[B]في ذكرى مرور سنة على تأسيسها[/B]تقديم: سعيد سونا طيلة تجربتي الصحفية المتواضعة أجريت عدة لقاءات صحفية مع وزراء ومسؤولين مرموقين، ومع مفكرين ومثقفين ومع أهل الفن والرياضة...لكن هاته المرة أقولها بكل صدق إنني أعجز عن التقديم لحوار غير عادي مع شخص غير عادي، نعم سمحمد الفيلالي شخص من الزمن الجميل، من زمن الإيباء والنخوة والرجولة. إنه فعلا من عالم أخر. حاورت فيه الإنسان ثم الرياضي سمحمد الفيلالي ذاكرة كرة القدم الوطنية، سمحمد الفيلالي بيلي إفريقيا، سمحمد الفيلالي أيقونة المنطقة الشرقية، سي محمد الفيلالي قائد المولودية الوجدية في الأيام الخوالي، صدقوني إنه أسطورة عجزت على مجارات تلقائيته، فقد تعودنا محاورة أناس يتقنون لغة الخشب، شخص كفر بالنفاق وإعتنق الشفافية والصراحة إنه ببساطة الفيلالي إبن تافيلالت إبن الريصاني مرقد مولاي علي الشريف. ولهذا كان الشرف يرافق سي محمد الفيلالي أينما حل وارتحل. وقبل تكريمه من قبل جريدة الجسور بمناسبة مرور سنة على صدورها في حفل ضخم سيقام يوم 18من الشهر الجاري ومنحه عمرة تجعله يزور المقام الشريف خصوصا ونحن على مقربة من عيد المولد النبوي الشريف. قررنا إذن إجراء حوار مطول مع اللاعب والمدرب والإنسان . التفاصيل: سؤال: سي محمد الفيلالي الكل يعرفك كلاعب دولي، وكذلك كلاعب اعتبر أحسن لاعب كرة قدم في القرن 20 في المنطقة الشرقية، وعرفناك كمدرب لم تنفع صراحته مع مسؤولين تعودوا على التملق والعبث نريد أولا أن نعرف من هو سمحمد الفيلالي الإنسان؟ جواب: أنا من مواليد الجزائر سنة 1945 لكن جذوري من الريصاني إقليم الراشدية فأنا صحراوي أبا عن جد، وفخور بانتمائي لمنطقة تافيلالت ومنها تعلمت عن والدي المعقول ولذلك تجد من يصفني"ّبالكعرار"(يضحك)، متزوج ولدي أربعة أطفال وثلاثة بنات، متقاعد كضابط صف في صفوف الوقاية المدنية، الذي اشتغلت فيها زهاء 37 سنة وحصلت على التقاعد سنة 1995. سؤال: نعلم أن كل اللاعبين القدامى يعانون حاليا والجامعة لازالت تتكلم عن الاحتراف، دون الإلتفات إلى اللاعبين الذين شكلوا الجيل الذهبي لكرة القدم الوطنية، فهل حصلت على الوظيفة بصفتك لاعب دولي، أم أنك ولجت سلك الوظيفة العمومية بدون وساطة أحد؟ جواب: (سمحمد الفيلالي يتكلم بكل صراحة)لا لا لم يوظفني أحد أنا في الحقيقة كنت موظفا في البلدية مند سنة 1963 بمصلحة جواز السفر، وهاته المصلحة تتطلب التفرغ لها، وبما أنني كنت أزاول كرة القدم فكان من المستحيل أن أوفق بينهما، ولذلك بعد مرور ثلاث سنوات التحقت بسلك الوقاية المدنية لأنها توفر لك ممارسة كرة القدم والتفرغ للمشوار الكروي. بكل أريحية ولم أندم على هذا الاختيار. سؤال: سمحمد الفيلالي ننتقل إلى المشوار الكروي فمن الصدفة أنك مارست الوظيفة العمومية مدة 40 سنة. وكذلك كانت المدة التي مارست فيها كرة القدم كلاعب ومدرب. حدثنا عن بدايتك الأولى في مداعبة المستديرة؟ جواب: تماما فأنا اشتغلت في البلدية مدة ثلاث سنوات وفي الوقاية المدنية 37 سنة. وقضيت 40 سنة كذلك كلاعب وكمدرب، أما بالنسبة لبدايتي في ممارسة كرة القدم فكانت في الدوريات ككل اللاعبين لكن عندما كنت أدرس بثانوية "كارسو" ثانوية عمر بن عبد العزيز حاليا. أجرينا مقابلة مع ثانوية عبد المؤمن بالملعب البلدي وكان حكم المقابلة هو مدرب المولودية آنذاك الريكو. الذي عرض علي إبانها الانضمام لفريق المولودية الوجدية، لكن والدي رفض بشدة لأنه كان يريد مني التركيز على الدراسة، لكن بعد سبعة أشهر التحقت بفريق المولودية الوجدية وسني لا يتجاوز 17 سنة. واجتزت الفحص الطبي بنجاح تحت إشراف الدكتور هدام والدكتور عباس، وكانت المقابلة التي أجريناها مع اتحاد طنجة هي أول مقابلة لي مع فريق المولودية الوجدية وبعد سبعة مقابلات .شاركنا في دوري طوطو فوت وفزنا باللقب وكان أول لقب في حياتي الكروية، بعد تغلبنا على فريق المغرب الفاسي في المقابلة النهائية. سؤال: إذن كانت بدايتك جد موفقة مع فريق المولودية الوجدية توجت بلقب، لكن كيف تمت المناداة عليك لتعزيز صفوف الفريق الوطني لأول مرة سنة 1965؟ جواب: في بداية الأمر تمت المناداة علي من طرف الأب جيكو، الذي كان يدرب الفريق الوطني للأمل( أ وب) لكنني انتقلت لفريق أ مباشرة إلى جانب بافو وآخرين. سؤال: وماذا عن الفريق الوطني للكبار؟ جواب: بكل صراحة عندما نودي علي للمنتخب الوطني للكبار، كنت مصاب وموجود في الجزائر. ولم ألعب مع المنتخب الوطني في ألعاب البحر الأبيض المتوسط التي أجريت في تونس، لكن المرحوم الهاشمي ألح علي بأن أبعث للجامعة شهادة طبية تثبت إصابتي حتى لا أحرم من اللعب لفريق المولودية مجددا، وبعد ذلك مباشرة نودي علي لتعزيز صفوف الفريق الوطني الذي كان يلعب الاقصائيات المؤدية للألعاب الأولمبية التي جرت في مكسيكو, لكن الملك الراحل غضب من المنتخب الأول الذي تعادل مع غانا في الدارالبيضاء، وتم الاستعانة بنا نحن للذهاب إلى غانا لأن الكل ظن أننا سنخسر تلك المقابلة، ولم يبقى من الفريق الأول الذي لعب معنا لقاء العودة سوى باموس، بيتشو وعلال والهجامي لاعب الوداد، وخلقنا مفاجأة آنذاك من العيار الثقيل حين فزنا في قلب غانا ب(1-2) مما أثلج صدر الحسن الثاني الذي إستدعانا وقال لنا انتم رجال ووشح صدورنا بأوسمة ملكية، لكننا لم نلعب جنبا إلى جنب مع الكيان الصهيوني في مكسيكو 68. سؤال: سمحمد الفيلالي نحن الآن بصدد الحديث عن ملحمة مونديال مكسيكو 1970 حيث سجلت هدفا حاسما ضد السودان أهل المنتخب المغربي لكأس العالم حيث كان المغرب أول فريق عربي وإفريقي يتأهل لكأس العالم؟ جواب: من 68 ونحن في رحلة الجهاد للوصول إلى الحلم الذي راود كل أعضاء الفريق الوطني، فكانت المقابلة الأولى ضد السنغال في الدارالبيضاء. وانتصرنا (1-0) ثم انهزمنا بالسنغال ب(2-1) ثم بعدها تعادلنا مع تونس (0-0) وفي مقابلة الإياب سيطر التعادل كذلك (0-0) ثم تعادلنا في مقابلة فاصلة بمرساي (2-2) وتأهلنا بعد القرعة. وبعد هاتين المقابلتين بدأ يظهر لنا حلم الاقتراب من المونديال. حيث أوقعتنا القرعة رفقة نيجيريا والسودان، انتصرنا على نيجيريا في المقابلة الأولى (2-1) حيث سجلت الهدف الأول وسجل فرس الهدف الثاني. وبعد ذلك تعادلنا مع السودان في الذهاب وانتصرنا في الإياب ب(3-0) وسجلت هدفا تاريخيا وساهمت في تأهيل المنتخب المغربي للمونديال. ولم نلعب المقابلة الشكلية ضد نيجيريا حيث لعبها منتخب الأمل، ولقاءا وديا مع الجزائر ، كما انتصرنا على بلغاريا وديا(3-0). سؤال: كيف كان شعورك وأنت تلعب ضد بكنباور، ويلقبك احد المعلقين المشهورين آنذاك ببيلي إفريقيا على أدائك الرائع، وكيف تعلق على اللحظة التي التقيت فيها ببيلي على هامش المونديال، وماهو تعليقك على نتائج الفريق الوطني التي كان آنذاك موفقا نظرا للظروف في ذلك الوقت؟ جواب: (بكل تلقائية) لماذا لا تقول إن بكنباور هو الذي كان له الشرف في ملاقاتنا لم نكن آنذاك ننبهر بأي لاعب،كنا نتحلى بالرجولة ولا معنى للنجومية في قاموسنا، وفعلا التقيت ببيلي في مكسيكو في المونديال، وفي مقابلة ودية في الدارالبيضاء ضد البرازيل وصدقني اعتبرها ته الأشياء جد عادية. كنا نثق بأنفسنا كثيرا، لكن ما أود التركيز عليه كثيرا يجب إن يكتب بحبر من ذهب، ويستحق الوقوف عنده كثيرا، هو أننا لعبنا المونديال رفقة 16 منتخبا عوض 32 حاليا. والذي يسمح بمشاركة خمس فرق افريقية، أما نحن كنا الفريق الإفريقي الوحيد يعني لعبنا الأدوار المتقدمة نظرا لمشاركة 16 فريقا فقط، حيث قمنا بمقابلة تاريخية ضد ألمانيا وانهزمنا (2-1) وتعادلنا ضد بلغاريا وخسرنا مع البيريو. وفعلا كما قلت لقبت ببيلي إفريقيا من طرف احد المعلقين الفرنسيين الكبار آنذاك. سؤال: بعد المونديال مباشرة بستة أشهر شاركتم في العاب البحر الأبيض المتوسط في تركيا ثم في كاس إفريقيا 1972 بالكاميرون ماهي أهم النتائج وتفاصيل هاتين المشاركتين؟ جواب: نعم بالفعل لم نخلد للراحة ولعبنا العاب البحر الأبيض المتوسط وبعد ذلك لعبنا كاس إفريقيا 1972 وأقصينا من الدور الثاني عن طريق القرعة، وتأهلت في مكاننا الكونكو التي فازت بالكأس، وهنا لابد إن أشير كذلك إن ثمان منتخبات فقط من شاركت في كاس إفريقيا خلاف ألان الذي تشارك 16 وننهزم في الدور الأول على يد فرق مغمورة. سؤال: هل تعتبر جيل مونديال 1970 هو الأفضل من سابقيه ولماذا لم يرافقكم المدرب كويز في المونديال؟ جواب: بالعكس منتخب 1962 كانت تهابه اسبانيا بلاعبها خنطو، نحن لم يكن الحسد بيننا ولا تنتظر مني، إن امدح نفسي، أما عن كويز فقد أصيب بمرض وتم تغييره بفدنيك الذي دخلنا معه في تربصات وبعدها خضنا معه كاس العالم. سؤال: سمحمد الفيلالي كيف قيمت الدولة مشاركتكم في المونديال، وكيف تقيم مشاركتكم حيث كنتم كلكم تمارسون بالبطولة الوطنية وهل وفرت لكم كل الظروف اللوجستيكية للنجاح كاليوم؟ جواب: لا يمكن مقارنة إمكانيات ليوم بالأمس، فرق شاسع نعم كان لدينا طبيب ومطبخ خاص، لكن لا نصل لما توفره الجامعة الآن للفريق الوطني،وكنا لا ننتظر شكر الدولة، كنا نحب وطننا بكل إخلاص، ولم تكن لا تحفيزات ولا شيء من هذا القبيل لكن للأسف بعد المونديال انتبهت الدولة لخطئها، لكنها قامت بتفريق بعض الحوافز المادية على البعض دون البعض الآخر ولن ادخل في التفاصيل... سؤال: لكن نقفل ملف المنتخب ، ماهي أخر مشاركة ، وماهي أخر مقابلة ويقال إن السي الفيلالي هو اللاعب المغربي الوحيد الذي عانى الويلات من اجل تشريف المنتخب الوطني؟ جواب: تماما صدقني قبل مقابلة السودان الشهيرة، توفي احد أقاربي وكنت أعاني من إصابة خطيرة لكن الطبيب حقنني بحقنة لمدة 24 ساعة ولعبت المقابلة بل وساهمت في التأهل التاريخي للمونديال، وتخيل معي حجم المعانات التي عانيتها، حيث كنت أعاني الأمرين من السفر الشاق، ففي الوقت الذي كانوا فيه لاعبوا المنتخب الوطني ينامون في منازلهم كنت اذهب عبر القطار يومين قبل التربص، ها العملية كانت لمدة خمس سنوات مع المنتخب حيث كنت اللاعب الوحيد خارج مدار الرباطالدارالبيضاءوالمحمدية، نعم لقد عانيت الكثير من هذا (تكرفست بزاف)، أما أخر مشاركة لي رفقة المنتخب الوطني فكانت ضد روسيا عندما انهزمنا ب(3-0) في الدور الثاني في الملعب الكبير لميونيخ بعد تأهلنا للدور الثاني بعد فوزنا على ماليزيا وسجلت هدفا آنذاك. سؤال: وبعد ذلك عدت مباشرة أنت واللاعب الدولي فرس إلى المغرب لكن أنت كنت مرتبط بعقدين مع الفريق الجزائري تموشنت؟ جواب: نعم توجهت مباشرة إلى تموشنت لكنني قضيت موسما واحدا فقط، وعدت إلى المولودية، وحققت معها لقب البطولة، وهو اللقب الوحيد الذي بقي في حوزة المولودية إلى حد ألان وكان سنة 1974-1975 ثم شاركنا بعدها في دوري محمد الخامس وحصلنا على الرتبة الثالثة وكانت فرصة للقاء المرحوم الحسن الثاني، ثم شاركنا بكاس الصحراء في المحمدية، ثم كاس العرب بتونس وكما لاحظتم كنا فريق يضرب له ألف حساب ويشرف مدينة وجدة. سؤال: سي محمد شكلت ظاهرة وخصوصا انك لعبت رفقة الفريق الوطني كمدافع أيسر ولكن في اغلب الحالات، لعبت كوسط ميدان ومرة واحدة كمهاجم ضد مصر، لكن بالله عليك حدثنا على أطرف شيء حصل لك عندما حرصت شباك المولودية ضد الراك؟ جواب: نعم لعبت كحارس مرمى ضد الراك والمشكل كنت أحسن لاعب، وبعد طرد الحارس، ذهبت من تلقاء نفسي لحراسة المرمى، وقمت بارتمائة انتحارية لكنها لم تمنع دخول الهدف الوحيد في مرمانا في تلك الفترة. سؤال: أول مرة في حياتي أجد لاعبا أجاد في جميع المراكز من مدافع إلى وسط ميدان إلى مهاجم إلى حارس مرمى، لكن ماهي أخر مقابلة لك مع فريق المولودية الوجدية؟ جواب: أخر مقابلة كانت ضد الوداد سنة 1979 في الدارالبيضاء وتعادلنا وانهزمنا في ركلات الترجيح وكانت أخر مقابلة لي عن سن يناهز 36 سنة. سؤال: سمحمد الفيلالي لاوقت لديك للراحة فور توقفك عن اللعب، تم استدعائك لتدريب المولودية في سنة 1980 بعد اعتزالك اللعب في سنة 1980؟ جواب: لم يتركوا لي فرصة للراحة ودربت المولودية لمدة خمسة مواسم متتابعة. بدأت في حمل إشارة القائد للمولودية منذ 1965 اثر مقابلة ودية مع بركان من طرف بن براهيم واحتج بعض الإخوان على قيادتي لكن أجابهم بن براهيم،( نهار تحطو قلبكم بحالو)، آنذاك تستحقون القيادة؟ جواب: نعم تحملت قيادة المولودية لمدة 12 سنة وكنت قوي الشخصية ومعقول( وقاسح ومانظلمش،) ولا يوجد شخص أخر تعذب مثلي أعود واكرر ها الجملة، لأنني الوحيد الذي مثلت المنطقة الشرقية، وتحملت عناء السفر لسنوات، في حين إن اللاعبين أو المدربين الذين يأتون من الغرب يأتون مرة واحدة ويفكرون لهذا السفر مليون مرة... سؤال: وهل لازلت تتذكر المقابلة التاريخية بين المولودية وانتير ميلانو الايطالي رفقة الرومينغي؟ جواب: نعم انتير ميلانو وعدة فرق أخرى حضرت لوجدة، نعم المولودية واجهت عدة فرق عالمية وواجهنا عدة فرق مرموقة آنذاك إفريقيا لعل أبرزهم المريخ. سؤال: ساهمت مع المنتخب كلاعب ثم كمدرب للمولودية حيث قمت بتزويد المنتخب ب ثلاث لاعبين حملوا الشارة الدولية؟ جواب: نعم قمنا بلعب ادوار طلائعية متقدمة في البطولة، مما جعل الناخب الوطني يستدعي ثلاث لاعبين كانوا رسميين لاعبو كاس إفريقيا بنيجيريا، أخي مبارك الفيلالي والحسين بوشخاشخ، والنجم الكبير مصطفى الطاهيري. سؤال: هل يمكن اعتبار جيل 1986 أحسن من جيلكم إن صحت هاته المقارنة؟ جواب: لا العكس تماما، نحن من عانينا أما لاعبي منتخب 86 رغم انجازهم فهم(لقاوها واجدة) نعم أقولها بكل صراحة كنا فريق أسطوري. سؤال: نعود للمولودية كيف تعامل معك المكتب المسير إبان تدريبك للفريق، هل منحك كامل الصلاحية؟ جواب: نعم وكيف لا يكون هذا، وكان الرئيس هو المرحوم بلهاشمي الذي وفر لي جميع الظروف وكان يحترمني لأنه رجل محترم ، الله يرحمو. سؤال: غادرت المولودية كمدرب لكن عدت وبعدها قاطعت كرة القدم والمولودية وانعزلت حتى كرمت في برنامج سمر رياضي؟ جواب: قبل مغادرتي نبهت المسؤولين في الثمانينات، إلى كون الفريق الحالي غير مكون، وقلتها لهم في سنة 1985، ولم يستمعوا لكنهم نزلوا إلى القسم الثاني وبعدها عدت ودربت في المولودية في التسعينات في جميع الفئات، وفي الإدارة التقنية، ودربت الفريق الأول وضحيت بكل ما املك لكن جاء احد المسيرين الذي ذبح فريق المولودية الوجدية، وندمت لأنني وثقت فيهم. سؤال: هل هذا يعني انك تتعاطف مع الحركة التصحيحية ضد المكتب المسير؟ جواب: أنا لا أتعاطف مع احد، أنا أحب المعقول وحتى هذه الحركة التصحيحية حاربتني لان لها أهداف مصلحية، أنا أحب المولودية وأريد إن أراها متألقة فقط ومن له حسابات أخرى فليبتعد عني. سؤال: لكنك دربت فرق أخرى كالحسيمة وفتح الناضور وجرادة التي حققت معها الصعود للقسم الوطني الأول وكان هذا قبل عودتك للمولودية في التسعينات؟ جواب: نعم دربت فريق الحسيمة وكنا قاب قوسين من الصعود إلى القسم الممتاز، ودربت فتح الناظور، ثم حققت الصعود إلى القسم الممتاز مع جرادة وواجهنا المولودية وتعادلنا في جرادة رغم أن الكرة ضربت عارضة الخصم ثلاث مرات لكننا انهزمنا في الإياب ب(1-0). سؤال: السي محمد كنت وراء اكتشاف نجوم الثمانينات كمدرب وكذلك كنت مكتشف نجوم التسعينات ومنهم ما زال يمارس بداية من النكروز نهاية بقيسي وحسن علا؟ جواب: نعم اكتشفت عدة لاعبين آخرين مثل البوعبدلاوي الحارس الخلوق، وسمير فلاح، والنكروزواللاعب عبد الكريم قيسي، وكنت وراء جلب اللاعب حسن علا للمولودية واسألوه بأنفسكم إن شئتم. سؤال: بعد هذا العطاء هل تنتظر تكريما من الفاعلين الرياضيين وهل أنت راض على مسارك الكروي كلاعب وكمدرب؟ جواب: من يشتغل بالمعقول لا بد إن يكون راض ولست نادما على مسيرتي الكروية، والحمد لله بالجد والمعقول ورضا الوالدين يصل المرء إلى مبتغاه ولا يدوم إلا المعقول. سؤال: يقال انك إبان تدريبك للمولودية في الثمانينات اقتنيت دراجات نارية للاعبين من نوع 103 وكنت تقل الفئات الصغرى عبر سيارتك الخاصة؟ جواب: نعم هذا صحيح وأنت الذي أشرت إليه، وانأ أتحاشى تضحياتي اتجاه الفريق الذي أعطيته دمي، نعم اشتريت للاعبين دراجة 103 لكل واحد وكانت تساوي الذهب آنذاك حتى اساعدالفريق على تحقيق النتائج، لان الحافلات لم يكونوا يصلون إلى الملعب الشرفي، وتحملت عناء نقل اللاعبين الشبان يوميا عبر سيارتي وعموما كما يقولون " دير الخير ونساه". سؤال: بعد كل هذا المسار الذي حصره في هذا الحوار هو بدون شك، نحتاج لسنوات للوقوف على كل هذا المسار الخرافي لسمحمد الفيلالي كيف ترى الإمكانيات الت ترصدها الدولة والوزارة الوصية والجامعة لتأهيل كرة القدم الوطنية للدخول إلى الاحتراف؟ جواب: بدون نفاق هذا هو المعقول، وهذا شيء أفرحنا جميعا وبدون شك سيأتي بالنتائج لا محالة، لم يعد هناك أي مبرر للاعبين الحاليين لتحقيق ألقاب بعد صيامنا عنها لسنين طوال. أسئلة قصيرة وأجوبة قصيرة: سؤال: أحسن هدف لسي محمد الفيلالي مع المنتخب؟ جواب: هو الهدف التاريخي بالعقب الذي لازال يعتبر من أحسن الأهداف في تاريخ المنتخب وكان ضد مصر. سؤال: وأحسن هدف مع المولودية؟ جواب: ضد الكوكب المراكشي في مراكش . سؤال: كم من مرة تم توشيحك من طرف الراحل الحسن الثاني وجلالة الملك محمد السادس ولي العهد آنذاك؟ جواب: حصلت على وسامين من الحسن الثاني والتقيت به في عدة مناسبات، والتقيت بجلالة الملك محمد السادس نصره الله عدة مراة ووشحني كذلك. سؤال: كم عدد المقابلات الدولية التي خضتها؟ جواب: 73 مقابلة دولية. سؤال: كم من هدف سجلت رفقة المنتخب الوطني؟ جواب: سجلت أربعة أهداف في مقابلات رسمية وكانت أهداف حاسمة ويقولون إنني سجلت ما مجموع 14 هدفا مع المنتخب صدقني لم اعد أتذكر بالضبط. سؤال: ومع المولودية يقولون 40؟ جواب: نعم بالفعل 40 هدفا. سؤال: كم من مرة كنت قائد المنتخب؟ جواب: مرة واحدة في الألعاب الاولمبية في ميونخ. سؤال: أحسن لاعب في نظر سي محمد الفيلالي؟ جواب: كل اللاعبين الذين جاورتهم في المنتخب كانوا رائعين، بل سأذهب معك بعيدا فقد كان آنذاك ثلاث فرق من 19 لاعبا يمكنهم اللعب مع المنتخب لكن القانون يسمح ب 19 فقط. سؤال: وأحسن مسير؟ جواب: إن المرحوم الأسطوري بلهاشمي ولا يوجد مثله على مر العصور. سؤال: لماذا يصفونك بالتكعرير، وبالصرامة؟ جواب: يضحك ( لأنني صحراوي) أحب المعقول . سؤال: هل لازلت تزور مدينة الريصاني بلدكم الأم؟ جواب: لم يكن لدي حتى الوقت لكي احك راسي فهمومي مع المنتخب والمولودية لو تترك لي الفرصة لتكرار الزيارة التي كانت واحدة فقط. سؤال: ماهي النصيحة التي توجهها للاعبين الحاليين؟ جواب: المعقول وأقولها حتى لأبنائي. سؤال: ماهو إحساسك ونحن على مقربة من تكريمك من طرف جريدة الجسور في حفل كبير وخصوصا انك ستحصل على عمرة لكي تزور المقام الشريف؟ جواب: الحمد لله أنا مؤمن، والقدر هو الذي كتب لي ها العمرة لان المعقول وحده يوصلك لكل شيء، ولهذا أتقدم بالشكر لمدير الجريدة سي موسى رشيدي ولكل طاقم الجريدة وهي دعوة مفتوحة مني لكل اللاعبين القدامى لحضور حفل تكريمي. سؤال: كلمة أخيرة للجمهور والصحافة الذين أنصفوك على عكس المسؤولين؟ جواب: نتمنى إن نكون عند حسن ظنهم، والله يحفظكم والله يجمعنا مع الأحباب في أوقات الخير ويعم على الأمة الإسلامية كل الخير والنماء ، الحمد لله على كل شيء. نعم كان هذا نص الحوار الذي أجريته مع رجل كانت أمنيتي إن نستمر في الحديث لأيام طوال، لقد كنت في شدة التأثر وانأ اجلس إمام إنسان كله شهامة ونكران للذات، وكما لاحظتم لقد كرر كلمة المعقول عدة مراة طوال الحوار ونعم فكل إناء ينضح بما فيه . إن المعقول رسم مسار رجل من أهرامات المنطقة الشرقية، رجل لا ينسب إليه أشياء ولو كانت جملة نسبت إليه من قبل، صدمني بتلقائيته الطاغية التي افتقدناها في كل النجوم الحاليين الذين يختارون كلامهم بعناية، أما سي محمد الفيلالي بسريرته النقية يتكلم ولسانه ينطق ذهبا، ولهذا قررت جريدة الجسور أن تكرمه في ذكراها الأولى وبدون شك سيكون بركة وفال خير على الجريدة في المستقبل.