فجيج: محمد بوزيان بنعلي / ... أما صديقه عبد ربه الضعيف، فقد ساهم في ذاك الحفل الرائق البهيج بالأبيات الآتية: بعد تكريم الرباط، والناظور، جاء دور فجيج الواحة المعطاء التي أنجبت أبا حامد الفجيجي، وسيدي عبد الجبار، والجابري، وحمّو دودّو ... جاء دورها لتكرم ابنها البار، الدكتور أحمد بوحسن؛ الذي تشابكت أوتار قلبه بتربتها منذ صرخته الأولى في أحد منازلها المتواضعة .. وقد سافر أصدقاؤه في شهاداتهم بالذاكرة إلى أيام الطلب والعمل، ومع كل خطوة، كانت قسمات صورته تكبر في عيون الحاضرين حتى غطّت علينا قاعة النهضة رغم ترامي أطرافها، واستسلمنا لحضوره ونبوغه، وسبحنا في عطاءاته، تغمرنا الغبطة، ويزدهينا الإعجاب .. ثم ختم شاكرا لأرباب الكلام شهاداتهم، مقللا في تواضع العلماء الكبار مما جاء فيها من ثناء، وإطراء .. ولم يفتْه أن يتوجه إلى تلامذة الثانويات، موجها مرشدا، ومستصرخا هممهم اليافعة حتى تبلو الزمان بقوة وعزيمة .. و" على قدر أهل العزم تأتي العزائم" .. أما صديقه عبد ربه الضعيف، فقد ساهم في ذاك الحفل الرائق البهيج بالأبيات الآتية:
تكريم أحمد هذا اليوم منتظر تكريمه لو تراه الأم أو عمر[1] تكريمه من سنا الماضين مقتبس في قلبه أمّه ، أيضا به عمر أبهى مظاهر هذا العيد قافية من خالص الحُبّ : تفصيل ومختصر من معشر زانهم عشق العلوم ومن بها غدا يقتفيه السمع والبصر في قلب نهضتنا منتوجه طرب بكل شاردة في الفكر تُختبر آداب يعرب فيها رصّ همته وإنْ نأتْ منه فالتاريخ ينتظر والنقد في يده يبني العقول كما تبني النقود تولّى أمرها عُمر[2] حتى خشيت على حرفي يراعته ثم انْثنيْتُ لباب الحلْم أنتظر وليس يأويه طول اليوم غير أخ أو فكرة ، أو كتاب راقه السمر فيجيج أنجبت الأفذاذ من زمن ولا يزال لها مستقبل عطر منهم مكرّمُنا النحرير أحمدنا ياربّ يسّرْه للحسنى كما أُمروا هيّءْ له رشدا من أمره وهُدى آمين ! ردّدْ جهارا أيها النفر ما لاح من أفْق هذا الفج بارقة وقام يبكي مع الهُجّاد معتبر فالله أعطاك آدابا ومعرفة يفنى الوجود ولا يفنى لها أثر تغشى المعارف مقداما تروّضها فيُستقاد لك التأليف والنظر طلق اليديْن رحيب الفكر منتبه لم تُلْهه لذّة تُغري ولا سُرر يُطارح الليل أسمارا مهذّبة فتنثني فكرا والفجر منتشر جلّتْ كتابتُه في عين قارئها سيّان ترجمةُُ فيها ومفتكر فالعمق يتبعها والحسن حاضنها هذا هو العلم والتنقير والسهر فيجيج تيهي على الأقطار مقبلة على " أبو حسن" يهنيك ما نذروا فالجابريّ وعبدُ الحق أسمعهم فوق المنصّة صُدّاحا فهل حضروا ؟ أم أنت سرّهما الساري على أثر حيّاك عمْر مديد ما به كدر فدم كما أنت ، واسبقنا على مهل أنت الإمام ونحن التابع الحسر أمسى "أبو حسن" نبراس نهضتنا وهل خبا نورُه يوما فيعتذر؟! كل المحامد تزكو من سريرته منها التواضع والإخلاص والظفر عقل حصيف ، ورأي صالح أرب لله درّك ، لا تغتاب ، لا تزر كأنما جمع الأخلاق من سلف وأصبح المثل الأعلى لمن حضروا واليوم لا ذكر إلا ذكر أحمدنا لما أتتْ رسل التكريم تبتدر هاذي هديّة خلّ لا امتياز له إلا مودّة صدق ماله وطر تحية من صديق ليس يصرفه عن حب فيجيج رغم الهول مزدجر شعرا أردّدُه يا سادتي غضرا عفو القريحة ، لا صبغ ولا بُهُر قد جاء يحمل قلبا هائما نهما في حبّ أحمد هذا الكوكب الزهر وما أرى أنني شارفتُ غرته ناشدْتُك الله فاقبلْ ، ثم أعتذر لكنه عن فؤادي معرب وفمي إنْ شابهُ العيّ فالمعنى له أثر ما تُضمر النفس من تقدير شخصكمُ قد بان حقا ، وإن الدّنب مغتفر [1] القصد إلى أمه وأخيه عمر رحمهما الله تعالى [2] القصد إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه في عدله وأمانته وورعه ..