من منا لم يتمن رؤية ذاك اللون الأحمر الذي تتكلله نجمة خضراء في قرعة كأس العالم 2014 بالبرازيل،من منا لم يحس بغيرة شديدة لما وقعت عيناه على علم إخواننا بالجزائر في المجموعة الثامنة مع المنتخبات الكبرى في بلاد ''السيليساو'.البعض سيقول''حنا مولفين هادشي''،والبعض الآخر سيشرع في مؤاخذة المسيرين،والمدرب،واللاعبين كالعادة،والبعض سيندب الحظ الذي أدار لنا ظهره منذ زمن طويل،أما من لا يفقه شيئا في الكرة فسيذكرنا بالفرحة الأخيرة بتونس ومونديالها الإفريقي سنة 2004 بقيادة ''الزاكي و وليداتو،حتا فرقا مغلباتو،غير تونس لي ربحاتو...''إلا أنني أسميها فرحة كاذبة، لأنها أحيت آمالا كانت تتوعدنا ب ''خرافة'' أننا نتوفر على منتخب قوي نتأهل من خلاله إلى كأس العالم بألمانيا 2006 ... دخلنا موسوعة ''غينيس ''من الباب الواسع بعد أن أُعلِن عن المدربين الذين سيقودوا المنتخب في تصفيات كأس إفريقيا 2010 بأنغولا،نعم إنهم أربعة من ثلة المدربين بالمغرب ،إنهم أربعة أجور،إنهم أربعة عقول،إنهم أربعة مدربين،أعلنت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم عن توليهم مهمة قيادة ''أسود الأطلس '' (سابقا )،لكنهم و''لحسن حظهم'' لم ينجحوا في تحقيق المراد وعادو إلى الديار بالخسارة وبذلك أصبحنا مجرد منتخب ينشط جل الدوريات الإفريقية والعالمية(إن تأهلنا لها)،مجرد منتخب أصبح ينهزم مع الصغير قبل الكبير والذي كان يهابه الكل و يضرب له ألف حساب،والذي كانت منتخبات إفريقية تتمنى فقط أن يواجهها وديا لكي يأخذ لاعبوها صورا للذكرى مع ''نجومنا'' في وقت سابق. لنعد إلى كأس ''عالمهم'' الذي إفتقدنا لأجوائه منذ مونديال فرنسا 1998،منذ حرقة آخر إنتصار معنوي ضد إسكوتلندا بعد "مؤامرة" البرازيل و النرويج اللعينة،منذ الهدف الأخير لصلاح الدين بصير في مرمى الحارس الإسكتلندي الذي إهتزت شباكه بالثلاث،منذ أن خطف منا أبناء منديلا كأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا دون أن نذكر مونديالي 2002و2006 مراعاة لمشاعرنا التي لا تتحمل هذه النكسات التي تأتي تباعا وكأنها لعنة تتبعنا أينما حللنا وارتحلنا... لننسى كل الماضي ونستحضر مايقع الآن:الفيفا ترفض الإعتراف بفوزي لقجع ولائحته كرئيس لجامعة الكرة في جمع عام انتهى بتوافق بينه وبين منافسه عبد الإله أكرم في ليلة وجب علينا نسيان تاريخها ومحوها من أجندتنا والذي دام لأكثر من خمس عشرة ساعة متواصلة و''غريبة الأطوار ''والذي اعتبرها البعض مسرحية متقنة التمثيل أبطالها مسيرون ''مشاغبون'' من المفروض أن يطبق قانون الشغب عليهم. كفانا سلبية،ولكي لا نكن متشائمين،ولكي نستبشر خيرا فنحن رأينا شبابا طموحين في المنتخبات الصغرى بما فيها الشباب و الأولمبيون الذين أكدوا أنهم سيدافعوا عن راية البلاد أينما حلوا و ارتحلوا،ونتمنى أن لا يطالهم النسيان كالذين سبقوهم ،ونتمنى أن يحذوا حذو أجدادهم و آبائهم كفرس،التيمومي،بودربالة،حجي،بصير والقائمة طويلة الذين صنعوا لقب ''أسود الأطلس" . أكتب أسطري وأنا متحسر للوضع الذي نعيش فيه منذ مدة ليست بالهينة كرويا،أردت أن أنسى كرة القدم ،وألقي نظرة على باقي الرياضات لعلي أجد ما ينسيني مرارتها ،إلا أني وجدت جلها يندحر في صمت مظن،فهنا جامعة السلة مجمدة العضوية،وهنا تنس لم نتذكر لون طابته منذ إعتزال العيناوي وأرازي،وأيضا ألعاب العدو التي تنخر جسدها المنشطات ... تساؤلات تشغل بالي :ما الذي يقع لرياضتنا؟ ،هل هي فعلا وعلى حد قول المغاربة ''عوينا و صابتنا'' ؟هل سننعم في قادم السنوات بمستقبل رياضي زاه؟ وهل سنكمل على نفس المنوال؟وهل ستبقى هذه المعاناة حبرا على ورق وسيتغير كل شيء؟ (وهذا مانتمناه) أنهي كلامي بالتفاؤل وكما يقول مثل فنلندي''لا بد أن يشرق الضوء في آخر النفق '' ،ولأني أحب الأفضل لبلدي،أتمنى أن أكون خاطئا في كل ماكتبت وأن أستفيق على مغرب ينافس في كل الرياضات ويحتل المراكز الأولى في جميع المنافسات... إذا تحقق ذلك الحلم...أحبك يا وطني