قال عبد الكبير اخشيشن، رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية، أمس الجمعة بالعيون، إن الإعلام يشكل ركيزة أساسية في تنزيل ورش الجهوية المتقدمة، باعتباره أداة لتعزيز الشفافية والمساءلة، ومجالا محوريا لتوعية المواطنين بحقوقهم وواجباتهم. وأوضح اخشيشن، خلال مداخلته في ندوة نظّمها فرع النقابة بجهة العيون-الساقية الحمراء حول "دور الإعلام في تنزيل ورش الجهوية المتقدمة"، أن "الإعلام الجهوي مطالب بمواكبة التحولات التي تعرفها المملكة، من خلال تسليط الضوء على القضايا المحلية والجهوية وتحفيز المجتمع على المشاركة الفاعلة في صنع القرار". مذكرة تفصيلية نقيب الصحافيين المغاربة شدد على ضرورة تسريع المسار التشريعي المرتبط بمدونة الصحافة والنشر، لضمان تطوير الممارسة الإعلامية ودعم الصحافة في أداء دورها التنموي، معتبرا أن "استكمال القوانين الثلاثة المنظمة للقطاع يشكل خطوة جوهرية لإرساء بيئة قانونية متكاملة تلبي تطلعات المهنيين". وتابع قائلا: "المنظومة القانونية يجب أن تكون ثمرة حوار موسع بين جميع الفاعلين في القطاع، بما يتيح لهم تقديم مقترحاتهم بشأن النصوص التشريعية الجاري إعدادها وحل المعضلات التي تقف حجر عثرة في طريق إصلاح المنظومة". وكشف المحاضر أمام الصحافيين بجهة العيون أن النقابة الوطنية للصحافة المغربية قامت بصياغة مذكرة تفصيلية بعد خمسة أشهر من الحوار، عبر ندوات دولية ووطنية وجهوية قدمت خلاصاتها في مذكرة إلى اللجنة المؤقتة، وتضمنت تشخيصا مفصلا لوضعية الصحافة بالمغرب ومقترحات لمعالجة الإشكالات الحقيقية التي يعاني منها القطاع، في انتظار أن نتوصل بمسودة التعديلات لإبداء الرأي قبل استكمال المسار التشريعي. وأكد اخشيشن ضرورة مواكبة التطورات التكنولوجية، ولا سيما في ظل صعود الذكاء الاصطناعي وانتشار الأخبار الزائفة على وسائط التواصل الاجتماعي، وهو ما يعدّ من بين التحديات الكبرى التي تواجه الصحافة اليوم، ما يستدعي، بحسبه، "دعم المقاولة الإعلامية وتعزيز تنافسيتها، سواء على المستوى المحلي أو الجهوي أو الوطني، وفق معايير واضحة تضمن استدامتها وتحفظ كرامة العاملين بها". وذكر المتحدث نفسه أن أي نموذج إعلامي مستقبلي "يجب أن يراعي تحسين الأوضاع الاجتماعية والمهنية للصحافيين، مع خلق بيئة عمل تتيح لهم الولوج إلى المعلومة وممارسة مهنتهم بكفاءة ومسؤولية، بما يسهم في مواكبة ورش الجهوية المتقدمة وتحقيق التنمية الجهوية المتوازنة". تحديات التنزيل قال الحبيب عيديد، إعلامي باحث في الثقافة الحسانية، إن الرسالة الملكية الموجهة إلى المشاركين في المناظرة الوطنية الثانية للجهوية المتقدمة بمدينة طنجة شكلت خارطة طريق واضحة لتنزيل هذا الورش الإصلاحي، من خلال تشخيص دقيق للتحديات الكبرى التي تواجه الجهات في تحقيق التنمية المستدامة. وأضاف عيديد، في كلمته بالمناسبة، أن الخطاب الملكي سلط الضوء على سبعة تحديات رئيسية، تتعلق بتفعيل الميثاق الوطني للاتمركز الإداري، وتدقيق اختصاصات الجماعات الترابية، وتعزيز الديمقراطية التشاركية، وربط المسؤولية بالمحاسبة، إلى جانب الرفع من جاذبية المجالات الترابية للاستثمار، وابتكار آليات تمويلية جديدة، والتصدي للأزمات والتكيف مع التحولات المستقبلية. وأشار إلى أن هذه التحديات تستدعي إعلاما مواكبا ومسؤولا، قادرا على نقل النقاش العمومي حول الجهوية المتقدمة، وتقديم المعطيات الضرورية للمواطنين، بما يعزز ثقتهم في هذا الورش، ويمكنهم من تتبع مراحل تنزيله. وأبرز عيديد أن دور الإعلام لا يقتصر فقط على التغطية الإخبارية التقليدية، بل يمتد إلى التحليل والمواكبة، من خلال إبراز الإشكالات المرتبطة بآليات تنزيل الجهوية، وتسليط الضوء على التجارب الناجحة، ورصد التحديات التي تعترض المسؤولين والفاعلين المحليين. واسترسل الباحث الصحراوي قائلا إن "تحقيق الجهوية المتقدمة يتطلب إعلاما جهويا قادرا على مساءلة التدبير الترابي، ومواكبة تطورات هذا الورش على مستوى الاختصاصات والصلاحيات الممنوحة للمجالس الجهوية ومختلف الفاعلين بالمنطقة، وكذا تتبع مدى التزامها بمبادئ الحكامة الجيدة وربط المسؤولية بالمحاسبة". وختم مداخلته بالتأكيد أن الرسالة الملكية وضعت الجميع أمام مسؤولياته، والإعلام مطالب بأن يكون في صلب هذه الدينامية، عبر تعزيز دوره في التأطير والتثقيف، وتحفيز النقاش العمومي حول مختلف القضايا المرتبطة بالجهوية المتقدمة، بما يضمن تحقيق تنمية متوازنة ومستدامة في مختلف جهات المملكة. فضاء للصحافيين في سياق تعزيز العمل الصحافي بالأقاليم الجنوبية، تم بهذه المناسبة افتتاح المقر الجديد للفرع الجهوي للنقابة الوطنية للصحافة المغربية بجهة العيون-الساقية الحمراء. ووفق المنظمين، فإن افتتاح هذا المقر يأتي في إطار جهود الهيئة النقابة لتوفير فضاء مهني، يهدف أساسا إلى دعم الصحافيات والصحافيين وكافة العاملين في قطاع الإعلام بالجهة، التي تعد قلعة إعلامية مدافعة عن وحدة الأرض والشعب، وميدانا يسهم في نقل صوت الأقاليم الجنوبية إلى باقي ربوع الوطن ومختلف بقاع العالم. وخلال حفل الافتتاح، ذكر عبد الكبير اخشيشن، رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية، أن هذا المقر الجديد يمثل إضافة نوعية لخدمة الجسم الصحفي في الجهة، عبر تقديم خدمات القرب والمواكبة المهنية، وكذا توفير فضاء للنقاش والتكوين المستمر، بما يعزز من القدرات المهنية للصحافيين ويمكنهم من أداء رسالتهم النبيلة في الدفاع عن القضايا الوطنية.