يلح البعض ممن يكتبون ينتقدون أصحاب مقالات معينة، أن ندرج ردودهم، ويربطون إدراج ردودهم بالديمقراطية، وبحق الرد... إلخ. نذكّر كل المحترمين بواقع أنه لا يمكن أن ننشر مقالات فيها تجريحات، عبارة عن سب وشتم، وإهانات، واتهامات، وأحكام جاهزة... بينما يحرص أصحاب الردود على أن يبقوا متسترين، يخفون أسماءهم، وعناوينهم الإلكترونية، وهواتفهم، وكل ما يدل على هويتهم..؟ إذاً، لكي تكون للردود قيمها، وتأثيراتها، يجب أن نكون واضحين.. يجب أن تكون لنا الشجاعة الأدبية لكتابات المواجهة الموضوعية، لكن إذا انسقنا وراء العواطف السلبية، مثل البغض، والحسد، وحب الانتقام، والمراوغة... إلخ... فهذه مسالك لا تنسجم مع الصحافة المسؤولة.. خذوا مثالا شارحا: لنفرض أننا نشرنا عن وعي رداً، أو مقالا كيفما كان، يحمل سبا وتنقيصا بطرف معين، وتقدم هذا الطرف بشكاية في الموضوع، ووقفنا أمام العدالة.. فهل سنقول لها إننا لا نعرف من أرسل المقال؟.. أو نجيب بأن المقال وصلنا ونشرناه، وكفى... هذه إهانة للصحفي.. إننا نعي أن حماية مصادرنا هو واجبنا، لكن على الأقل نعرف نحن من يكتب إلينا. إذاً، ذكر الإسم وعنوان البريد الإلكتروني فيه أولا منفعة لصاحبه، إذ أنه يعرف مسبقا أنه مساءل عن كتابته إن لم تكن موضوعية، وفيها تجريحات، وهذا الوعي هو ما يفرمل جموح العواطف السلبية السابقة، فلا يكتب الواحد إلا ما هو موضوعي، ليس فيه تنقيصات من الغير.. ومن أراد أن يكون نوعا ما قاسيا مع غيره، فليتحمل مسؤوليته، وليفصح عن هويته... مرة أخرى، نرجو ألا يتعب المجهولون أنفسهم في كتابات لا تنشر لسبب التجريحات التي تحملها... وأن نفهم جميعا أن الديمقراطية، وحرية التعبير، لا تعنيان أن نكتب السب والقذف بأسماء نكرات...