انتعش سندباد الشرق من خلال رحلته إلى مدينة القنيطرة لملاقاة الكاك، ضمن فعاليات الجولة الحادية عشرة من البطولة الوطنية، و التي احتضنها الملعب البلدي، وابتسم فيها الحظ للزوار، في أولى دقائق اللقاء، بهدف أول للسينغالي *بابا توري* في الدقيقة العاشرة من بداية اللقاء، إثر اختلاط وارتباك في خط دفاع النادي القنيطري، ومن ثمة القدفة الجد مركزة للسينغالي، لم تترك أي حظ للحارس القنيطري.. هذا الهدف أعطى راحة نفسية للاعبين الوجديين، في حين، جعل لاعبي القنيطرة يقعون في فخ التسرع، والبحث بكل الوسائل عن التعديل، وهو الشيء الذي يكثر من الأخطاء، وعدم التركيز، وهو ما تبين من خلال العرض الذي قدم من طرف الكاك، خلال الجولة الأولى، رغم احتكار الكرة، والقيام بمحاولات التسجيل التي كانت دائما تصطدم بالدفاع المنظم من طرف الوجديين، وحارس المرمى الأزهري يحي؛ الذي كان رجل المباراة بدون منازع، حيث صد العديد من المحاولات الخطيرة، وهو الذي تحسن مردوده كثيرا مع مرور الدورات، ويسير في خط تصاعدي؛ بفضل التأطير من أحد أكبر أساتذة تدريب الحراس بالمغرب، الهاشمي لبرازي، إذ أصبح يلعب بهدوء، وثقة في النفس، ويتموضع بصورة جيدة داخل رقعة حارس المرمى.. المولودية الوجدية، اعتمدت على طريقة دفاعية، في حين عندما تكون الكرة عند الخصم، يرجع الكل، ومن ثم المحاولات المرتدة، والتي كانت خطيرة، وأثمرت إحداها مع قرابة نهاية الشوط الأول. وفي الدقيقة 41 عن إعلان حكم المباراة عن ضربة جزاء واضحة، بعد أن أسقط اللاعب البشيري في مربع العمليات، من طرف اللاعب القنيطري بوبو، إثر انسلال من الجهة اليسرى، والتي تكلف بتنفيذها عميد الفريق، لاعب المنتخب الوطني المحلي، محمد برابح الذي نجح في إضافة الهدف الثاني للفريق، وهي النتيجة التي انتهى عليها الشوط الأول من اللقاء الذي مر بسرعة لأن كانت فيه حركات وحملات تكتيكية من كلا الطرفين.. مع بداية الجولة الثانية، تم تغيير اللاعب البشيري، وبالتالي ظل اللاعب الايفواري كوامي رأس حرباء الوحيد للفريق، و هو ما دفع بالفريق القنيطري إلى تكثيف الهجوم، خاصة على الجهة اليسرى، عن طريق اللاعب البديل، بوخاري ياسين الذي أدخله الإطار عبد القادر يومير، بغية تسجيل أهداف، إلا أنه كان دائما يجد حارسا صلبا، اسمه الأزهري؛ الذي صد إحدى المحاولات الخطيرة، وتعتبر بمثابة شبه هدف محقق، تصدى له في الدقيقة 57 من اللقاء، من خلال رد فعل، نجده في الغالب عند الحراس الكبار؛ إثر عملية قام بها الفريق القنيطري عندما وقفت عناصر المولودية لإخراج الكرة؛ لأن أحد اللاعبين مصاب، والمحليون لم يتعاملوا بروح رياضية في هذه الحالة، وبالتالي استمرت المحاولة الفاشلة.. بعدها، وعن طريق مجموعة من الجمل التكتيكية الرائعة بين لاعبي المولودية، خاصة بين لبهيج، ورحماني، والتي كادت أن تعطي عملية واحد/اثنان، الهدف الثالث الذي ضيعه اللاعب برابح؛ الذي ظل إلى جانب خالد لبهيج محورين رئيسيين في الفريق، وشكلا النواة الفعالة، لا على مستوى الدفاع و استرجاع الكرات، ولا على مستوى بناء الهجمات، رغم الثقة الزائدة في بعض فترات اللقاء الذي انتهى بفوز ثمين بهدفين نظيفين، من قلب مصب سبو، أعطى انتعاشة لسندباد الشرق الذي كان في أمس الحاجة إليها؛ ليمحو النتائج السلبية التي لاحقته، ويبتعد عن المنطقة المكهربة، وأصبح في حوزته إحدى عشرة نقطة، نتمنى أن يضيف إليها نقطا أخرى، خاصة بملعبه في المباراة القادمة أمام الدفاع الجديدي المنتعش هو الآخر بفوز ثمين بهدفين لصفر أمام الزموريين؛ في حين بقي الكاك وحيدا في الصف الأخير، بثماني نقط، وسيرحل إلى مقابلة الفريق المسفيوي في الجولة القادمة، تحت شعار لا للخطأ. يبقى القول إن المباراة الجيدة التي قام بها الفريق الوجدي، تفسر الاستعداد الجيد للمباراة التي أعد لها صديق الأمس للكاك، عبد العزيز قرقاش خطة تكتيكية، جد محكمة، استفاد من خلال مجاراته لفريقه القديم، وأنيطت مسؤولية تطبيقها بترسانة فريقه الجديد؛ الذي صنع لاعبوه مباراة كبيرة، بكل قتالية، وأبانوا عن مستوى جيد جدا، وأصبحوا يحرزون نقطا مهمة خارج الديار، وهي طبعا نقط مستحقة لم تسرق..