يصادف اليوم(21 شتنبر) دخولي اليوم الأول من السنة الرابعة من إبعادي عن أسرتي و أبنائي و مصادرة حقي في التنقل و النشاط السياسي، و اليوم الأول من الشهر الرابع من الاعتصام المفتوح الذي أخوضه أمام مكتب مفوضية غوث اللاجئين بموريتانيا احتجاجا على التماطل في تسوية وضعية عائلتي التي كتبت عليها الفرقة منذ اختطافي مساء 21 سبتمبر 2010 في حدود الساعة التاسعة ليلا، من طرف قوة عسكرية تابعة للبوليساريو، على بعد اقل من 30 كلم من مسقط رأسي ( بلدة مهيريز ) حيث تعيش والدتي و يتواجد أحد مقرات بعثة الأممالمتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية ( المينورسو )، و بقيت مخفيا قسرا في الخلاء و ممنوع من التواصل مع العالم الخارجي. و إلى غاية إبعادي إلى موريتانيا بعد أزيد من شهرين من الإخفاء، لم يعرف عني عدا ما أعلنته جبهة البوليساريو يومين بعد اختفائي بأنها اعتقلتني و أنها ستقدمني للمحاكمة. أدخل اليوم الأول من السنة الرابعة في المنفى بعيدا عن أبنائي و أهلي و ارضي، و عدا كوني قمت بزيارة لوالدي و إخوتي في الأقاليم الصحراوية التي يديرها المغرب، الذين انقطعت عنهم بسبب نزاع الصحراء منذ أزيد من 30 سنة. أو رأي عبرت عنه في ندوة صحفية بخصوص تقرير مصير شعب الصحراء الذي تطالب به جبهة البوليساريو باسمي و باسم كافة الصحراويين، ما زلت لا أعرف فيما اعتقلت و لا لم أبعدت و لم يستمر وضعي يراوح مكانه رغم كثرة المناشدات و الاحتجاجات؟ ولا أجد ما أقوله في هذا اليوم غير تذكير العالم برسالة زعيم البوليساريو إلى الأمين العام للأمم المتحدة المؤرخة ب 09 أكتوبر 2009، حينما اعتقل المغرب سبعة شبان صحراويين من سكان الأقاليم الصحراوية بعد عودتهم من زيارة قادتهم إلى المخيمات الصحراوية فوق التراب الجزائري. و كنت حينها من مستقبليهم في المخيمات و حضرت جوانب من الاحتفالات التي أقيمت لهم و بعض أنشطتهم. إذ تقول مقدمة الرسالة: لقد قام هؤلاء المواطنون بزيارة عادية إلى مخيمات اللاجئين الصحراويين و إلى المناطق الصحراوية المحررة التي تتواجد عليها بعثة المينورسو، و قاموا بصلة الرحم و اللقاء مع عائلاتهم و أهاليهم و أقاربهم». و تضيف الرسالة: و ما إن وطأت أقدامهم مطار مدينة الدارالبيضاء، بعد أن جاءوا في رحلة عادية ...فوجئ هؤلاء النشطاء الحقوقيون بسيارات الشرطة المغربية التي قامت باختطافهم فورا، ليظل مصيرهم مجهولا لساعات، حتى أعلنت السلطات المغربية لاحقا بأنها اعتقلتهم و أنها ستحقق معهم لتقديمهم إلى المحاكمة»، و يضيف زعيم جبهة البوليساريو في رسالته: لا مبرر إطلاقا لعملية الاختطاف و الاعتقال التي تعرض لها هؤلاء المواطنون السبعة...فهي انتهاك لمقتضيات القانون الإنساني الدولي، لأنها مصادرة لحق الإنسان في التنقل و التعبير، كما تتناقض تناقضا كاملا مع مساعي الأممالمتحدة لتعزيز إجراءات الثقة بين طرفي النزاع، و التي تتضمن توسيع برنامج تبادل الزيارات بين العائلات». يعيش اليوم الشبان الذين تتحدث عنهم رسالة زعيم البوليساريو مع عائلاتهم و ذويهم في المغرب، و يتمتعون بكافة حقوقهم، و منهم من زار المخيمات مرات أخرى من ضمن مئات الوفود تمولها البوليساريو و الجزائر زارت المخيمات من سكان الأقاليم الصحراوية و عادوا إلى المغرب. و في هذه الأيام يزور أحد القيادة السياسية لجبهة البوليساريو المغرب و الأقاليم الصحراوية ضمن وفد من الأممية الاشتراكية و سيذهب وفد من المغرب أيضا إلى المخيمات في نفس الإطار، و منذ أسابيع تظاهر شبان أمام مقر زعيم البوليساريو في «الرابوني» يحملون لافتة تقول نعم للحكم الذاتي. و تبقى حالتي خارج أجندة حقوق الإنسان التي يتشدق بها الكثيرون في الحالة الصحراوية، و استثناء من حرية التنقل و التعبير عن الرأي، و استثناء من الزيارات العائلية و استثناء من إجراءات تعزيز الثقة بين الأطراف، أبقى وحدي من عموم الصحراويين من لا يحق له التنقل بين الضفتين رغم وجود أسرتي في ضفة ووالدي في أخرى، و بصورة أدق أنا الصحراوي الوحيد الممنوع من الاجتماع بأسرته بقرار سياسي، و المفروض عليه الإقامة الجبرية في موريتانيا بسبب حرمانه من حقه في الحصول على جواز سفر. نواكشوط في 21 سبتمبر 2013