عزيز سعد الله وخديجة اسد ضمن فقرة مناقشة فيلم "السيناريو" على هامش المهرجان الوطني للفيلم بطنجة خاص أون مغاربية من أهم فقرات المهرجان الوطني المعروضة في طنجة منذ الخميس الماضي، فقرة مناقشة الأفلام خصوصا وانها مبنية على مشاهدة الفيلم، وهي بهذا مستقطبة للعديد من المهرجانيين من مختلف الاهتمامات والمرجعيات. المتتبع لهذه المناقشات/القراءات، من الممكن أن يستخلص ما يلي: تركيز البعض على ما هو مضموني، في ضوء ربط الفيلم بما يجري، في الواقع. وهنا يمكن القول بأن هذه المناقشات هي بالنسبة لهذه الفئة، عبارة عن جواب نطرحه كالتالي. ماذا يقول الفيلم؟. تركيز البعض على بعض الجوانب ذات الصبغة الإيديولوجية، من قبيل، ما الخلفية الأساسية التي ينهض عليها الفيلم؟. تركيز البعض على بعض الجوانب المتعلقة بما هو رمزي/ شكلي دال، أي النبش في بعض المكونات اللغوية السينمائية، هذه الفئة يمكن إدراجها ضمن سؤال كيف يقول الفيلم قوله؟. في جميع الحالات، من الممكن القول بأن هذه المناقشات ومهما اختلفت وتنوعت وكان البعض منها بسيطا، والآخر نوعيا، فإن الرابح الأول هو السينما المغربية ككل، ومن يقدم منتوجه للمناقشة، في أفق معرفة ردود فعل المتفرج، سواء تعلق الأمر بالمخرج، أو بغيره. مناقشات/ قراءات بدأت تستقطب فئة مهمة مشتغلة على خطاب الصورة ككل، ويتعلق الأمر ببعض الأساتذة الباحثين، فمن شأن قراءات هذه الفئة أن تغني وبكل تأكيد ما يقدم خلال هذه الفقرة المهمة، لاسيما وأنها آتية من فضاءات ذات صبغة بحثية/ علمية مهمة ودالة. إن سؤال القراءة سؤال معرفي/ منهجي، يشكل امتدادا أساسيا لكل منتوج فني وثقافي بشكل عام، سؤال من اللازم تطويعه وتطويره وفق رؤى ما تعرفه العلوم الإنسانية، من تطور وتراكمات متعددة. وهذا يفرض علينا أن ننفتح على العديد من المرجعيات المعرفية والفكرية والعلمية والفنية الخ، إن نحن أردنا فعلا إنتاج معرفة ثانية على هامش المعرفة الأولى المقدمة والمحصل عليها من مشاهدة الفيلم. بمعنى أن سؤال القراءة هو سؤال جوهري من اللازم أن يمارس هدما خلخلة لأولية لفعل المشاهدة في أفق إعادة بناء لما تم هدمه.