يتصل اللعب اتصالا مباشرا بحياة الاطفال,أكثر من غيرهم حتى انه يشكل محتوى حياتهم وتفاعلهم مع البيئة, وبذلك يصبح اللعب اداة انماء لشخصية الاطفال وسلوكهم. واللعب في سنوات الطفولة وسيط تربوي يعمل على تشكيل الطفل في هذه المرحلة التكوينية الحاسمة من النمو الانساني. وحتى نتمكن من ربط اللعب بنوعية النماء في شخصية الاطفال فانه ينبغي ان ينوع بحيث يشتمل على اشكال مختلفة تغطي احتياجات النمو عندهم, بحيث تصمم الالعاب في مرحلة رياض الاطفال لمواجهة الاحتياجات الحركية والانفعالية والعقلية الاجتماعية والنفسية والتعليمية وغير ذلك من مهارات. والواقع أن للعب تعريفات عديدة،وعلى الرغم من تعدد هذه التعريفات في الصياغة والمفهوم فان جل هذه التعريفات يربطها خيط مشترك من الصفات وهي: الحركة, النشاط والواقعية. وقد رأينا منذ الجزء الأول من هذه المقالات أن المعاجم العربية الثراثية ك”الصحاح”، ومحيط “الفيروزأبادي” والمحكم و”تاج العروس” و”لسان إبن منظور” وموسوعة “آل البستاني” على انه فعل يرتبط بعمل لا يجدي، ولا طائل تحته او بالميل إلى السخرية, والدعابات والمواقف الهزلية بل هو نشاط ضد الجد والحزم، يعتقد فيه هؤلاء المعجميين قدماء وجدد، ما ظل يعتقده الشاعر الحداثي القديم أبي تمام حبيب بن أوس الطائي، في حد السيف، الذي هو في واقع الأمر لديه، حد بين لعب وهزل المنجمين، وبين حزم وجد وبأس عساكر المعتصم. وتعريف اللعب حسب قاموس علم النفس يكمن في كونه نشاط يقوم به البشر بصورة فردية او جماعية لغرض الاستمتاع دون اي دافع آخر.أما حسب النظرية المعرفية، والتي تألقت في منتصف النصف الأخير من القرن الماضي، تحت الضربات الأولى التمهيدية للشيخ “غاستون باشلار” فان اللعب هو النشاط الحركي الذي يعمل على نمو الفرد العقلي, فاللعب والنشاط الذي يقوم على الحركة والتمثيل الرمزي والتمثيل الخيالي والتصور الذهني والرسم يعتبر عملية اساسية لانماء العقل والذكاء عند الاطفال . ومن المتفق عليه ان اللعب نشاط حر موجه او غير موجه, يكون على شكل حركة او عمل يمارس فرديا او جماعيا ويستغل طاقة الجسم الحركية والذهنية. وهو نشاط تعليمي ووسيط فعال يكسب الاطفال الذين يمارسونه ويتفاعلون مع انواعه المختلفة دلالات تربوية انمائية لابعاد شخصيتهم العقلية والوجدانية والحركية. واللعب يظهر باشكال مختلفة ومتنوعة, نتائجه غير ظاهرة للعيان ولا يمكن حصرها, وهنالك اتفاق حول عناصره العامة: فللعب دوافع داخلية, فالأطفال يلعبون نتيجة دافع داخلي وليس نتيجة ضغط خارجي. واللعب أيضا متعة للاطفال حيث يسعد ويفرح الاطفال بنشاطاته المختلفة. والحق، كما تقدم فأن اللعب يعد عاملا مهما جدا في عملية تطوير الاطفال وتعلمهم, فاستعمال الاطفال لحواسهم مثل الشم واللمس والتذوق يعني انهم اكتسبوا معرفة شخصية, هذه المعرفة التي لا يمكن ان تضاهيها المعرفة المجردة التي قد تأتي للاطفال من خلال السرد والتعليم. فاللعب يعطيهم فرصة كي يستوعبوا عالمهم وليكتشفوا ويطوروا انفسهم ويكتشفوا الاخرين ويطوروا علاقات شخصية مع المحيطين بهم, ويعطيهم فرصة تقليد الآخرين. فمن هنا نجد انه لا يمكننا ان ننقص من اهمية اللعب في اكساب الاطفال مهارات اساسية في مجال العلوم الاجتماعية والرياضيات, اللغة, الفنون والعلوم. ولا ننكر اهمية اللعب في صقل شخصية الطفل وربط تجربة اللعب مع وظائف عديدة منها القدرة على استعمال الادوات والرفع من مستوى المعجم اللغوي وتأهيل التطور اللساني لدى الأطفال وخدمة الدفق العاطفي ، وما يستلزمه من تمرينات على حل المشاكل، وتداريب على القدرة لمواجهة المصاعب، وتنمية التطلعات المستقبلية من خلال الرفع من توازنات التجريدات الأولية للطفل، وتنشئته على العمل المشترك والمهارات الاجتماعية والنضج العقلي . اللعب فيه ... وفيه اللعب التمثيلي الدرامي: على غرار “البوليس والشفارة” يعتبر اللعب الدرامي التمثيلي على جانب كبير من الاهمية بالنسبة للاطفال,على غرار اللعبة الشهيرة لدينا، نحن أطفال السبعينات “البوليس والشفارة” حيث كنت أفضل بكل براءة أن أكون ضمن صفوف “الشفارة” لما أجد من لذة في الجري ورائي، ومطاردتي. فمن خلال اللعب التمثيلي الدرامي يتعلم الاطفال تكييف مشاعرهم من خلال تعبيرهم عن الغضب والحزن والقلق, ويتيح لهم فرصة التفكير بصوت عال حول تجارب قد تكون ايجابية او سلبية. ويرتكز اللعب الدرامي على تعاون معقد بين الجسم والعقل, فالطفل لا يستعمل دماغه وصوته فقط بل يستعمل جسمه كله اثناء اللعب. ويعتبر هذا النوع من اللعب من ابرز انواع اللعب لدى اطفال الروضة في هذه المرحلة من العمر. فنرى ان ركن المنزل وركن الطبيب والدكان وغيرها من مراكز في الروضة هي على جانب كبير من الاهمية من اجل القيام باللعب التمثيلي. لذا وجب علينا اثرائها بالاثاث والادوات والمواد اللازمة لنتيح الفرصة للطفل باللعب بها والقيام بالعاب التظاهر والادوار المختلفة, وتمثيل كل ما يعرفه الطفل عن الناس والاحداث من حولهم, وعن مواقف سبق لهم ان خبروها مما يتيح الفرصة للطفل لفهم نفسه وفهم العالم من حوله بطريقته الخاصة. فالطفل يحاول ان يعيش الكثير من التجارب بخياله فهو يعبر من خلال هذه المراكز عن مشاعره, احاسيسه, انفعالاته وافكاره, فيخطط لمواقف ذات علاقة به او بعائلته او بالبيئة المحيطة به, ويوزع الادوار مع الاطفال الآخرين, مما يكسبه مهارة التخطيط وتوزيع الادوار وحل المشاكل, كما ويتعلم العديد من المهارات الاجتماعية كالمشاركة والتعاون والمساعدة . وتؤكد الدكتورة مريم مرعي ، في كتابها الرائد “التربية في سنوات الطفولة المبكرة” أن فوائد اللعب التمثيلي، تتلخص في تسعة نقاط 1- يساعد اللعب التمثيلي الطفل على فهم وجهات نظر الاخرين من خلال ادائه لدورهم, كأن يقوم بدور الاب او الطبيب او المعلم, وهذا ما يساعده على القيام ببعض الادوار في المستقبل. 2- يعد اللعب التمثيلي متنفسا لتفريغ مشاعر التوتر, القلق, الخوف والغضب, هذه المشاعر التي يمكن للطفل ان يعاني منها. 3- يعد اللعب التمثيلي من الالعاب الابداعية وهو وسيط هام لتنمية التفكير الابداعي عند الاطفال, فهو ينطوي في الاساس على الكثير من الخيال والتخمين والتساؤلات والاستكشاف. 4- يؤدي اللعب التمثيلي في حياة الطفل وظيفة تعويضية, تتمثل في تنمية قدرة الطفل على تجاوز حدود الواقع وتلبية احتياجاته بصورة تعويضية, فاذا مثل هذا اللعب يكون بديلا للواقع والشعور بالاكتفاء. 5- يساعد اللعب التمثيلي الطفل على فهم الشخصية التي يلعب دورها, مما يسهم في تغلبه على مخاوفه واحباطاته, فمثلا عندما يمثل دور الطبيب فان ذلك يساعده في تغلبه على خوفه من زيارة الطبيب. 6- يساعد اللعب التمثيلي في تطوير المهارات الجسمية من خلال استعمال الطفل للادوات والاجهزة المتوفرة في الركن الذي يلعب به والتي بدورها تعمل على تنمية مهارة التحكم بالعضلات الدقيقة ومهارة التآزر البصري وكذلك التمييز البصري. 7- يتعلم الطفل خلال اللعب العديد من المهارات الاجتماعية كالمشاركة والاصغاء والانتظار والتعاون والمساعدة. 8- يكتسب الطفل مهارة التخطيط وتوزيع الادوار وحل المشاكل. 9- يثري اللعب التمثيلي معلومات الاطفال وفهمهم للعالم من حولهم, فهم يقومون بفحص واكتشاف بيئتهم بشكل مستمر, فسماعة الطبيب مثلا توفر الفرصة للاطفال للاستماع الى دقات القلب, والاستماع الى اصوات موجودات اخرى في بيئتهم, كما ان وجودها يثير لديهم تساؤلات عدة حول كيفية عملها. اللعب التعبيري الفني : “قال ليكم عمي علي إسكتوا “ تقوم لعبة “قال ليكم عمي علي إسكتوا” أي إصمتوا على الإمتناع عن التفوه بالكلمات ، وتعويضها بالحركات، وقد أجزم قاطعا ، وأنا أكتب هذه المقالة الثالثة للمراكشية، حول ألعاب زمان وطفولة زمان، أن هذه اللعبة في مراكش وفاس كانت وراء تألق مواهب في المسرح والتمثيل المسرحي وتطور الحركات الميمية. أتذكر وأنا طفل صغير ما بين الخامسة والسابعة، كيف كانت “جميلة” وهي طفلة تكبرنا جسما ومكرا، تقول بنبرة ديكتاتورية “قال ليكم عمي علي إسكتوا” فتنزل علينا الساكتة، إلا من حركات ميمية بسيطة أو معقدة. ومن خلال عقلي الطفولي، طالما كنت أتساءل من هو هذا الرجل، “عمي علي” الذي ينزل بنا هذه الأحكام السالبة للحق في الكلام، ويحرمنا لساعة أو ساعتين من صناعة العبارات البريئة والشيطانية، من خلال ناطقته الرسمية “جميلة”، غير أنني لاأجد جوابا. ومع توالي الأيام، فهمت أن هناك أسماء لأشخاص لاتوجد إلا في الأدمغة، فعلى سبيل المثال لا الحصر،أولائك الذين كانت ترتعد لهم فرائصنا الصغيرة، مثل “شيخ البير” و”لا لا رحمة الله”، و”بوخنشة” ثم بعد ذلك الشخوص الأخرى التي تعرفنا عليها عن كثب من خلال حكايات الجدات والأمهات من قبيل “حديدان” ومعيزة القبور، وعيشة قنديشة، والقط الأسود المسكون بنار العفاريت الزرقاء” والواقع أن الالعاب الفنية تتمثل في النشاطات التعبيرية الفنية التي تنبع من الوجدان, التذوق الجمالي والاحساس الفني. حيث يمارس الطفل انشطة فنية مختلفة كالرسم والتلوين, التلصيق, الغناء والموسيقى. حيث تفسح هذه الانشطة للطفل فرصة التعبير عن مشاعره بحرية وابداع دون قيود. وتتمحور أهداف اللعب الفني التمثيلي حسب الدكتورة السيدة مريم مرعي أنه خلال اللعب الفني يجرب الطفل استخدام العديد من المواد والخامات مثل المعجونة (الملونة), الطين, الصمغ, المقص واقلام التلوين، مما يساعده على اكتشاف خصائصها. كما أن هذه المواد التي يستعملها الطفل تساعده في تنمية عضلاته الصغيرة وانامله, وبالتالي يصبح اكثر استعدادا لعملية الكتابة، وتفسح هذه الالعاب والانشطة أمام الطفل فرصة التعبير عن مشاعره بحرية وابداع وتعزز صورته الايجابية عن ذاته، وتزداد ثقة الطفل بقدراته عندما ينجز نشاطه الفني ويعرضه على الطاولة المخصصة لعرض اعمال جميع الاطفال بدورها هذه الطاولات تساهم لديه في تنمية التذوق الجمالي. ويمنح اللعب الفني الطفل الفرصة والوسيلة للتعبير عن الذات,وعن المتخيلات وعن اللاشعور ويفسح المجال امامه للتنفيس عما يختلج في وجدانه وتفريغ طاقاته بصورة ايجابية,وسليمة وقد يكون وسيلة للكشف عن مشاكل كبيرة يعاني منها الطفل، مثل البوادر الأولية للعنف، والقسوة المرضية والتطرف الذوقي والجمالي، والنزوع نحو السادية أو المازوشية. ” كيس كيس النحلة” وتطور اللعب الذهني التركيبي تحمل عبارات ” يا كيس كيس النحلة يا بورجيلة وحدى” بالأضافة إلى مغازيها البدنية، الرامية إلى تنمية العضلات الكبيرة، والتنشئة على حفظ التوازن برجل واحد، تحمل مغزى آخر ، يكمن في التضامن مع المعاق، والتعايش مع الإعاقة، ومعرفة خصوصيات ذوي الحاجة من المقعدين وغيرهم، وهي لعبة على بساطتها وسذاجتها فقد كانت في حمولتها التربوية ترتفع بالصغار نحو الشموخ الإنساني وتنزل بهم إلى قرارة التآخي مع الإنسان كيفما كانت حالته الصحية والبدنية وتقوية حب الاستطلاع والحماس لدى الاطفال. . تقول الدكتورة مريم مرعي أن اللعب التركيبي ينمو مع مراحل نمو الطفل المختلفة, فهو في البداية يقوم بعملية التركيب او وضع الاشياء بجوار بعضها, واذا ما شكلت هذه الاشياء نموذجا مألوفا فانه يشعر بالسعادة والبهجة. لكن في مرحلة متقدمة يقوم باستخدام المواد بطريقة محددة ومعينة وملائمة في البناء. ويتطور اللعب التركيبي لديه ليصبح نشاطه اكثر جماعية وتنوعا وتعقيدا. ركن البناء والتركيب يحتاج الى مكان فسيح ومحدد بحدود لكي يشعر الطفل انه موجود في المنطقة، وتقوم أهداف اللعب التركيبي على تسعة أسس . يتعلم الطفل من خلاله مهارات ذات علاقة لتنمية تفكيره العلمي مثل: المقارنة, التنبؤ, الملاحظة والتحليل, ومفهوم مبدأ التوازن. كذلك يميز الطفل التشابه والاختلاف بين الاشكال ويبتكرون انماطا من البناء، كما يتعلم الطفل مفاهيم اساسية في الرياضيات, مثل التصنيف, التسلسل, الاطوال, المساحة, الاعداد والاجزاء،ويسهم في النمو اللغوي والاجتماعي للطفل, فتزيد مقدراته اللغوية وتتعدد وظائفها وتتطور مهارته في المحادثة والحوار وثم بعد ذلك في الحجة والإقناع، ويغتني قاموسه ويتعمق لديه الشعور بنشوة الانجاز اثناء اللعب مما ينمي ثقته بنفسه ويعزز صورته الايجابية عن ذاته.وعند اشراك الطفل مع مجموعة اثناء اللعب فانه يتعلم العديد من المهارات الاجتماعية كالمشاركة, التعاون واحترام عمل الآخرين، وتقدير مجهوداتهم .وأخيرا يساعد هذا اللعب على تنمية قدرة الطفل على التخطيط, لان هذه الالعاب تساعد الأطفال على الانتقال من مرحلة البناء العشوائي الى مرحلة التخطيط لاعمالهم. اللعب الاجتماعي : من “فريقة ديال الكرة” إلى المخيمات . هي في الواقع،العاب وفق قواعد وقوانين مقررة سلفا. على الطفل السلوك وفق هذه القواعد, والانصياع للقوانين والتحكم باعماله وردوده. هناك احكام لعب متبعة او موصى بها من قبل المنتج, لكن يمكن للمربية او مجموعة الاطفال تغييرها وملاءمتها لاحتياجاتهم. هناك ثلاثة انواع العاب شائعة: ألعاب الحركة، القائمة على الجهد العضلي والحركات المتتابعة والخفة الجسمانية طاب الفول, الغميضة وحريقو و”السركوس” أو”الجانطا” و”فريع الشبكة” وكرة القدم وغيرها.وألعاب التركيز والاعتماد على الذكاء، والبلي, والدومينو و البينو والمالة وما شابه ذلك.ثم ألعاب الحاسوب الحالية خاصة الهادفة ، وليست تلك التي تدمرالآثار والمساجد والمعابد ومنازل المساكين أو تقتل الفلسطينيين أو الهنود الحمر . والحق أن مثل هذه الألعاب شكلت شخصية الكثير من أطفال السبعينات والثمانينات،قبل ظهور تداعيات الثورة الإليكترونية، وعملت على تعميق معارفهم بالعالم الخارجي، كما شكلت المخيمات دورا أساسيا في تقوية ملكات الإبداع والذوق، وتربية الناشئة على الانصياع للقوانين والعمل بحسب الإرشادات.،والتوجيهات وتدريب الصغار على الصبر والانتظار بالدور، وممارسة الرياضات الهادفة إلى تنمية العضلات الدقيقة والعضلات الغليظة كالسباحة، والقفز وسلالم وحبال التسلق ومختلف ألعاب القوى،. إضافة إلى كون هذه المخيمات دفعتنا نحن الصغار من بعد ذلك، إلى اكتساب قيم اجتماعية مثل المشاركة, الاحترام والتواصل، ويدفعه إلى التخلي عن الانانية والتمركز حول الذات,والفردانية المرضية، والتوحد، والتماهي مع قواعد السلوك والقيم والاخلاق والقيادة والمسؤولية والقدرة على تقبل الفشل. وغيرها.يساهم في تنمية النمو اللغوي والاجتماعي للطفل، وتحضرني بعد أن قرأت التعليق اللطيف للأستاذ عبد الله بابو على صفحات بريدي الإليكتروني، تحضرني الكثير من المسائل التربوية التي عمل جيل الأستاذ على توطيدها، في نفوس وأذهان الصغار، وبالمناسبة لايمكنني إلا أن أقدم ألآف الزهرات وملايين التحيات لأمثال هذا المعلم الشامخ، والمدرب الرائع، ولأنداده من الرواد التربويين على ما قاموا به خلال مراحل المخيمات الصيفية والربيعية التي أسسوا لها من إبداعات تربوية للعب الإدراكي واللعب البنائي رغم هزالة الإمكانيات آنذاك . وتضيف الصديقة الدكتورة مريم مرعي أن اللعب الإدراكي يعتبر ذو أهمية كبرى في تنمية شخصية الطفل في مختلف جوانبها, كما تؤكد أنه عند تنظيم مركز الالعاب الادراكية على المربية أو المربي انتقاء زاوية ملائمة للتركيز وللإنتباه وانجاز عمله بهدوء. وتوفير فضاء مواتيا لممارسة اللعب، ومحمي وصحي، لكي يمارس بداخله الاطفال أنشتطتهم الإدراكية والترفيهية , وان تكون رفوف الالعاب قريبة وفي متناول يد الاطفال وكذلك ان تكون سليمة وكاملة وغير مكسورة. وقد يكون اللعب الادراكي فردي او جماعي. وقد يتعلم الطفل العديد من المفاهيم الرياضية , مثل التطابق, التسلسل والتجميع، وتساعد هذه الالعاب في تنمية مهارة التآزر البصري وتكريس شعور الطفل بالنجاح والانجاز والرفع من مستويات التجريد لديه، وتقوية ثقته بنفسه كما يسهم اللعب الإدراكي في تنمية نموه اللغوي والاجتماعي من خلال مشاركة الاخرين له، كما أنه خلال اللعب يتعرف الطفل الى طبيعة الاشكال وماهية الالوان ومغزى الاوزان وأبعاد الاحجام وما يميزها من خصائص مشتركة وما يجمع بينها من علاقات، أو ما يباعد بينها ويجعلها مختلفة ومتباينة فيما بينها.