الدكتور التويجري في كلمة افتتاحية بالمؤتمر الوطني الاول للرابطة المغربية للصحافة الالكترونية عدسة أون مغاربية قال الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري، المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة –إيسيسكو-، إن التعددية الثقافية من الموضوعات المهمة التي توليها النخب الثقافية والفكرية والأكاديمية العالمية اهتمامها، تعزيزًا لقضايا السلام والعدل، ولاستقرار المجتمعات الإنسانية، ولإشاعة ثقافة التسامح وقيم الاحترام المتبادل، والحق في الاختلاف وفي الحفاظ على الخصوصيات الروحية والثقافية والحضارية للأمم والشعوب. وشدد المدير العام في كلمة له في افتتاح ورشة عمل حول (التعددية الثقافية في حياة المجتمع) عقدت أمس الجمعة 5 اكتوبر الجاري في باكو في إطار الدورة الثانية لمنتدى باكو الدولي الإنساني، التي ألقاها بالنيابة الدكتور أحمد سعيد ولد اباه، مدير العلاقات الخارجية والتعاون في الإيسيسكو، على أن الحوار بين الثقافات لن يكون إلا بما عبر عنه القرآن الكريم ب (التعارف)، والذي هو في مدلوله العميق (تبادل المعرفة)، بما يفضي إلى توسيع دائرة الاعتراف بالآخر واحترام وجوده وخصوصياته، وتعميق المعرفة واستثمارها لخدمة الإنسانية ولبناء الحضارة. ومن هذا المنظور: "يكون احترام التعددية الثقافية وحمايتها وصونها، حقًا من حقوق الإنسان، وشرطاً من شروط الحضارة، وركيزة من ركائز الأمن والسلم والاستقرار في هذا العالم، لأن ثقافات العالم متعددة المشارب والمنابع، وحضاراته متنوعة المصادر والأسس والاتجاهات، وتلتقي جميعُها عند قيم إنسانية مشتركة، ومبادئ والأساس في تأصيل مبادئ القانون الدولي." وقال إن التعددية الثقافية هي السبيل إلى إقرار مبادئ قانونية إنسانية جامعة إذا أحسن توظيفها، لاستخلاص أهم ما فيها من قيم ونظم ومبادئ ومثل. وأشار إلى أن ميثاق الأممالمتحدة، والإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والعهود والمواثيق الدولية الأخرى، والفتاوى التي تصدر عن محكمة العدل الدولية، كل ذلك مستوحًى من القيم الإنسانية المشتركة التي هي عصارة الثقافات وخلاصة الحضارات التي تعاقبت. وهذا ما يجعل التعددية الثقافية مصدراً لغنى منظومة القوانين الدولية، وصمام الأمان ضد الانحراف عن المبادئ العليا التي تستند إليها هذه المنظومة، وهي الرصيد الحضاري المشترك بين جميع البشر، الذي لا يزيده تعاقب العصور إلا غنًى ووفرة ً. وأوضح المدير العام للإيسيسكو في كلمته أن (إعلان اليونسكو العالمي بشأن التنوع الثقافي) الصادر في سنة 2001، يؤسس لحركة إنسانية عالمية من أجل تأصيل التنوع الثقافي، مشيراً إلى أن (اتفاقية حماية وتعزيز تنوع أشكال التنوع الثقافي) التي اعتمدها المؤتمر العام لليونسكو في سنة 2005، عن هذه القيم المشتركة باعتبارها رصيدًا غنيًا للبشرية جمعاء، تستفيد منه في إصلاح أحوال العالم، وفي تعزيز الحوار بين الثقافات والتحالف بين الحضارات، وفي نشر ثقافة السلام والعدل التي تعزز التعددية الثقافية. وقال المدير العام في كلمته إن هذه المعاني الإنسانية يعبر عنها (الإعلان الإسلامي حول التنوع الثقافي) الذي وضعته الإيسيسكو واعتمده المؤتمر الإسلامي الرابع لوزراء الثقافة المنعقد في الجزائر في ديسمبر سنة 2004م. وهو ما يستدعي تضافر الجهود وتعبئة القدرات لترسيخ قواعد السلام العالمي، من خلال احترام التعددية الثقافية في المجتمعات الإنسانية بهدف خدمتها والنهوض بها وتحقيق الازدهار والاستقرار لها.