قبل خمسة أيام من الدورة الثانية للانتخابات الرئاسية الفرنسية، تتحول شوارع العاصمة باريس اليوم الثلاثاء فاتح ماي الجاري بمناسبة عيد العمال المصادف للفاتح من مايو إلى معركة يتنافس فيها سياسيون يتقدمهم الرئيس المنتهية ولايته نيكولا ساركوزي المرشح للدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية التي ستجري الأحد، ومارين لوبان زعيمة اليمين المتطرف ونقابيون يحضرون من كل أنحاء فرنسا للاحتفال بعيدهم السنوي. أما فرانسوا هولاند منافس ساركوزي في الدورة الثانية من الانتخابات والذي ترشحه استطلاعات للرأي للفوز في السباق نحو الإليزيه، فسيكون في مدينة نيفر لإحياء ذاكرة بيير بيريغوفوا رئيس الوزراء الفرنسي في عهد الرئيس فرانوسا ميتران. وقد واصل فرنسوا هولاند ونيكولا ساركوزي حشد مؤيديهما الأحد حيث عقد المرشح الاشتراكي تجمعا في قاعة بيرسي الباريسية فيما عقد الرئيس المنتهية ولايته مهرجانا في تولوز بعدما علق المرشحان المتنافسان حملتهما مساء السبت لحضور مباراة لكرة القدم في ملعب ستاد دو فرانس. وقبل المناظرة التلفزيونية التي ستجري بينهما مساء الاربعاء وسيشاهدها حوالى عشرين مليون فرنسي، يضاعف المرشحان في عطلة نهاية الاسبوع المداخلات الاعلامية والتجمعات الانتخابية. وبعد احياء تجمع في كليرمون فيران بعد ظهر امس السبت، عقد نيكولا ساركوزي مرشح التجمع من اجل حركة شعبية تجمعا انتخابيا كبيرا في تولوز الاحد وتجمعا اخر في افينيون قبل مهرجان حاشد يقام في الاول من ايار/مايو بمناسبة عيد العمل في ساحة التروكاديرو في باريس. اما هولاند الذي اجرى عدة مقابلات السبت غير انه لم يعقد اي تجمع، فنظم مهرجانا انتخابيا ضخما الاحد في ملعب بيرسي في باريس يتوقع ان يحضره اكثر من 17 الف شخص. وافتتح الملعب ابوابه اعتبارا من الساعة 13,15 على ان يبدأ هولاند خطابه قرابة الساعة 15,00 ولحوالى ساعة امام قيادات الحزب الاشتراكي وانصاره. وفي انتظار المنازلات الاخيرة، كان من المتوقع ان يعلق المرشحان حملتهما مساء السبت ليحضرا في منصتين مختلفتين مباراة نهائي كأس فرنسا بين فريقي كيفيي وليون. وبعدما تصاعدت حدة الحملة بشكل ملفت في الايام الاخيرة مع تبادل الطرفين اتهامات ب"الستالينية" و"البيتانية"، اهتزت مع عودة دومينيك ستروس-كان الذي كان يعتبر في الماضي الاوفر حظا للفوز بالرئاسة، الى الظهور في الحياة السياسية بطرحه من جديد فرضية المؤامرة السياسية ضده، وتحريك الاتهامات بتلقي ساركوزي تمويلا غير مشروع من نظام الزعيم الليبي السابق معمر القذافي لحملته الانتخابية عام 2007. وعلى الصعيد السياسي، رد كل هولاند وساركوزي على الرسالة التي وجهها اليهما فرنسوا بايرو قبل ان يدلي الزعيم الوسطي بموقفه الخميس بشان تعليمات تصويت محتملة لمناصريه. وابلغ ساركوزي مرشح الحركة الديموقراطية (9,13% في الدورة الاولى في 22 نيسان/ابريل) انه جعل من مكافحة الديون هدفه الاول مشيرا الى ان مشروعه يتضمن "ارقاما بالغة الدقة والصرامة" و"يلحظ العودة الى التوازن في المالية العامة عام 2016". وفي رده على فرنسوا بايرو الذي شكك في قدرته على تصحيح اوضاع المالية العامة، شدد فرنسوا هولاند على "الجدية المالية" لبرنامجه، واعدا بانه "سيبذل كل ما في وسعه لتحريك صناعتنا واتاحة الانتاج في فرنسا". كما تعهد المرشحان بتعزيز الضوابط الاخلاقية في الحياة السياسية، وهو موضوع اخر يطالب به بايرو داعيا الى تنظيم استفتاء حوله. في هذه الاثناء شددت مارين لون التي حلت في المرتبة الثالثة في الدورة الاولى (11,9% من الاصوات)، في مقابلة اجرتها معها صحيفة جورنال دو ديمانش الالكترونية السبت على ان الجبهة الوطنية (يمين متطرف) التي باتت محور الحملة الانتخابية حققت "انتصارا ايديولوجيا" داعية الى "انفجار الحياة السياسية". وهدف مارين لوبن هو ترسيخ نتائج الدورة الاولى خلال الانتخابات التشريعية المقبلة، وهو كذلك هدف خصمها من جبهة اليسار جان لوك ميلانشون. وقالت لوبن "اذا وصلنا الى الجمعية الوطنية، سوف نحطم كل شي: العادات، المساومات، التواطؤ... سنقول كل شيء للفرنسيين". من جهته باشر ميلانشون الوزير السابق في حكومة ليونيل جوسبان، محادثات مع السكرتيرة الاولى للحزب الاشتراكي مارتين اوبري لبحث تقديم ترشيحات مشتركة للحزب الاشتراكي وجبهة اليسار في الدوائر التي تواجه "مخاطر" فوز مرشح من الجبهة الوطنية.