صرح المناضل الوحدوي مصطفى سلمى ولد سيدي مولود لجريدة العلم، أنه دخل أمس الأربعاء ابتداء من الساعة الواحدة بعد الزوال في اعتصام مفتوح أمام مقر مفوضية اللاجئين بنواكشوط، وذلك إلى غاية تسوية وضعيته وإنصافه. وأضاف مصطفى أن هذا الاعتصام جاء ردا على المقترح الذي قدمته له المفوضية السامية لغوث اللاجئين مؤخرا باللجوء السياسي في فينلاندا، الأمر الذي رفضه جملة وتفصيلا، وقال" أن هذا العرض هو تقزيم لقضيتي وضرب لكل حقوقي كأب يرغب في ملاقاة أطفاله ، وهذا القرار لم يراع طبيعتي كشخص صحراوي له عادات وتقاليد مختلفة واعتاد العيش في المناخ الحار، فكيف يمكن أن أعيش في طقس بارد تنخفض درجة الحرارة فيه إلى ما تحت الصفر.."، وكان مصطفى قد اقترح في رسالة وجهها للمفوضية أن يكون لجوءه في بلد غير بعيد عن منطقة شمال إفريقيا، و رفع ملفه المطلبي إلى المفوضية بغرض اللجوء إلى إسبانيا، هذا الملف الذي قال أنه لم يتلق عنه أي جواب سواء بالرفض أو القبول من طرف الجهة المعنية أي إسبانيا. و خص مصطفى سلمى جريدة العلم بجميع مراسلاته للمفوضية وردود هذه الأخيرة عليه منذ شهر فبراير إلى غاية شهر أبريل المنصرمين، والتي خصت بحث مسألة لجوئه وأيضا المطالبة بحل لوضعيته المعلقة، والتي سننشرها رفقة هذا المقال. وهدد مصطفى بالتصعيد نحو الإضراب عن الطعام إن لم تحمل المفوضية قضيته محمل الجد، ويسمح له بدخول المخيمات لزيارة أسرته وكذا مؤازرة شباب المخيمات المستمر في رفضه للواقع الذي فرضته عليه قيادات البوليساريو، وقال " إن أهلنا بالمخيمات في حاجة ماسة إلى دعمنا وتواجدنا معهم في كل ساحات النضال.."، و إلى حدود كتابة هذا الخبر، أفاد مصطفى أنه يعتصم بمفرده ولم ينضم إليه متعاطفون مع القضية. وقال " أن كل لاجئ يعيش بمخيمات لحمادة هو حر في إبداء رأيه والدفاع عن مواقفه، وهذه هي الحقيقة التي يجب أن يقتنع بها قادة البوليساريو حتي يسلموا بمبدأ الرأي والرأي الآخر..". واستغرب كيف أن الجزائر تمنعه و تمنع والده وشيوخ قبائل عقلاء، وآخرون من أبناء المخيمات يناضلون من أجل تقرير مصيرهم و مصير أهاليهم، و إيجاد حل سلمي لفض النزاع، من الدخول إلى تيندوف، في حين تستقطب البوليساريو بشكل مستمر شبابا من العيون وسمارة لشحنهم وتحريضهم على الفكر الانفصالي. و أعرب عن سخطه عن وضعه الراهن الذي شبهه بالمنفى الإجباري، وقال أن إقامته بنواكشوط طالت أكثر مما كان متوقعا، و أنه لا يزال مصرا على موقفه، وهو الدخول إلى المخيمات لملاقاة أطفاله الخمسة وزوجته، وأن تعبيره عن رأيه لا يخول للجزائر والبوليساريو أن تحوله إلى مجرم وتحرمه من رؤية فلذات كبده، أو تحرم أطفالا أبرياء من حق رؤية والدهم ومعيلهم الوحيد. وناشد مصطفى الجمعيات الحقوقية المغربية والمنظمات الحقوقية الدولية من أجل مؤازرته في الدفاع عن حقه في زيارة أطفاله داخل مخيمات لحمادة، مستغربا كيف أقام المجتمع الدولي، وعلى رأسهم إسبانيا، الدنيا وأقعدها لمناصرة أمينة حيدر للدخول إلى المغرب وملاقاة طفليها، في حين لا زالت قضيته الحقوقية تنظر العدل و الإنصاف وتراوغ المفوضية في الحسم فيها بما يتقبله العقل والمنطق. وفي ما يلي نصوص الرسائل المتبادلة بين مصطفى سلمى والمفوضية السامية: التاريخ: /04/201121 استفسار بشأن حالة مصطفى سلمى سيدي مولود إلى السيدة: ندا رئيس مكتب المفوضية السامية لغوث اللاجئين بموريتانيا ومن خلالكم إلى مكتب المفوض السامي لغوث اللاجئين تحية خاصة على رعايتكم الإنسانية المحترمة التي حظيت بها منذ وصولي إلى العاصمة الموريتانية أنواكشوط تحت إشراف منظمتكم. السيدة الكريمة تعرفون أني متواجد هنا بالعاصمة الموريتانية منذ ما يقارب الخمسة أشهر في انتظار تسوية وضعيتي، أو بالأحرى فهم وضعيتي ، التي تغيرت كل معطياتها منذ اختطافي داخل المناطق الصحراوية مساء 21 سبتمبر2010 من طرف قوات البوليساريو، والذي انتهى بتسليمي لمنظمتكم على الحدود الموريتانية ، دون أن أعرف لم الاعتقال ولا لم التسليم وأين سأذهب وكيف ستكون علاقتي بأهلي وعشيرتي وأرضي . السيدة الكريمة كل ما عرفته من منظمتكم منذ اتصالهم الأول بي منتصف شهر أكتوبر الفائت هو أنهم لا يستطيعون الوصول إلي حيث أتواجد حينها ، وأن الجزائر أخبرتهم أني لا أستطيع الدخول إلى أراضيها ، وأن المكان الوحيد الذي أستطيع الخروج إليه هو الأراضي الموريتانية ، حيث يتسنى لنا اللقاء ومناقشة كل ما أريد . السيدة الفاضلة تعرفون أني ناشط سياسي أناضل من أجل حقوق شعبي المشتت بسبب نزاع الصحراء منذ أزيد من ثلاث عقود ، وأنتمي إلى أكبر قبيلة في الصحراء ووالدي شيخ من شيوخ هذه القبيلة وعلينا مسئوليات أخلاقية وقانونية تجاه أهلنا ولا يمكننا الاستمرار في هذه الوضعية التي لا تسمح لنا بالقيام بأي نشاط سياسي داخل الأراضي الموريتانية ، وأصدقكم القول أني بت أشعر ببعض الريبة في هذا التماطل وكأن هناك أطراف تضغط من أجل تطويل أمد إسكاتي ، وقد أصبح هذا الأمر يشغلني أكثر من فرقة العائلة والأولاد . سيدتي تعرفون أن عبء تربية خمسة أطفال بينهم رضيع لا يمكن أن تتحمله امرأة وحيدة داخل المخيمات، ولا يمكنها حتى أن تعيلهم في ظل شح المساعدات الإنسانية في المخيمات، وأن أغلبية المواد المعيشية تشترى، وزوجتي لا مدخول لها ولا تتلقى أي دعم من أية جهة كانت . لهذه الأسباب أذكر المفوضية السامية برسالتي الاستفسارية التي بعثت إليكم بتاريخ 11فبراير المنصرم، ولاأظن أن الرد عليها يتطلب كل هذا الوقت. ولا تزال تلك الاستفسارات قائمة خاصة منها : ماهي وضعيتي تجاه الأراضي التي تسيطر عليها البوليساريو من الصحراء، هل أستطيع الدخول إليها هل لا أستطيع ذلك ولماذا, خاصة وأنها مناطق يعمرها الكثير من العائلات الصحراوية وأغلبهم ينتمون إلى قبيلتنا. ثم أن البوليساريو تقول أنها بصدد إعمار تلك المناطق وتوجد بها مدارس و مستوصفات ومياه، وبالتالي فالحياة بها ممكنة . في حالة استحالة عودتي إلى أرضي، فقد كنت طلبت إلى المفوضية توجيه طلب لجوئي إلى إسبانيا . أتمنى التوصل بردود سريعة حول تلك الاستفسارات حتى لا أعتبر الأمر عمديا وأكون حينها مضطرا لاتخاذ إجراءات ، تجعل العالم يعير قضيتنا بعض الاهتمام ، خاصة وأن شبابنا في المخيمات مستمر في رفضه للواقع الذي فرضته قيادات البوليساريو على أهلنا بالمخيمات وهم في حاجة ماسة إلى دعمنا وتواجدنا معهم في كل ساحات النضال . أتمنى أن نحظى بالتفاتة كريمة من قبل السيد المفوض السامي، من أجل الحصول على الإجابات الكافية التي ستمكننا من اتخاذ القرار المناسب فيما يتعلق بمستقبلنا، ولكم كامل الاحترام . مصطفى سلمى سيدي مولود نواكشوط _ موريتانيا التاريخ: /04/201121 استفسار بشأن حالة مصطفى سلمى سيدي مولود إلى السيدة: ندا رئيس مكتب المفوضية السامية لغوث اللاجئين بموريتانيا ومن خلالكم إلى مكتب المفوض السامي لغوث اللاجئين تحية خاصة على رعايتكم الإنسانية المحترمة التي حظيت بها منذ وصولي إلى العاصمة الموريتانية أنواكشوط تحت إشراف منظمتكم. السيدة الكريمة تعرفون أني متواجد هنا بالعاصمة الموريتانية منذ ما يقارب الخمسة أشهر في انتظار تسوية وضعيتي، أو بالأحرى فهم وضعيتي ، التي تغيرت كل معطياتها منذ اختطافي داخل المناطق الصحراوية مساء 21 سبتمبر2010 من طرف قوات البوليساريو، والذي انتهى بتسليمي لمنظمتكم على الحدود الموريتانية ، دون أن أعرف لم الاعتقال ولا لم التسليم وأين سأذهب وكيف ستكون علاقتي بأهلي وعشيرتي وأرضي . السيدة الكريمة كل ما عرفته من منظمتكم منذ اتصالهم الأول بي منتصف شهر أكتوبر الفائت هو أنهم لا يستطيعون الوصول إلي حيث أتواجد حينها ، وأن الجزائر أخبرتهم أني لا أستطيع الدخول إلى أراضيها ، وأن المكان الوحيد الذي أستطيع الخروج إليه هو الأراضي الموريتانية ، حيث يتسنى لنا اللقاء ومناقشة كل ما أريد . السيدة الفاضلة تعرفون أني ناشط سياسي أناضل من أجل حقوق شعبي المشتت بسبب نزاع الصحراء منذ أزيد من ثلاث عقود ، وأنتمي إلى أكبر قبيلة في الصحراء ووالدي شيخ من شيوخ هذه القبيلة وعلينا مسئوليات أخلاقية وقانونية تجاه أهلنا ولا يمكننا الاستمرار في هذه الوضعية التي لا تسمح لنا بالقيام بأي نشاط سياسي داخل الأراضي الموريتانية ، وأصدقكم القول أني بت أشعر ببعض الريبة في هذا التماطل وكأن هناك أطراف تضغط من أجل تطويل أمد إسكاتي ، وقد أصبح هذا الأمر يشغلني أكثر من فرقة العائلة والأولاد . سيدتي تعرفون أن عبء تربية خمسة أطفال بينهم رضيع لا يمكن أن تتحمله امرأة وحيدة داخل المخيمات، ولا يمكنها حتى أن تعيلهم في ظل شح المساعدات الإنسانية في المخيمات، وأن أغلبية المواد المعيشية تشترى، وزوجتي لا مدخول لها ولا تتلقى أي دعم من أية جهة كانت . لهذه الأسباب أذكر المفوضية السامية برسالتي الاستفسارية التي بعثت إليكم بتاريخ 11فبراير المنصرم، ولاأظن أن الرد عليها يتطلب كل هذا الوقت. ولا تزال تلك الاستفسارات قائمة خاصة منها : ماهي وضعيتي تجاه الأراضي التي تسيطر عليها البوليساريو من الصحراء، هل أستطيع الدخول إليها هل لا أستطيع ذلك ولماذا, خاصة وأنها مناطق يعمرها الكثير من العائلات الصحراوية وأغلبهم ينتمون إلى قبيلتنا. ثم أن البوليساريو تقول أنها بصدد إعمار تلك المناطق وتوجد بها مدارس و مستوصفات ومياه، وبالتالي فالحياة بها ممكنة . في حالة استحالة عودتي إلى أرضي، فقد كنت طلبت إلى المفوضية توجيه طلب لجوئي إلى إسبانيا . أتمنى التوصل بردود سريعة حول تلك الاستفسارات حتى لا أعتبر الأمر عمديا وأكون حينها مضطرا لاتخاذ إجراءات ، تجعل العالم يعير قضيتنا بعض الاهتمام ، خاصة وأن شبابنا في المخيمات مستمر في رفضه للواقع الذي فرضته قيادات البوليساريو على أهلنا بالمخيمات وهم في حاجة ماسة إلى دعمنا وتواجدنا معهم في كل ساحات النضال . أتمنى أن نحظى بالتفاتة كريمة من قبل السيد المفوض السامي، من أجل الحصول على الإجابات الكافية التي ستمكننا من اتخاذ القرار المناسب فيما يتعلق بمستقبلنا، ولكم كامل الاحترام . مصطفى سلمى سيدي مولود نواكشوط _ موريتانيا من: مصطفى سلمى ولد سيدي مولود الناريخ : 11/02/2011 إلى: المفوضية السامية لغوث اللاجئين الموضوع: رد على رسالة توصلت برسالتكم رقم MAU/HCR/MAUC/AMDR/FS/047/2011 المؤرخة بتاريخ : 11 /02/2011 حول قبول لجوئي السياسي، وقد ارتأيت، بعد تعبيري عن امتناني وعرفاني لمجهودكم الكبير الذي تحاولون من خلاله تسريع إجراءات تسوية وضعيتي ، أن أبدي للمفوضية السامية لغوث اللاجئين بعض الملاحظات بخصوص الرد الذي توصلت به بشأن حالتي : 1.في الاتصال الأول الذي أجرته معي المفوضية حول خياراتي كان جوابي هو الآتي : •أنا لست طالب معيشة، بل صاحب قضية أناضل من أجل أن يكون شعبنا في ظروف سياسية و اجتماعية واقتصادية أفضل مما هو عليه الآن، و بالتالي إذا لم تسمح لي الجزائر بالعودة إلى أبنائي و شعبي المتواجدين فوق أرضها، ومنعتني البوليزاريو من البقاء في أرضي، وكان لابد من اللجوء مرة أخرى، فإن خياراتي تنحصر في الدول القريبة من منطقتنا، وتبقى إسبانيا هي خياري ألأول . •أنا لم أطلب من المفوضية البحث لي عن ملجأ، بل البوليساريو هي من طلب من المفوضية ذلك، وأتمنى أن تكون المفوضية قد استنكرت هذا الفعل المخالف لكل الأعراف الإنسانية ( طرد إنسان من أرضه) وهذا الأمر كنت قد أشعرت المفوضية به وأنا موجود في الاعتقال. والآن أطلب من المفوضية موافاتي بكتاب خطي يثبت أني ممنوع من دخول منطقة أمهيريز، بقرار من البوليزاريو, خاصة وأن المفوضية أطلعتني على قرار الخارجية الجزائرية القاضي بمنعي من دخول ألأراضي الجزائرية، حيث تعيش عائلتي. 2.أنا صحراوي من ساكنة الساقية الحمراء و وادي الذهب من مواليد "أمهيريز" و هو نفس المكان الذي اعتقلتني البوليساريو فيه وهو الذي طردتني منه، وهي أرض آبائي وأجدادي، ولا أحتاج لأذكر بأني مزداد سنة 1965 بمهيريز والبوليساريو مزدادة سنة 1973 بالزويرات، شمال موريتانيا. وأتمنى على المفوضية السامية لغوث اللاجئين، ومن خلالها منظمة الأممالمتحدة، إجبار البوليزاريو على السماح لي بدخول أرضي (مهيريز)، والعيش فيها إلى غاية انتهاء النزاع، وهو حقي المشروع، وإلا فإني أوكل للمفوضية مهمة توكيل محامي للدفاع عن قضيتي أمام القضاء المختص، حتى أتمكن من استعادة حقوقي الطبيعية . 3.إن العودة الطوعية إلى الوطن الأم حق مشروع لكل لاجئ، وكنت أشعرت مكتب المفوضية في جنيف في اتصالهم معي وأنا معتقل بأن الجزائر إذا كانت تمنعني من دخول أراضيها، فأنا موجود فوق تراب وطني و يمكنني البقاء فيها، و يعرف المكتب المذكور كيف جرت الأمور، و تعرف المفوضية بأن قرار العودة هو قرار طوعي و اختياري و غير مشروط . 4. أرى أن المفوضية لم تقم بإجراءاتها كما ينبغي بخصوص رفع ملف طلبي اللجوء في إسبانيا، و إلا كنت حصلت على جواب الحكومة الإسبانية الذي لا زلت أنتظره، وللعلم فقد منحتني الحكومة الاسبانية في الماضي، عدة تأشيرات لدخول أراضيها عندما كنت أعيش في المخيمات وقد منحت الحكومة الإسبانية العديد من الصحراويين جنسيتها من المزدادين تحت العلم الإسباني أمثالي. وبالتالي لأاعتقد بأن الحكومة الإسبانية سترفض طلب لجوئي إليها أو منحي الإقامة فوق أراضيها ، اللهم إذا كانت المفوضية قد توصلت برد من الخارجية الإسبانية يثبت رفض الحكومة الإسبانية استقبالي فوق أراضيها ولم تطلعني عليه بعد . 5. أنا لاجي بمخيمات اللاجئين الصحراويين بتيندوف منذ سنة 1979 ولم أشعر يوما بحماية مفوضية غوث اللاجئين هناك ، أتمنى اليوم على المفوضية أن تتحمل مسؤوليتها في حمايتي وحماية أهلي. 6. أريد إخطار المفوضية، بعد تقديري للجهد الذي تبذله من أجل تسوية وضعيتي، بأن المناخ الفنلندي لا يناسبني ولا أبنائي المعتادين على درجة الحرارة العالية بمنطقة اللجوء داخل الأراضي الجزائرية. وشخصيا لدي حساسية شديدة للبرد القارص، وكلنا يعرف المناخ الفنلندي القطبي.