أربع سنوات في المنفى مساء 21 سبتمبر 2010 كنت في طريق عودتي الى أسرتي في مخيمات اللاجئين الصحراويين فوق التراب الجزائري، بعد زيارة قمت بها لوالدي الذي فرقتني عنه حرب الصحراء منذ ازيد من 30 سنة. وعلى حدود منطقة أمهيريز (400 كلم من المخيمات ) تم توقيفي من طرف وحدة عسكرية تابعة للبوليساريو واقتادوني الى وجهة مجهولة، حيث بقيت مخفيا ومعزولا عن العالم لمدة 71 يوما. قررت جبهة البوليساريو بعدها ابعادي عن أبنائي وأهلي في المخيمات ونفيي من مسقط رأسي وأرض آبائي وأجدادي الى موريتانيا. خلال السنوات الاربع الفائتة تغير الكثير في العالم، وصار الانفتاح الديمقراطي و احترام حقوق الانسان عنوانا لثورات الربيع العربي التي اطاحت بالعديد من الانظمة وأجبرت بعضها على التحول النسبي نحو مزيد من المشاركة الشعبية في الحكم وتسيير الشأن العام. لكن حيث كنت اعيش وما يزال يعيش عشرات الآلاف من الصحراويين فوق التراب الجزائري لم يتغير شيء، فما زال يفرض الرأي الواحد والحزب الواحد والزعيم الواحد. وحيث اعيش حاليا في منفاي الاضطراري لم يتغير شيئا أيضا في وضعي رغم استمرار نضالي في سبيل استعادة حقي في: - لم شمل أسرتي بشكل طبيعي و قانوني. - الحصول على جواز سفر. - ممارسة النشاط السياسي. ورغم المعاناة الشخصية بسبب ظروف اللجوء وعدم الاستقرار العائلي والحرمان من التنقل فإن سلواني في الذكرى الخامسة لاعتقالي أنني لم أعد الصوت الوحيد الذي يطالب بالتغيير في المخيمات ومنح اللاجئين الصحراويين مزيدا من الحريات، وخاصة حقهم في التعبير عن آرائهم بكل حرية والحق في التجمع وتشكيل الجمعيات وحقهم في الحصول على وثائق تثبت وضعهم كلاجئين وحقهم في التنقل بما في ذلك حقهم في العودة الطوعية الى وطنهم الذي تعتبره جبهة البوليساريو جريمة خيانة، وتفضل للصحراويين بدلا منه وضع اللجوء الابدي من خلال تعبيد الطرق بين المخيمات والتهيئة لإدخال الكهرباء، ومطالبة الاممالمتحدة بفتح وكالة بها شبيهة بوكالة "الانوروا" في المخيمات الفلسطينية. المبعد الصحراوي الى موريتانيا: مصطفى سيدي مولود نواكشوط في: 21 سبتمبر 2014