فجيج بين أمل المفاوضات وغضب الشباب المؤدي إلى العنف وأخيرا تحركت السلطة المحلية باقليم فجيج في اتجاه سليم وحكيم من أجل إيجاد مخرج للنزاع القائم بفجيج. وهكذا قام السيد عامل الإقليم باستدعاء أطراف5 قصور: زناقة، الحمام الفوقاني، الحمام التحتاني، المعيز، أولاد سليمان يوم أمس السبت للاجتماع حول الموضوع ببوعرفة. تخلف عن الاجتماع ممثلو الحمام التحتاتي (أت وداي) لاسباب غير معروفة لدى الجريدة. في هذا الاجتماع الذي لم يكن مثقلا بالبروتوكول ولهجة السلطة المعروفة، تحدث عامل الاقليم إلى الأطراف المتنازعة بنبرة منطقية خاطب فيهم وطنيتهم وغيرتهم على فجيج وعلى وحدتها واستقرار وأمن سكانها، وتغليب المصلحة العليا لفجيج دون أن يحمل أي طرف جريرة ماحصل، ودون أن يفرض أو يقترح حلا قد يحسب ضده او يفهم أنه ينحاز إلى طرف دون الآخر. كلماته خاطبت العقل والوجدان ذكرتهم بعظمة أجدادهم، وشموخ مقوماتهم، كما ذكرتهم بما هو آت، وبما ينتظر فجيج من تحديات العمل من أجل تنمية المدينة والاقليم لما فيه مصلحة سكانه أجمعين. موازاة مع هذه الروح الوطنية والتنموية، عرفت مدينة فجيج امس السبت تشنجات بين بعض شباب زناقة وشباب الحمام الفوقاني كادت أن تودي إلى مالايحمد عقباه، حيث تؤكد بعض المصادر أن بعض الشباب أراد أن يحرق خيمة المعتصمين المتواجدة بجانب مقر الباشوية، وتضيف نفس المصادر أن بعض الفلاحين من قصر الحمام الفوقاني تم منعهم من التوجه إلى أراضيهم مما دفع بالشباب الآخر إلى محاولة الهجوم عليهم، مما أشعر كل سكان فجيج أن الأسوء قادم ومن المحتمل جدا أن تنقلب الأمور رأسا على عقب بعدما كانت بوادر الانفراج تظهر في التحركات الايجابية الأخيرة. وفي نهاية الاسبوع الماضي استيقظ سكان أولاد سليمان على خبر قطع التيار الكهربائي على بعض المنازل ومنها بيت الله مسجد لودارنة، وقطع الخط الهاتفي على بعض المنازل كذلك، فوجهت الاتهامات إلى طرف دون الآخر باعتبار النزاع الدائر بفجيج بين بعض القصور، كما أن السكان لم يعودوا يشعرون بالأمن كما من قبل. هذا الأمن الذي كان ينعم به السكان منذ زمن طويل بفضل القيم السائدة في كل القصور وحرص الكل على ترسيخها في معيشه اليومي. الحادث أطلق كذلك الحديث عن وضعية الاسلاك الكهربائية والهاتفية الموجودة في كل الأحياء والقصور التي يجب إعادة النظر فيها من طرف المؤسسات المسؤولة لإعادة تثبيتها بشكل يتماشى مع مقتضيات السلامة المعمول بها في كل البقاع حفاظا على سلامة المواطنين وممتلكاتهم ومصالحهم. فالأسلاك المذكورة معرضة بسهولة إلى الإتلاف والتخريب في كل وقت وحين. وتؤمد العديد من المصادر أن فجيج أصبح اليوم تحت رحمة عناصر شابة متهورة ومندفعة، لايحكمها منطق الإنصات إلى صوت العقل والمنطق والهدوء والتروي، محكومة بمنطق غير الذي تعودت عليها الأجيال بفجيج، لاتقدر عواقب الأمور، مسيرة من طرف أفكار غريبة عن المجتمع الفجيجي تحركها عدة عوامل اجتماعية واقتصادية وسياسية وقبلية، مما يقتضي تظافر كل مكونات المدينة من ذوي النيات الحسنة، والأحزاب والجمعيات والعائلات والأسر وذوي النفوذ إلى اسئصال الداء من جذوره حتى تضمن فجيج لنفسها عنفوانها وأمنها واستقرارها وتلتفت إلى ماهو أهم من تنمية وكرم العيش لشبابها وسكانها.