نواكشوط "مغارب كم": سيدي محمد طالبت منظمات حقوقية ومدنية مغربية الأممالمتحدة بالتدخل لتسوية وضع المناضل الصحراوي مصطفى سلمى ولد سيدي مولود، المفتش السابق للشرطة في "جبهة البوليساريو"، الذي يواصل اعتصامه المفتوح أمام ممثلية المفوضية السامية للاجئين التابعة للأمم المتحدة في العاصمة الموريتانية نواكشوط. وعبر وفد يمثل ثلاث منظمات مدنية مغربية هي جمعية اتحاد العمل النسائي، جمعية وطننا، ومنتدى المواطنة، زار ولد سيدي مولود صباح اليوم في مقر اعتصامه، عن شجب مواقف المنظمات الحقوقية الدولية، وكذلك المفوضية السامية لشؤون اللاجئين. واتهم الوفد مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة بالمساهمة فيما وصفه بخرق حق مصطفى سلمى في تواجده مع أبنائه في المكان الذي يختاره وضمان سلامته وأهله وحقه في الرأي، بحسب تعبيره. وفي تصريح ل"مغارب كم" قال مستور عبد العلي، رئيس جمعية منتدى المواطنة، وهي إحدى الجمعيات المشاركة في الزيارة التضامنية لولد سلمى، "نحن جئنا من اجل التضامن مع المناضل الصحراوي مصطفى ولد سلمى الذي يعتصم في هذا المكان للمطالبة بحقه في الكرامة وحقه في التعبير كإنسان"، معتبرا ذلك من أهم الأساسيات التي تكفلها كل مبادئ حقوق الإنسان. وأضاف مستور قائلا: "نحن هنا كذلك من أجل إقرار آليات السلم والتفاوض كأساس لحل مختلف المشاكل بما فيا مشكل الصحراء". من جهته ثمن ولد سيد مولود استضافة موريتانيا له كلاجئ لا يحمل أي وثائق متهما جبهة البوليساريو والجزائر بمنعه من الوصول إلى عائلته في تندوف وذلك باعتقالهم له ونفيه عن أرضه. وأجهش ولد سيد مولود بالبكاء متأثرا بزيارة الوفد الحقوقي له قبل أن يناشد جميع الأحرار التدخل للضغط على الجهات التي صادرت حقوقه في العيش مع أهله وذويه بسبب رأيه من قضية الصحراء، على حد تعبيره. واستنكر ولد سيد مولود عدم تفاعل مفوضية الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين مع اعتصامه قائلا: "لم يحدثني أحد عن وضعيتي وكأن الأمر لا يعنيهم". يذكر أن أزمة مصطفى سلمى، الذي عمل لسنوات مفتشا للشرطة في مخيمات تيندوف، بدأت العام الماضي خلال إعلانه في مؤتمر صحفي عقد في مدينة اسماره، التي وصلها في إطار الزيارات العائلية، موقفا مؤيدا لمقترح الحكم الذاتي الذي أعلنته المغرب كحل للنزاع حول الصحراء، وبعد عودته إلى المخيمات، جنوبالجزائر، اعتقل لمدة 70 يوما، قبل أن يسلم للصليب الأحمر الدولي الذي نقله إلى موريتانيا. ويطالب المناضل الصحراوي، المعتصم منذ 3 أسابيع، بالعودة إلى زوجته وأبنائه الثلاثة، ومن ضمنهم ابنته الرضيعة التي لم يتمكن من رؤيتها حتى الآن، وبالسماح له بنشر قناعته المتعلقة بعرض الحكم الذاتي في صفوف سكان المخيمات. يذكر أن مصطفى سلمى ولد سيد مولود كان معتقلا لدى جبهة البوليساريو بعد انشقاقه عن الجبهة وعودته إلى المغرب قبل أن تطلق سراحه نهاية العام الماضي بسبب ضغوط من منظمات دولية.