يبدو أن الشأن التعليمي بنيابة فجيج لم يلح أمامه بر الأمان بعد... فلا تكاد تمر أيام معدودة من السكينة حتى تبزغ بوادر أزمة أو مشكلة ما. فبعد قضية التحرش التي عاشت أحداثها ثانوية ابن خلدون التأهيلية، والتي لم تنصف فيها الأستاذات المتضررات لحدود الساعة، رغم ما تتناوله وسائل الإعلام الرسمية من صرامة القوانين، وتبسيط المساطر، وأزمة الحراسة العامة بنفس المؤسسة، وقضية الاعتداءات التي تعرض لها مؤخرا بعض الأطر الإدارية والتربوية بكل من فجيج، ومعتركة، فوجئ الرأي العام المحلي والوطني بأزمة إنسانية محرجة بجماعة معتركة. فحسب بيان إحدى النقابات التعليمية بإقليم فجيج، فإن مجموعة من الأساتذة والأستاذات بالثانوية الإعدادية الجديدة بالجماعة المذكورة، وجدوا أنفسهم" مشردين" حسب تعبير البيان منذ عدة أيام، بعد أن تم حرمانهم من سكن وظيفي كانوا يستفيدون منه منذ السنة الماضية، أي مند انطلاق العمل بالمؤسسة. وجدير بالذكر أن جماعة معتركة والواقعة على مسافة 80 كلم من تندرارة في اتجاه تاوريرت، لا تتوفر على مساكن للإيجار، نظرا لصغرها وقلة عدد سكانها، وضعف مواردهم، فغالبية الموظفين بها يستفيدون من سكن وظيفي. وأمام هذه الضائقة المفاجئة، توجه المتضررون إلى النيابة الإقليمية لطرح مشكلهم، إلا أن هذه الأخيرة لم تستطع لحدود الساعة إيجاد سقف يأوي الأساتذة ومتاعهم، ويحفظ كرامتهم، وعليه، قرر الأساتذة تنظيم وقفة احتجاجية أمام النيابة ببوعرفة، يوم الإثنين 13 يناير، على أن تنظم بنفس التوقيت وقفات داخل المؤسسات التربوية بتندرارة ، تضامنا معهم. كما نتج عن هذا التشريد توقف الدراسة بالثانوية الإعدادية بمعتركة منذ يوم الخميس الماضي. وضع مقلق قد يؤثر سلبا على مردودية التلاميذ المقبلين على امتحانات السنة الثالثة، ابتداء من 22 من الشهر الجاري. فحفاظا على مستقبل التلاميذ، وصيانة لكرامة المدرس، وتحقيقا لشعارات الجودة التي تردد على مسامعنا صباح مساء، ندعو المسؤولين الإقليميين للتدخل العاجل لتصحيح هذا الوضع المخجل.