها عرض بالمناسبة المذكورة إنها تتمنى أن تكون في المستقبل عالمة وداعية إلى الله. كما أتحفت الطفلة الحضور بصوتها الشجي والرقيق بآيات بينات مما تحفظ من الذكر الحكيم. مريم التي رأت النور سنة 2002 والتي بدأت الحفظ بالسمع قبل أن تتعلم القراءة والكتابة بالمنزل أيضا، اعتمدت على المصحف للحفظ بشكل مضبوط وبقواعد التجويد بالتلقي من السيدة حبيبة التي اشترت لها المصحف بقواعد التجويد والتي قالت بأنها حفظت بكل سهولة عبر الاستماع ثم إعادة الاستظهار على حبيبة. من بين الآيات التي تؤثر أكثر في طفلتنا مريم آيتي "إن هذا القرآن ليهدي للتي هي أقوم" وقوله تعالى "وعباد الرحمان اللذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما "، كما أن الحافظة الصغيرة تحب أن تراجع القرآن مع المقرئ المغربي العيون الكوشي الذي يضبط قراءة ورش ويعجبها مقرئين آخرين يقرؤون برواية حفص تحاول تقليدهم في التلاوة.