ناشد مصطفى سلمى ولد سيدي مولود المبعد الصحراوي إلى موريتانيا، كل المنظمات والصحافة الدولية للوقوف إلى جانب سكان مخيمات تندوف، حتى يتمكنوا من العودة إلى أرضهم أو تتاح لهم سبل العيش الكريم، ويتمتعوا بحقوقهم الإنسانية الأساسية. وجاءت هذه المناشدة ضمن نداء أطلقه الخميس الماضي من موريتانيا، من أجل إنقاذ أهله من الحصار المفروض عليهم من السلطات الجزائرية، قائلا "حتى لا يخيب أمل أهلنا في إمكانية إنقاذهم من حالة الحصار التي فرضتها السلطات الجزائرية عليهم، بعد تنصل مفوضية غوث اللاجئين على لسان أعلى سلطة فيها بالجزائر من التزاماتها القانونية تجاههم، ويصيروا عرضة للموت جوعا أو برصاص الجيش الجزائري على حدود المخيمات، أو يصبح شباب المخيمات وقودا لحروب الجماعات الإرهابية". وأعلن مصطفى سلمى تضامنه مع أهله، رغم ما يعانيه في منفاه، وحرمانه من حقه في التنقل خارج موريتانيا، موضحا أن "واجب التضامن مع أهلنا في هذا الظرف الصعب، يفرض علينا التنقل قريبا إلى الحدود الموريتانية المتاخمة للمخيمات ومناطق وجود الصحراويين تحت إدارة البوليساريو، لتقييم الوضع". وقال "أوجه نداء إلى كل الصحافيين من أجل التنقل معي للاطلاع على أوضاع الصحراويين عن كثب، بعدما حاولت البوليساريو باحتفالها منذ أيام في منطقة "اغوينيت" الصحراوية المتاخمة للحدود الشمالية لموريتانيا، وبحضور كافة قيادييها بمن فيهم رئيسها، تسويق صورة مزيفة عن حقيقة الوضع الذي يعيشه الصحراويون في هذا الظرف، وتوجيه الأنظار بعيدا عن الاحتجاجات في المخيمات". وأضاف "نزل أخيرا رئيس مفوضية غوث اللاجئين بالجزائر إلى المخيمات الصحراوية، والتقى لأول مرة منذ قرابة 40 سنة بشباب صحراويين معتصمين أمام مكاتب مفوضية غوث اللاجئين بالرابوني، بعضهم مضرب عن الطعام منذ 20 يوما، يطالبون بوثائق تثبت وضعيتهم القانونية كلاجئين وبحقهم في العمل على شاكلة ما توفره الأممالمتحدة للاجئين الفلسطينيين عن طريق "الانوروا"، بعد أن سدت السلطات الجزائرية كل سبل عيشهم فوق أراضيها، والتي كان آخرها منعهم من التزود بالمواد الغذائية من مدينة تندوف مصدر أغذية المخيمات اليومية الوحيد". وسجل النداء أن "المفوض نزل من برجه العاجي في العاصمة الجزائر إلى فيافي تندوف حيث يعيش آلاف الصحراويين، ولم يخجل من أن يصف كل صحراويي المخيمات بالنكرة، فالوضع القانوني للصحراويين في المخيمات فوق التراب الجزائري حسب تعبيره يوصف بحالة لجوء جماعي أشخاصها غير معينين"، مبرزا "أن مفوضية اللاجئين والأممالمتحدة لا تعرفهم وإنما أعطت للجزائر وعاء اسمه مخيمات اللاجئين الصحراويين، تضع فيه هذه الأخيرة المحتوى الذي تريد، تمنع منه من تشاء مثل حالتي، وتؤوي إليه من تشاء ممن لا علاقة له بالصحراء ولا بنزاعها، وبالتالي تشريع للجزائر لصنع البوليساريو التي تريد".