قال مصطفى سلمى ولد سيدي مولود «أتمنى من الصحراويين أن يقنعوني اليوم أن المغاربة هم أعدائي»، وذلك في إشارة إلى جبهة البوليساريو. وأضاف في تصريح ل«الاتحاد الاشتراكي» أمس الاثنين، على هامش زيارة وفد حقوقي له بالعاصمة الموريتانية نواكشوط، «لم أدرف دموعا قبل هذا اليوم، كما فعلت حين علمت أن من بين أفراد الوفد أسيرا سابقا لدى «البوليساريو» قدم للتضامن معي في محنتي». قال مصطفى سلمى قائلا «اعتز اليوم، كون من بين أعضاء هذا الوفد رجل كان أسيرا لسنوات لدي، وهو الآن يعاملني معاملة جيدة، ويتضامن معي أكثر من أهلي هناك بالرغم من ما تلقاه من معاملة سيئة لدى «البوليساريو». وكان من بين أعضاء الوفد المغربي «ائتلاف وطننا»، الذي يضم كل من عائشة لخماس عن اتحاد العمل النسائي، ونعيمة المشرقي عن الائتلاف المغربي للثقافة والفنون وعبد العالي مستور، عن النسيج المدني لمواكبة الاصلاحات الديمقراطية، عبد الله لماني، عن «النجمة الخضراء»، الذي كان أسيرا لدى جبة البوليساريو لأزيدم من 15 سنة. وأضاف ولد سلمى، في حديثه للجريدة، «كفى من مزايدة الأطراف الأخرى على المغرب بخصوص ملف حقوق الانسان، وعليهم أن يتوقفوا عن التناقض في التعامل مع هذا الملف، وأن يبادروا، بالضغط من العالم بأسره، بأن يبذلوا جهدا للحفاظ ولضمان الحقوق الإنسانية البسيطة لبني البشر، مؤكدا «أن من بيته من زجاج لايجب ان يرمي الآخرين بالحجارة». وقال في هذا السياق، «سأواصل اعتصامي المفتوح في الشارع أمام مكاتب المفوضية السامية للاجئين التابعة للأمم المتحدة إلى أن تتم تسوسة وضعيتي وتمكيني من لقاء أبنائي»، وهي يشير مصطفى سلمى «أبسط حقوقي الانسانية التي لن أتنازل عنها» مضيفا «أنه يجب على كل المنظمات الأممية والانسانية والحقوقية أن تتحمل مسؤليتها لأجل مساندتي في ايجاد حل لوضعتي الحالية التي أصبحت، يقول، «انسانية أكثر منها سياسية». وأكد مصطفى ولد سلمى، أن «الأبناء أولا»، في اشارة الى رغبته من تمكينه من العودة إلى أرضه في منطقة «امهيريز» الخاضعة لسيطرة جبهة «البوليساريو» لأجل لقاء أبنائه، ثم بعدها «احترام حقه في ابداء الرأي بكل حرية». وبالموازاة، قال عبد العالي مستور، رئيس «منتدى المواطنة»، في تصريح مماثل ل«الاتحاد الاشتراكي»، «أننا كنا خلال هذا اللقاء، أمام رجل مسالم، يؤمن بالحل السلمي للقضايا العالقة، ويمتاز بوضوح الرؤية كما أنه يتمكن من معرفة شاملة للمنطقة ويتميز بتحليل موضوعي وعقلاني لما يجري بها. وقال مستور، أنه فور عودتنا الى المغرب سنقوم بدعوة المجتمع المدني المغربي لأجل إطلاق حملة تضامن دولية مع مصطفى ولد سلمى من أجل تمينه من العودة إلى أبنائه والاهل، ودفع المفوضية السامية للاجئين التابعة للام المتحدة في العاصمة الموريتانية أن «تصلح خطأها»، كونها «تريد آن تغير وضع ولد سلمى من لاجئ في «جبهة البوليساريو» إلى لاجئ في «فنلندا»، الامر الذي يرفضه ونسانده في رفضه هذا». قام منتدى دعم مؤيدي الحكم الذاتي بتندوف بتنظيم زيارة ميدانية إلى معتصم مصطفى سلمى ولد سيدي مولود أمام مقر المفوضية السامية لغوث اللاجئين بموريتانيا، وقد جاء تنظيم هذه الزيارة كشكل من أشكال تضامن منتدى فورساتين مع المناضل مصطفى سلمى في الدفاع عن قضيته العادلة والمشروعة، وكمؤازرة لصوت من أصوات الحكم الذاتي في الخارج . وقد شارك في هذه الزيارة التضامنية بالإضافة إلى منتدى دعم مؤيدي الحكم الذاتي بتندوف كل من السيد إبراهيم الجماني عن لجنة العمل لأجل إطراق سراح مصطفى سلمى سيدي مولود، والآنسة للا فاطمة الإسماعيلي عن عائلة مصطفى سلمى، وكل من السيد عبد المجيد بلغزال والمحامي السيد سعيد البكري عن المنظمة المغربية لحقوق الإنسان. واستمر برنامج التضامن من الساعة الثامنة صباحا إلى حدود السابعة مساء، وقد ارتكزت فكرة اليوم التضامني على الاضطلاع عن قرب على محنة مصطفى سلمى وظروف اعتصامه في العراء، من خلال تمضية يوم كامل إلى جانبه للوقوف على طبيعة الأجواء اليومية التي يعيشها ولد سيدي مولود. وقد كان دليلنا في الرحلة السيد محمد الشيخ الأخ الشقيق لمصطفى سلمى الذي يقف على احتياجات أخيه اليومية ويؤازره في الدفاع عن قضيته . وبالتحاقنا بمكان الاعتصام وجدنا مصطفى سلمى مستيقظا وفي أتم نشاطه، واستقبلنا بالابتسامة التي لم تفارق محياه طوال مدة لقائنا به وإلى أن غادرناه، مبديا معنويات عالية ومفعما بالثقة وهو يجيب على أسئلتنا حول ظروف اعتصامه وجديد تفاوضه مع المفوضية السامية لغوث اللاجئين، وقبل ذلك ملابسات اعتقاله من طرف جبهة البوليساريو وكيفية تسليمه لعناصر المفوضية، وقد أجابنا عن كامل أسئلتنا دون كلل أو ملل. واتهم مصطفى سلمى في حديثه عن تجربته مفوضية اللاجئين بالتماطل في حل قضيته وبالتواطؤ مع جبهة البوليساريو في نفيه، مؤكدا أنه لم يتصل بالمفوضية لطلب اللجوء، وإنما هي من اتصلت به، وتسلمته من قوات عسكرية، وحررت ميثاق تسلمه من شخص يشغل مهمة دركي بالبوليساريو يدعى البخاري عالي، دون تحديد صفة لمصطفى سلمى في ميثاق التسليم، وهو ما يتنافى مع القوانين والأعراف الدولية. كما أوضح مصطفى سلمى أن المفوضية استدعته إلى مكتبها وأطلعته على قرار من وزارة الخارجية الجزائرية يقضي بمنعه من دخول الجزائر، رغم أنه لاجئ وحامل لبطاقة تعريف صادرة عن البوليساريو التي قلل من أهمية وجودها ما دام أنها ليست ذات سيادة على أراضي تدعي أنها تقيم دولة عليها. وقد حملنا المناضل مصطفى سلمى رسالة رجاء إلى كافة الجمعيات الحقوقية والمدنية والمنظمات الإنسانية ووسائل الإعلام الوطنية والدولية بالوقوف إلى جانبه للدفاع عن شرعية قضيته والالتحاق بأبنائه، ومناشدا بمساندته كشخص لا حول ولا قوة له أمام تسلط وجبروت الدول التي تساوم في حقه الدفاع عن قضيته وتحرمه اللقاء بعائلته، مبرزا في الوقت ذاته أن المفوضية السامية لغوث اللاجئين لعبة بيد اللوبيات التي تساهم في ميزانيتها، وأنها تحرك الملفات بناء على مصالحها، دون مراعاة الجانب الإنساني المفروض التزامه في منظمة إنسانية، مستدلا بضغط اسبانيا على المفوضية باعتبارها مساهما رئيسيا ومهما في ميزانيتها، ما حداها على حثها بعدم تقديم طلب لها بخصوص لجوء مصطفى سلمى إليها، نظرا لما سيخلقه الطلب من مشاكل لها مع أطراف نزاع الصحراء، وهو ما يكرس معاناة مصطفى سلمى الذي يسعى إلى اللجوء في اسبانيا البلد القريب من منطقة الصحراء، والبلد الذي يتيح صلته بأقاربه وذويه سواء بمخيمات تندوف أو الأقاليم الصحراوية. وقد قال مصطفى سلمى بأنه لا يعاني من مشكل مع اسبانيا التي سبق له أن زارها غير ما مرة، وتحصل في مرات عديدة على تأشيرات دخولها، وهو من الصحراويين المسجلين باللوائح الإسبانية، كما أن والده من حاملي الجنسية الإسبانية، وهي شروط تساهم في التعجيل بقبول لجوئه بإسبانيا. إلا أن اسبانيا تسعى لغير ذلك، ما يجعله ضحية لمؤامرات وحسابات دولية لا علاقة له بها، ولا يملك القوة لمجابهتها، محذرا من مغبة التحركات الجزائرية التي تسعى دوليا للدفع به للعودة إلى المغرب في أقصى وقت ممكن، نتيجة الحرج الذي يسببه لها وللبوليساريو، وهو ما أكد أنه سيقف في مواجهته بكل الطرق والوسائل الممكنة، إلى حين تحقيق رغبته في العودة إلى مخيمات تندوف والالتحاق بعائلته وأبنائه، وتعريف الصحراويين بمبادرة الحكم الذاتي كخلاص وحيد للصحراويين من شتاتهم ومعاناتهم، وهو هدف يصر مصطفى سلمى على بلوغه ما لم يقتل أو يمت دونه. وقد تميز اليوم التضامني مع مصطفى سلمى بحضور عناصر صحراوية من مخيمات تندوف جاءت لتصل رحم مصطفى سلمى، وبين الفينة والأخرى كان يحضر بعض الموريتانيين سواء من الصحفيين أو المدنيين، وحتى أحيانا كان يقطع جلسات الحوار بعض الفضوليين ممن قرؤوا اللافتات المعلقة بمكان الاعتصام وأرادوا أن يتعرفوا إلى صاحب الاعتصام وأسباب اعتصامه. إن اليوم التضامني مع مصطفى سلمى، كان محاولة لتسليط الضوء على ظروف اعتصام المناضل الصحراوي عن قرب، والوقوف على الظروف المحيطة باعتصامه، وجديد مجريات تفاوضه مع المفوضية السامية لغوث اللاجئين، ومناشدة كافة الضمائر الحية إلى التكاثف لإنصاف قضيته العادلة ولبعث رسالة إلى المنتظم الدولي للضغط على المتاجرين بلجوء مصطفى سلمى. كما أنها دعوة نوجهها اليوم نحن منتدى دعم مؤيدي الحكم الذاتي بتندوف إلى الجمعيات الحقوقية والإنسانية وفعاليات المجتمع المدني المغربي ، ووسائل الإعلام المغربية المقروءة والمرئية والمسموعة إلى الوقوف بجانب الرمز مصطفى سلمى ، ومؤازرته في اعتصامه بتنظيم زيارات ميدانية إلى مكان معتصمه، تشجيعا له، ومواكبة لنضالاته، وحتى نعطي للعالم أجمع صورة عن أبناء المغرب الحقيقيين الذين لا يتركون أبناءهم في الشدائد دون عون. وهي دعوة أيضا من مصطفى سلمى نتمنى صادقين أن يسعى الجميع إلى إيصالها، وأن نساهم كلنا في نشرها، ونتمنى أن نرى قريبا قوافل تضامنية مع مصطفى سلمى سيدي مولود، تهتز لها جوانب موريتانيا ويصل صداها إلى الجزائر، وترتعد فرائس قيادة البوليساريو منها، هو أمل نتمناه أن يتحقق عن قريب، لنثبت لمصطفى سلمى ولد سيدي مولود أننا لن نتخلى عنه ولن نتركه لوحده.