جمعت بين الحسنيين:حفظ القرآن والتفوق الدراسي. ترجو زيارة الديار المقدسة وأمنيتها أن تصبح أستاذة جامعية. صغيرة لكن عصاميتها كبيرة وآخر كتاب قرأته هو «الفتاوى الكبرى» لابن تيمية. فازت بثلات مسابقات إقليمية في الحفظ والقراءة بالمغربية والمشرقية. فرح البقالي من مواليد 1998 صغيرة السن وكبيرة في العطاء، كيف لا وهي حاملة لكتاب بالله تعالى، بدأت المشوار وسنها لا يتجاوز 7 سنوات، وختمته بعد 3 سنوات. اعتمدت فرح برنامجا يوميا يمزج بين مراجعة الدروس والحفظ، وتتوجه مباشرة إلى المسجد على الساعة الخامسة بعد الزوال. تقوم بمراجعة أسبوعية تتمثل في عشرة أحزاب، ومراجعة يومية تقتصر على خمس أحزاب. ولا يؤثر برنامج حفظ القرآن على التحصيل الدراسي لفرح فهي الأولى في الترتيب الدراسي، وفي أيام الدراسة تعمل على تقسيم وقتها بين الدراسة وحفظ القرآن الكريم، إذ تقوم بحفظ القرآن الكريم بعد صلاة المغرب، ومن صلاة المغرب إلى حدود صلاة العشاء، وحتى بعد صلاة الفجر، أما وقت الدراسة والواجبات المدرسية، إما بعد وقت صلاة العشاء، أو في أوقات الفراغ، من الساعة 12 إلى الثانية بعد الزوال. عاشت فرح فرحتها الكبيرة حين ختمت حفظ القرآن. وتقول فرح إن بيتها تعمه السكينة والتعاون، إذ إن إنجاز التمارين والمراجعة اليومية تتم بشكل جماعي، فيقوم كل فرد من الأسرة بمراجعة الدروس مع أحد الإخوة الصغار. حين طلبت منها «التجديد» قراءة ما تيسر لها من القرآن وقع اختيارها على قوله تعالى:»يا أيها الناس اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون، واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك بين الله لكم آياته لعلكم تهتدون»، وعلقت بصوتها الجميل، بأن تلك الآيات تمثل الكثير لها. وتضيف أنها تحب الاستماع لكل من الشيخ طالب محمد والعفاسي. اهتمام فرح منصب على قراءة القرآن وتجويده، كما تحب قراءة الكتب الدينية والقصص القصيرة، والكتاب الأخير الذي قرأته هو كتاب الفتاوى الكبرى لابن تيمية، وهذا لا يمنعها من متابعة بعض البرامج التلفزية مثل فضفضة ومواهب في تجويد القرآنس. ترعرعت فرح في الوسط العائلي، ساعدها كثيرا على حفظ القرآن، فالأب هو المشرف على أحد الكتاتيب لحفظ القرآن الكريم بالخميسات، أخوه الأكبر حامل لكتاب الله ثم أختها الكبير أيضا، وفرح هي ثالث إخوتها، والأخ الآخر هو في طور إتمام القرآن. تقوم رفح بمساعدة والدتها في أشغال البيت، وتحلم بان تؤدي مناسك الحج، وتصبح أستاذة جامعية إن شاء الله. الأب الذي يفرح عندما يشاهد فرح وهي التي لم تكمل 13 سنة، يشرف على كتاب ويستفيد من حفظ القرآن حوالي 117 طفل، موزعين على مجموعات منهم من يحضر بشكل يومي ومنهم من يحضر مرة في الأسبوع. الحفظ بالمسجد مختلف كثيرا على الحفظ بالبيت، حسب أب فرح الذي يؤكد على ضرورة أن يستمع الأطفال بتوازن ما بين الحفظ واللعب ومراجعة الدروس. فرح شاركت في عدة مسابقات، واحتلت الرتبة الأولى 3 سنوات متتابعة على الصعيد الإقليمي سواء في حفظ 60 حزب أو 5 أحزاب بالطريقة المشرقية أو 5 أحزاب بالطريقة المغربية. فرح مثال للابنة التي استطاعت بتوفيق من الله عز وجل من إتمام القرآن في 3 سنوات، وساعدها ذلك على التفوق الدراسي، واحتلال الرتبة الأولى دراسيا، فضلا على أن باقي أفراد العائلة في نفس الرتب تقريبا. إنها مثال الأسرة الربانية التي استطاعت التغلب عل كل تحديات الحياة. جد فرج عالم كبير حامل لكتاب الله، فهي تمثل أحسن خلف لأحسن سلف، تتكلم بثقة في النفس، ولها شخصية قوية وكيف لا والرسول صلى الله عليه وسلم قَالَ: «خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ». رواه البخاري إن فرح مثال من فاز بالحسنيين: حفظ القرآن والتفوق الدراسي.