مثُل اليوم الجمعة 14 فبراير 2014، في جلسة محاكمة أمام ابتدائية وجدة، الصحافي عبد الرحيم باريج الذي يتابع من طرف صحافي آخر بتهمة السب والقذف... وقد أجلت المحكمة البث في الملف إلى تاريخ: 28/ 03/ 2014. قبل هذا التاريخ، وبالضبط، يوم الخميس 30 يناير 2014، أجلت المحكمة أيضا الحكم في ملف الصحافي رشيد زمهوط ، المتابع كذلك بتهمة السب والقذف، وإهانة هيئة منظمة، ويقصد بها فرع النقابة الوطنية للصحافة المغربية بوجدة، والطرف المشتكي، هو أيضا صحافي بتوقيع من الهيئة النقابية المذكورة. هذا الذي يحدث بمدينة وجدة بين صحافيين، يعد سابقة تبقى عواقبها لحد الآن غير مريحة.. فإن كان من حق الواحد أن يدافع عن نفسه، ولو اقتضى الأمر اللجوء للقضاء، فهذا لا يعني أن نلوم الغير على اقتناعاتهم المستمدة من واقع صحافي معيش، يعني أن الواحد من الصحافيين حين يساند طرفا دون آخر، فلأن لهاته المساندة أسبابها، ذلك أن الكل يعلم ما يحدث بفرع النقابة الوطنية للصحافة المغربية بوجدة.. تكسرت أغلبية مكتب الفرع، إذ، من بين الصحافيين من جمّد عضويته، ومنهم من انسحب دون ضجة، وبينهم من بقي متفرجا... وبقيت القلة" تعبث" في العمل التمثيلي النقابي، وتتحكم في تمثيلية الصحافيين بشكل غير ناضج بالتعبير المهذب ... وهو الواقع المؤسف الذي فرض تشكيل تنظيم مضاد للاستهتار بالعمل النقابي، ويتعلق الأمر بإحدات سكرتارية الحركة التصحيحية للنقابة الوطنية للصحافة المغربية بوجدة، وقّع على توجهها قرابة 50 صحافيا، كلهم آمنوا بضرورة تصحيح طبيعة الأداء بفرع النقابة. إذاً، حين يسب الواحد، أو يقذف غيره، أو يتهم... فأكيد ألاّ أحد من الصحافيين الموضوعيين يشجعه على هذا النوع من التعامل، ومن حق كل واحد أن يدافع عن نفسه قانونيا وموضوعيا.. لكن، أليس من بين المتوهّمين التحكمَ في فرع النقابة، رجل حكيم، ينبه، يرشد.. ويضغط على القلة في اتجاه إعمال نقد ذاتي، ربما بذلك تُصلَح أحوال النقابة، ويتقي الجميع شر تحقير واستصغار الآخر؟. المؤكد بهاته المحاكمات كيفما كان تقييمها أن الانتفاضة ضد اللامعقول أقلعت، وهي مؤشر حقيقي قوي على زحف التغيير... والأكيد أيضا ألاّ سكون للعاصفة الصحافية إلا بالتغيير الموضوعي المطلوب